عواصم - (وكالات): طمأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حلفاء واشنطن بأن «بلاده لن تتخلى عنهم في سعيها للتوصل لحل للملف النووي الإيراني»، وتعهد في تصريحات خلال مؤتمر صحافي في أبوظبي «بالدفاع عن حلفاء واشنطن في المنطقة ضد أي تهديد خارجي». بدوره أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «متانة علاقة الولايات المتحدة بدول المنطقة ودولة الإمارات على وجه الخصوص»، مشيراً إلى أن «الاختلافات في وجهات النظر بين الدول أمر معتاد ولا تعني خلافات استراتيجية». كما حمل كيري إيران المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق حول النووي في جنيف مؤكدا ان اتفاقا محتملاً سيساعد في حماية الحلفاء بشكل افضل. في الوقت ذاته، جدد كيري القول إنه ليس هناك «حق موجود» لأي بلد في تخصيب اليورانيوم في حين تطالب إيران المجتمع الدولي بالاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم في أراضيها.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد إن الإمارات «تمتلك برنامجاً نووياً يتسم بالسلمية والشفافية ويشهد القبول والشراكة الدولية ولن نقوم بتخصيب اليورانيوم».
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن القوى الكبرى «لم تكن بعيدة عن الاتفاق مع إيران». لكنه أضاف ان هناك «نقطتين او ثلاث ما تزال تشكل عوبات». من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه ستكون هناك ضغوط لتغليظ العقوبات على إيران إذا لم تتوصل لاتفاق مع القوى العالمية بخصوص برنامجها النووي. غير أنه قال إنه في حال توصلت طهران إلى اتفاق مبدئي سترفع القوى العالمية بعض العقوبات التي فرضتها على طهران بأن تعرض عليها «تخفيفاً محدوداً ومتناسباً للعقوبات» مضيفاً أنه «يشعر بأن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق». في شان متصل، اتفقت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على «خارطة طريق للتعاون» بينهما بشان برنامج إيران النووي، فيما اتهمت الولايات المتحدة إيران بعرقلة المساعي التي جرت مؤخراً في جنيف لإنهاء الأزمة. وجاء الإعلان عن هذا الانفراج خلال زيارة أمين عام الوكالة الدولية يوكيا أمانو إلى طهران. إلا أنه لم تتكشف تفاصيل الاتفاق على الفور. واعلن رئيس المنظمة الإيرانية النووية علي علي أكبر صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع امانو في طهران أن «البيان المشترك الذي تم التوقيع عليه ينص على خارطة طريق للتعاون تحدد الخطوات المتبادلة لحل القضايا العالقة». وأشاد أمانو بالاتفاق ووصفه بانه «خطوة مهمة» إلا أنه أضاف انه «لا يزال يتعين القيام بالكثير من العمل». وتهدف زيارة أمانو إلى حل المسائل الفنية المتعلقة بدور الوكالة في مراقبة نشاطات إيران النووية.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارتا الخارجية في بريطانيا وإيران استئناف التبادل الدبلوماسي المباشر بين البلدين على مستوى قائمين بالأعمال «غير مقيمين»، وذلك بعد عامين على تجميد هذا التبادل بين لندن وطهران اثر هجوم على السفارة البريطانية في طهران نهاية 2011. وتعيين الإيراني محمد حسن حبيب الله زاده والبريطاني اجاي شارما يمثل مرحلة في تطبيع العلاقات المباشرة بين البلدين.