كتب - وليد صبري:
كشفت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية د. مريم الهاجري عن أن «25% من عدد سكان البحرين البالغين مصابون بالنوع الثاني من مرض السكري»، مشيرة إلى أن «معدل الإصابة بالمرض في المملكة في تزايد مستمر»، فيما أكدت أن «عدد الأطفال المصابين بالسكري تحت سن 15 سنة يقدر بأكثر من 2000 طفل».
وأضافت د.مريم الهاجري، في تصريح لـ»الوطن»، أن «النوع الأول من السكري ينمو بمعدل 3% سنوياً لدى كل من الأطفال والمراهقين»، موضحة أنه «كان يعتقد أن النوع الثاني من السكري يقتصر على البالغين أما اليوم فينمو بشكل متزايد بين كل الأطفال والمراهقين».
وبينت أن «عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، ففي خلال السنوات الأخيرة زاد المعدل السنوي للحالات الجديدة من 18 حالة سنوياً في بداية التسعينات إلى ما يقارب 80 حالة سنوياً في الوقت الحاضر».
500 مليون مصاب خلال السنوات القليلة المقبلة
وحذرت د.الهاجري من أن «السكري ومضاعفاته الكبيرة يمثل عبئاً على الفرد والمجتمع، ويؤدي إلى معاناة الدولة بأسرها»، مشددة على أنه «ما لم يتوفر الاهتمام العالمي بمكافحة المرض فإنه سيرتفع عدد المصابين به إلى أكثر من 500 مليون خلال السنوات القليلة المقبلة».
وأضافت أن «تلك النسبة العالية لها انعكاساتها على جميع المستويات، فهي تؤثر في الأفراد المصابين وعائلاتهم كما تنعكس تأثيراتها على المؤسسات لما تسببه من انقطاع عن المدرسة والعمل وضعف في الإنتاج، وتشكل خطراً كبيراًً على المستوى الحكومي بسبب تكاليف علاج المرض ومضاعفاته خاصة على القلب والكلي والعينين والقدمين».
واعتبرت د. الهاجري أن «داء السكري يأتي في المرتبة الرابعة لأهم الأسباب المؤدية للوفاة»، مشيرة إلى أن «المرض يمثل أكبر مشكلة صحية ففي كل 20 ثانية يكتشف إصابتين بالسكري».
وتوقعت أن «يستنزف السكري نحو 13% من ميزانيات الرعاية الصحية في منطقة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بحلول عام 2025».
وحذرت د. الهاجري من «مضاعفات الإصابة بالمرض»، لافتة إلى أنها «تؤدي إلى صعوبة في الإبصار ومن ثم الإصابة بالعمى لدى البالغين، كما إنها أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى بتر الأطراف»، موضحة أن «مريض السكري معرض للإصابة بأمراض القلب والشرايين والذبحة الصدرية، وضغط الدم والسكتة الدماغية».
وعزت د. الهاجري «السبب في انتشار السكري إلى أنماط الحياة غير الصحية خاصة السمنة، وزيادة الوزن، وقلة الحركة، والتحول في نظم التغذية بما يسمى الوجبات السريعة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية من الدهون المشبعة وهي أحد مسببات انتشار أمراض القلب والسكري».
في السياق ذاته، تطرقت د. الهاجري إلى جهود «جمعية السكري البحرينية» في توعية المصابين بالمرض وأفراد المجتمع عامة للاهتمام بالمحافظة على الوزن وممارسة الرياضة كوسيلة مهمة لتجنب الإصابة بالمرض».
وأشارت إلى أن «الجمعية تبنت إنشاء مضامير للمشي، كما قامت بنشر التوعية بالمحاضرات وحملات فحص السكري بالدم وعقد الندوات، وامتد نشاطها لتنظيم مخيم شروق والأنشطة الصيفية للأطفال المصابين بالمرض إضافةً إلى تقديم الدعم النفسي، والاجتماعي، والسعي لتوفير أحدث الأجهزة العلاجية للأطفال، ومنها تكريم الأطفال المتفوقين، وكفالة طفل مصاب بالسكري بمضخة الأنسولين، وتبني المشاريع التي تهدف للوقاية من السكري والحد من مضاعفاته، مثل الوحدة المتنقلة للسكري».
2 مليون دينار كلفة مركز التأهيل
ونوهت د.مريم الهاجري إلى «خطة الجمعية في بناء مركز التأهيل والوقاية من السكري، الذي يعد مشروعاً طموحاً يحتاج للدعم والمساندة، وينقل العمل بالجمعية نقلة نوعية كبيرة في التوعية مما يعد مكملاً للبرامج الصحية في المراكز والمستشفيات العامة والخاصة وليس بديلاً لها».
وأوضحت أن «هذا المركز الوطني المهم والذي تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بتخصيص الأرض لبنائه والذي يتكلف نحو 2 مليون دينار بمنطقة عالي مازال حلماً يراود مرضى السكري».
وأوضحت أن «نقص الموارد المالية والتمويل، تسبب في توقف العمل بالمشروع العملاق».
وناشدت د. الهاجري «كافة أفراد المجتمع وخاصة الشركات والقطاع الخاص لتقديم الدعم والمساندة، من أجل أن يرى ذلك المشروع المهم النور».
وفي رد على سؤال يتعلق بالوحدة المتنقلة للسكري لرعاية الأطفال والتي تعد أحد المشاريع المتميزة التي تبنتها الجمعية، قالت د. الهاجري إنها «نموذج للمسؤولية والشراكة المجتمعية والتي تضافرت فيها الجهود المخلصة حيث تبرع نادي روتاري المنامة بهذه الوحدة لجمعية السكري البحرينية وبدعم من شركة البحرين الوطنية للتأمين».
وذكرت أن «داء السكري لدى الأطفال من النوع الأول هو أحد الأمراض الأكثر شيوعاً لدى الأطفال والناشئة وينتج هذا المرض بسبب خلل في الجهاز المناعي، بالإضافة إلى تواجد القابلية الوراثية وعوامل بيئيه مثل الالتهابات الفيروسية، مما يسبب تلف خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، لذلك يترتب على الطفل أخذ عدة حقن من الأنسولين بشكل يومي لتنظيم مستوى السكري في الدم».
وأوضحت أن «الوعي الصحي من أهم عوامل نجاح أي علاج وخاصة الأمراض المزمنة ومنها السكري، ولابد للطفل المصاب بالسكري الحصول على رعاية طبية وصحية، تهدف إلى رفع الوعي الصحي لدى الطفل، ومن هذا المنطلق فقد تبنت جمعية السكري البحرينية مشروع الوحدة المتنقلة لرعاية الأطفال المصابين بالسكري بهدف الوقاية من داء السكري والحد من مضاعفاته من خلال نشر التوعية والتثقيف لدى الأطفال».
وأضافت أن «الوحدة عبارة عن «سيارة» وحدة متنقلة خاصة بالسكري، وهدفها رعاية ووقاية الأطفال من داء السكري من خلال التوعية والتثقيف بالألعاب وتعزيز أنماط الحياة الصحية والتأكيد على ممارسة النشاط البدني والتغذية الصحية السليمة، والكشف المبكر عن داء السكري وعوامل الخطر والتوعية بكيفية السيطرة والتحكم بنسبة السكر بالدم، والحد من مضاعفات السكري على العين والأعصاب وتعزيز التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني للوقاية من الإصابة بداء السكري».
في السياق ذاته، قالت مصادر صحافية إن «وزارة الصحة قامت بوضع استراتيجية وخطة تنفيذية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية والتي تشمل داء السكري للحد من الإصابة بالمرض والتقليل من مضاعفاته».
وأشارت تقارير إلى أن «توجهات الوزارة تنصب في الوقاية من السكري من خلال برامج الرعاية الصحية الأولية، وقد تم توفير عيادات تخصصية للمرضى في الرعاية الصحية الأولية، كما تم افتتاح 12 عيادة للسكري في المراكز الصحية، وسيتم تعميم عيادات السكري التخصصية على جميع المراكز الصحية بالمحافظات الخمس، ومن خلال هذه العيادات يتم توفير جميع الأدوية واحتياجات المرضى، بحيث يسهل عليهم التعايش مع المرض وتوفر جميع الخدمات الصحية بسهولة».