كتب – وليد صبري:
السكري.. ذلك المرض المراوغ، يتسلل إلى الجسم ببطء شديد، وبعد نجاحه في التمكن من الجسم، دون أية أعراض في معظم الأحيان، يؤثر سلباً على أعضاء الجسم، ويضعف قدرتها على أداء وظائفها اللازمة لحيوية الجسم، وما إن يعلم الإنسان أنه أصيب بالمرض حتى ينتابه الخوف والهلع والكآبة ويسارع بالسؤال عن مدى خطورة المرض على الصحة العامة وأعضاء الجسم. ويرى العلماء والباحثون أنه يمكن بسهولة ترويض السكري والسيطرة عليه والتحكم في مستواه بالدم، بضبط الحالة النفسية، وتناول الأدوية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام. بل ينصح الخبراء بضرورة اعتبار السكري مثل الصديق الذي يجب أن يتعايش معه المريض، ولا يحرص على أن يضايقه أو يستفزه، حتى يتمكن من أن يعيش حياته في أمان بعيداً عن مشاكله الكارثية، لأنه يمكن ببساطة أن ينقلب على صديقه فجأة، ويخونه، ويغدر به، ومن ثم تقود المضاعفات المريض إلى المهالك!
وفي 14 نوفمبر من كل عام يحيي العالم، اليوم العالمي للسكري، وهو تاريخ حدّده كل من الاتحاد الدولي للسكري، ومنظمة الصحة العالمية، لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين في عام 1922، حيث باتت تلك المادة ضرورية لبقاء مرضى السكري على قيد الحياة.
والهدف من الاحتفال بذلك اليوم، الحد من انتشار المرض عن طريق التوعية والتثقيف والتعليم.
ويقوم ممثلو منظمات السكري والمؤسسات الحكومية بإعداد أنشطة تناسب الجميع وتتضمن الأضواء الزرقاء، والمشي وركوب الدراجات، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وشرح أسباب الإصابة بالمرض، وإقامة الورش والمعارض والمؤتمرات الصحافية، وإقامة الأنشطة للكبار والصغار.
وتمثل الدائرة الزرقاء شعار يوم السكري العالمي وقد اتخذ شعاراً في عام 2007 عن طريق الاتحاد الدولي للسكري ضمن حملة «لنتحد من أجل السكري»، ومنذ ذلك الحين تم اتخاذ شعار الدائرة الزرقاء شعاراً رسمياً للمرض سنوياً. ويحمل هذا الشعار تأثيراً إيجابياً على المجتمعات فالدائرة ترمز إلى الصحة والحياة، واللون الأزرق يرمز إلى لون السماء الصافي الذي يوحد جميع دول العالم وهو لون علم الأمم المتحدة.
والسكري حالة مرضية معقدة ومزمنة لا يستطيع فيها الجسم أن يستخدم أو يخزن الجلوكوز بشكل صحيح بسبب نقص أو عدم كفاءة هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس للتحكم في مستوى نسبة السكري في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكري في الدم بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى تلف الشرايين التي توصل الغذاء إلى جميع أعضاء الجسم. ومن ثم فالمرض يؤثر على جميع مجالات حياة الفرد، مما يتطلب رعاية وعناية فائقة الجودة.
وهناك نوعان رئيسيان للمرض، الأول «المعتمد على الأنسولين» والذي يتوقف فيه الجسم تماماً عن إنتاج الأنسولين، ويحتاج المرضى المصابين بهذا النوع الأول إلى أخذ حقن الأنسولين يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة، وهذا النوع من السكري يتطور ويظهر عادة في الأطفال أو صغار البالغين، ولكن قد يحدث في أي سن.
أما النوع الثاني من السكري «غير المعتمد على الأنسولين» يظهر عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو يكون غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل سليم، وهذا النوع من مرض السكري عادة ما يصيب كبار السن وأصحاب الوزن الزائد والذين لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض، وعلى الرغم من أنه يظهر بصورة متزايدة لدى الشباب، خاصة المراهقين، فهو يعد مرضاً متعلقاً بنمط الحياة خاصة البدانة.