حاوره - وليد صبري:
قال المدير الطبي لمركز الخليج التخصصي للسكري والغدد الصماء والحاصل على البورد الأمريكي في الغدد الصماء والسكري د.وئام حسين إن «البحرين تحتل المرتبة التاسعة من بين دول العالم من حيث نسبة الإصابة بمرض السكري وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي للسكري، خلف الكويت والسعودية وقطر»، مشيراً إلى أن «نسبة الإصابة بالمرض تبلغ 22.4? لمن يتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً».
وأضاف د. وئام حسين، في حوار خاص مع «الوطن»، أن «أكثر من 380 مليون شخصاً يعانون من المرض حول العالم، نصفهم لم يتم تشخيص حالتهم»، موضحاً أن «4.8 مليون شخص حول العالم لقوا حتفهم بسبب مضاعفات المرض في 2012».
وأشار إلى أن أكثر الأشخاص تعرضاً للإصابة بالسكري وينبغي عمل فحص دوري لهم، هم من لهم تاريخ عائلي للمرض، ومن يعانون من الوزن والبدانة، ومرضى ضغط الدم المرتفع، ومن يعانون من ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وانخفاض مستويات الكوليسترول الحميد بالدم، والحوامل اللاتي يصبن بالسكري ويلدن أطفالاً وزنهن يتعدى 4 كجم.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما ترتيب البحرين عالمياً بالنسبة لمعدل المصابين بالسكري؟
وفقاً للاتحاد الدولي للسكري، تحتل البحرين المرتبة التاسعة من بين دول العالم من حيث نسبة الإصابة بالمرض. وتأتي المملكة بعد كل من الكويت والمملكة العربية السعودية وقطر. وتبلغ نسبة الإصابة بالمرض 22.4% لمن تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً.
* كم عدد المصابين بالمرض حول العالم؟
هناك أكثر من 380 مليون شخص يعانون من السكري في جميع أنحاء العالم، نصفهم لم يتم تشخيصهم بالمرض أو لا يعرفون أن لديهم المرض. ومعظم الحالات وتصل تلك النسبة إلى 80? منهم، يعيشون في البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل. وبوجه عام نسبة السكري في ازدياد، ولكن أولئك الذين لا يعرفون أن لديهم المرض هم في خطر نتيجة إمكانية تعرضهم لمضاعفات السكري لأن التشخيص يتم في وقت متأخر.
* كم عدد الوفيات سنوياً جراء مضاعفات الإصابة بالسكري حول العالم؟
هناك 4.8 مليون شخص حول العالم لقوا حتفهم بسبب مرض السكري في عام 2012. وهنا نود أن نلفت إلى أن الرعاية الصحية والاهتمام بالمرض يحتاج إلى مبالغ كبيرة داخل ميزانية الدول، وقد أنفقت الولايات المتحدة 471 مليار دولار في العام الماضي.
السيطرة على المرض
* ما أبرز النصائح للسيطرة على السكــري لضمان حياة أفضل؟
مريض السكري بحاجة لأخذ زمام المبادرة، وبإمكانه تجنب العديد من المشكلات إن تمكن من معالجتها قبل وقوعها. وهنا لابد من عرض نفسه على مركز متخصص في السكري أو طبيب سكري، وسوف يقوم الأطباء والممرضون واختصاصيو التغذية بتقديم النصائح والمعلومات والرعاية اللازمة له. وعلى مريض السكري اتباع استراتيجيات معينة لكي يتمتع بالمستقبل وهو في صحة كاملة، ومن ثم على مريض السكري زيارة اختصاصي الغدد الصماء والسكري، وعليه إجراء الفحوص الخاصة بالمرض بشكل منتظم لرصد العلاج الملائم له، والطبيب المختص سيتولى فحص المشكلات المستجدة الناجمة عن هذا المرض. ويعد الفحص فرصة ملائمة أيضاً للكشف عن أية حالات أخرى، مثل ضغط الدم، والعين، وأمراض الكلى، والقلب، والتي غالباً لا تشملها فحوصات المرض.
وللأسف يركز مريض السكري على المرض فقط ولا يلحظ الأعراض المرتبطة بأعضاء الجسم الأخرى التي تتأثر نتيجة الإصابة بالمرض، فعلى سبيل المثال، تصوير الثدي بالأشعة السينية للنساء، أو فحص البروستاتا لدى الرجال، كما إنه لابد من إجراء اختبارات الدم بشكل منتظم، ولابد من قياس متوسط نسبة السكري في الدم بمعدل مرة واحدة كل 3 شهور، عن طريق اختبار قياس الهيموجلوبين السكري «A1C»، ونسبة الكوليسترول والدهون في الدم، ونسبة البروتينات في البول، واختبار وظيفة الغدة الدرقية. ولابد من إجراء فحص سنوي للعينين، لتحديد مشكلات الرؤية الناجمة عن مضاعفات السكري في وقت مبكر، وقد يحتاج المريض إلى مراجعة طبيب العيون أكثر من مرة في السنة، في حال عدم قدرته على السيطرة على السكري، أو إصابته بارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكلى أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
كما ينصح بزيارة طبيب الأسنان، حيث يؤدي ارتفاع السكري إلى إضعاف الجهاز المناعي للجسم، مما يحد من قدرته على محاربة البكتيريا والفيروسات التي تسبب العدوى، ولأن الفم مليء بالبكتيريا، فإن اللثة توفر بيئة خصبة للعدوى، وهناك نقطة أخرى مهمة، تتمثل في أن مريض السكري معرض للإصابة بالأنفلونزا نتيجة أن ضعف الجهاز المناعي بفعل السكري. وإذا كان المريض يعاني من أمراض القلب أو الكلى، فهذا يزيد من مخاطر إصابته بالعدوى، وربما تتسبب الأنفلونزا في إصابة المريض بالالتهاب الرئوي، ويعد التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا هو الحل الأمثل لتجنب خطر الإصابة بمضاعفاتها، وعلى مريض السكري أيضاً أن يفحص قدميه جيداً ويعالج البثور والجروح والكدمات.
* من هم أكثر الأشخاص تعرضاً للإصابة بالسكري، والذين ينبغي عمل فحص دوري لهم؟
أكثر الأشخاص تعرضاً للإصابة بالسكري وينبغي عمل فحص دوري لهم، هم من لهم تاريخ عائلي للمرض، ومن يعانون من الوزن والبدانة، ومرضى ضغط الدم المرتفع، ومن يعانون من ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وانخفاض مستويات الكوليسترول الحميد بالدم، والحوامل اللاتي يصبن بالسكري ويلدن أطفالاً وزنهن يتعدى 4 كجم، ومن لديهم نسبة الجلوكوز في الدم غير طبيعية، ومن يعانون من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
* ما أبرز أعراض الإصابة بالمرض؟
أبرز الأعراض تتمثل في العطش الشديد، وكثرة التبول، وفقدان الوزن، والشعور المستمـر بالجـــوع، والعصبيــــة، والتهيــــج، وضبابية الرؤية، والوخز أو التخدر في اليدين أو القدمين، والإصابة المرضية المتكررة للجلد والمثانة والتهابات اللثة، والجروح التي لا تندمل، والتعب والإرهاق الشديد دون مبرر.
* ما أكثر أعضاء الجسم تأثراً بالإصابة بالمرض؟
مرض السكري السبب الرئيس لفقدان البصر، والإصابة بالفشل الكلوي، والغسيل الكلوي، والبتر، وأمراض القلب، وتتضمن المضاعفات المزمنة للمرض، مشاكل بالجلد والجهاز الهضمي والعجز الجنسي، ومشاكل بالأسنان واللثة.
قياس السكري
* كيف يمكن قياس نسبة السكري في الدم؟
عادة ما تكون نسبة السكري في دم الصائم أقل من 100 ملغم / ديسيلتر «5.5 ميللي مول / لتر» ولا تصل إلى 200 ملغم / ديسيلتر «11.1 ميللي مول / ليتر» بعد تناول الوجبات. وقد جرت العادة على تشخيص مرض السكري على أساس نسبة سكر الصائم في الدم والتي تصل إلى أكثر من أو تساوي 126 ملغم / ديسيلتر «7 ميللي مول» أو على أساس نسبة السكري بعد مرور ساعتين من تناول مشروب جلوكوز بمعدل يقرب من 75 جم، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر إلى 200 ملغم / ديسيلتر أو أعلى. وعلاوة على ذلك، فإن المرضى الذين يعانون من الأعراض الكلاسيكية للمرض مع وصول مستوى السكر في الدم إلى 200 ملغم / ديسيلتر أو أعلى يلبون المعايير اللازمة لتشخيص الإصابة بالمرض. ويعتبر الأشخاص الذين لديهم قيم أعلى من المعدل الطبيعي وأقل من معدل مرض السكري في مرحلة ما قبل السكر معرضين لخطر الإصابة بهذا المرض، ما لم يتم اتخاذ أي إجراءات أو علاج لمنعه واحتوائه.
الاعتلال ومضاعفات المرض
* ما هي مضاعفات السكري على العين؟
يشكل السكري السبب الأكبر لحدوث أبرز مشكـــلات العين، وهي «اعتلال الشبكيـــة السكري»، فالشبكية هي النسيج الحساس للضوء في قعر العين، ولا يستطيع الإنسان أن يرى على نحو واضح من غير شبكية صحيحة. ويحدث اعتلال الشبكية السكري عندما يؤدي المرض إلى تخريب الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية. وهذا ما تتعذر ملاحظته في بداياته. ومن أعراضه، الرؤية المشوشة أو ظهور أخيلة، ورؤية دوائر أو وميض أو بقع سوداء، ورؤية بقــــع مظلمة أو أجسام طافية، والشعور بألم أو بضغط في عين واحدة أو في العينين معاً، وصعوبة رؤية الأشياء عند أطراف مجال رؤية العينين. وعند الإصابة بالمرض يجب إجراء فحص كامل للعينين كل سنة.
* كم عدد المصابين باعتلال الشبكية السكري حول العالم؟
اعتلال الشبكية السكري هو السبب الرئيس للعمى بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و74 عاماً، ويعاني 21? من مرضى السكري من النوع الثاني من اعتلال الشبكية السكري، عند التشخيص الأولي للمرض، وأغلبهم تسوء درجة اعتلال الشبكية لديهم مع مرور الوقت.
* ما التأثير السلبي للسكري على القلب؟
تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية «Cardiovascular disease» إحــــــــــدى المضاعفات الطويلة الأجل التي يحتمل أن تنتج عن مرض السكري، وتشمل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، وجميع الأمراض الأخرى التي تصيب القلب والدورة الدموية، ويتصاعد خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري مقارنة بالأشخاص العاديين، لأن ضعف السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم على فترات طويلة يؤثر على بطانة الجدران الشريانية في الجسم، ويزيد ذلك من احتمال بدء مشاكل الأوعية وتضييقها أي «تصلب الشرايين».
وفي هذا الصدد لابد من المتابعة لدى أخصائي مرض السكري للسيطرة على ضغط الدم ومستوى الدهون ومستوى الجلوكوز في الدم. ولابد من الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي والتقليل من الدهون المشبعة، والعمل على نقص الوزن الزائد.
* ما أبرز مضاعفات السكري على الكلى؟
تعتبر أمراض الكلى إحدى المضاعفات الطويلة الأجل التي يحتمل أن تنتج عن مرض السكري، وأمراض الكلي هي بداية فشل الكليتين، وهي أكثر شيوعاً لدى المصابين بالسكري، وأبرز المضاعفات الإصابة بالاعتلال الكلوي السكري.
* ما أبرز مضاعفات السكري على أعصاب المريض وأطرافه؟
الاعتلال العصبي هو أحد مضاعفات السكري طويلة الأجل، و من المعروف أن ارتفاع مستويات السكري في الدم يجعل الأعصاب غير قادرة على نقل الإشارات، ويتلف الأوعية الدموية التي تحمل الأوكسجين والغذاء إلى الأعصاب. ويمكن أن يؤدي الاعتلال العصبي إلى الألم والتنميل والوخز الخفيف في اليدين أو الساقين أو القدمين. وقد تقل قدرة المريض على الإحساس بالسخونة أو البرودة. والاعتلال العصبي ربما يؤدى إلى تطور مشاكل التبول، وإذا لم تعالج ربما تسبــب سلس البول أو حتى فقدان القـــدرة على التبول تماماً، وقد تؤدي إلى خلل عملية الانتصاب أو العجز الجنسي، كما إن الاعتلال العصبي يجعل الجسم غير قادر على تنظيم درجة حرارته.
* كيف يحمي مريض السكري قدميه من الإصابة بمضاعفات المرض؟
يشكل السكري خطراً على القدمين ويؤدي لصعوبة التئام القروح والجروح، ويعد مرض السكري السبب الأكثر شيوعاً لبتر الأطراف، ومن هنا لابد من فحص القدمين يومياً، ومعالجة البثور والجروح والكدمات، والمحافظة على القدمين نظيفتين وجافتين، ونغسلهما كل يوم بالماء الفاتر، كما ينصح بتجفيف المساحات ما بين الأصابع للوقاية من الإصابة بالعدوى الفطرية، وينصح بترطيبهما بالكريمات، كما ينصح بارتداء الجوارب النظيفة والجافة المصنوعة من الألياف مثل القطن أو الصوف، والتي تمتص العرق، ولابد من الحذر عند تقليم الأظافر، والمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج، واحرص على ارتداء الأحذية المريحة والواسعة.
* ما أبرز طرق العلاج الحديثة بالنسبة للسكري؟ وما الجديد فيما يتعلق بزراعة خلايا في البنكرياس؟
أحدث مجموعة من الأدوية هي على شكل أقراص وهي تعمل من خلال تصفية السكر من الدم إلى البول وهذا سيؤدي إلى انخفاض السكر في الدم. ومن المتوقع أن تكون هذه المجموعات في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2014.
وهناك مجموعة أخرى من الأدوية التي هي قيد الاستخدام في السوق تكون على شكل حقن يومية من الهرمون الذي يختلف عن الأنسولين ويحفز البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين، ولها ميزة صغيرة وهي فقدان الوزن. الآن هذه المجموعة قد طورت هذه الحقن لتستخدم مرة واحدة في الأسبوع، وهناك أبحاث لتطوير حقنة تستخدم مرة واحدة في الشهر.
والبحث الآخر الذي تقوم به المجموعة هو إدخال أنبوب صغير تحت الجلد يفرز الدواء لمدة تصل إلى سنة واحدة. ووسائل الطب الحديث الأخرى مازالت تجري بحوثاً لعمل أقراص قد تعمل لمدة أسبوع، ولكن هذا العمل مازال يحتاج إلى سنوات من البحث. أما بالنسبة لزرع خلايا البنكرياس، فهناك تقدم في الأبحاث الخاصة بذلك، لكن المشكلة في الحصول على متبرع للبنكرياس، ويجرى تطوير الأدوية حتى لا يرفضها الجسم بعد إجراء الزراعة، والأمر قد يحتاج سنوات.