كتب - وليد صبري:
حذر استشاري جراحة الأوعية الدموية د.عامر الكاشف من «ارتفاع مستوى السكري في الدم والذي يؤدي لمضاعفات خطيرة أبرزها الإصابة باعتلال القدم السكري والذي يؤدي إهمال علاجه إلى إصابة القدم بـ«الغرغرينا» ومن ثم يكون البتر، العلاج الأمثل للحالة المرضية، ما يقود مريض السكري إلى الإعاقة».
وأضاف د. عامــر الكاشـــف أن «أوعيـــة الكلـــى والأعصاب والشرايين الطرفية أكثر تأثراً بالمرض»، موضحاً أن «القدم تعد أكثر أعضاء الجسم دفعاً لضريبة السكري، حتى يمكن أن تصل المضاعفات إلى البتر المؤلم المؤذي، وذلك لأن القدم هي التي تتحمل وزن الجسم، ثم أنها هي التي تحرك جسم الإنسان في السير والحركة، وهي المسؤولة عن الاحتكاك بين الجسم البشري والأرض، وهذه الوظائف بالطبع ليست موجودة في الطرف العلوي، لذلك فإن هذه الوظائف الخاصة تكون بالقدم فقط، وعندما يصاب الإنسان بمرض السكري يكون لديه الاستعداد الأول للتأثر المؤلم والشديد بمضاعفات السكري لذلك اطلقنا عليها «القدم السكري»، مضيفاً أن «القدميــن فـــي الوضـــع الطبيعي توزع ثقل الجسم على المناطق التي تتلامس بسطح الأرض، ولقد وجد أن الإنسان البالغ يمشي نحو 5 أميال يومياً وبالتالي فإن القدم تمتص نحو 1000 طن قوة في اليوم».
قدم المريض معرضة للإصابة بالجروح والخدوش
وذكر د.عامر الكاشف أن «السبب الرئيس للإصابة بالقدم السكري هو ارتفاع نسبة السكري بالدم أو ما يسمى علمياً باسم «الهيبرجليسيميا»، وهذا الارتفاع هو سبب كل مضاعفات مرضى السكري، حيث يؤدي «الهيبرجليسيميا» إلى التهاب «اعتلال» الأعصاب الطرفية، ثم ضعف مقاومة الجسم للعدوى البكتيرية ثم قصور الشريان المزمن»، لافتاً إلى أن «الهيبرجليسيميا» مرض يستمر لفترات طويلة كونه مرضاً أساساً للإصابة بالغرغرينا».
وقــال إن «للسكري تأثير سيء على نوع مــــن الأعصاب يسمى العصب السمبثاوي، وهذا العصب مسؤول عن إفراز الغدد وتوجيه الدورة الدموية بالقدم، وعندما يصاب المريض بالسكري يحدث عطباً شديداً بالعصب السمبثاوي، وينتج عن ذلك أن الغدد الموجودة بداخل بطن القدم يحدث لها جفاف بمعنى أنها فقدت وظيفة العرق وبعد فترة مع الاحتكاك يحدث تشققات بالقدم وبجوار عصب الأصابع، وشيئا فشيئا تصاب التشققات بالبكتيريا التي تحدث التهابات وبالتالي الإصابة بالقدم السكري».
ولفت إلى أن «ارتفاع نسبة السكري في الدم من الممكن أن تؤثر على أعصاب القدمين وبالتالي تسبب مشكلات في تدفق الدم للقدمين، وعند إصابة أعصاب القدمين فإن مريض السكري يشعر بألم في القدمين وكأنها أبرأو مسامير وفي المراحل المتقدمة قد يفقد الإحساس بالقدمين تماماً، ولا يكون قادراً على الإحساس بالألم أو الضغط الخارجي أو التغيرات الحرارية».
وأوضح أن «قدم المريض معرضة للإصابة بجروح وخدوش وكدمات، ولا يكون المريض قادراً على ملاحظتها في الحال، وتتعرض جروح القدم للتلوث بسهولة، وقد يؤدي تلوث القدم ونقص تدفق الدم إليها إلى البتر».
وقال إن «هناك علامات لنقص سريان الـــدم بالقدمين، وهي الشعور بآلام في القدمين خاصة أثناء الرياضة والمشي، والنوم، وظهور جروح لا تلتئم، والتورم وجفاف الجلد، والخشونة والتشققات».
الحذر من السير حافي القدمين
ووجه د. الكاشف عدة نصائح لمريض السكري للمحافظة على قدميه أبرزها «ضرورة غسل القدمين يومياً بالصابون والماء الفاتر، ولا يجب استخدام الماء الساخن مطلقاً، ويجب تجفيف القدمين بعناية بواسطة منشفة ناعمة ونظيفة مع إعطاء عناية خاصة لأصابع القدمين والتجفيف بين الأصابع».
وأضاف د. الكاشف أنه «إذا كان الجلد جافاً فإنه يجب استخدام القليل من الكريمات المرطبة أو احد الزيوت الطبية المخففة، كما يجب استخدام الجوارب النظيفة والمريحة غير الضيقة والملائمة بشكل جيد، وعلى مريض السكري أن يقوم بتغيير جواربه كل يوم أن أمكن، وفحص القدمين يومياً، وملاحظة أي تغيرات مثل الخدوش، ويراعى الحرص على اختيار الحذاء بحيث يكون مريحاً أثناء المشي، ويفضل أن يكون الحذاء ذا مقدمة عريضة تسمح بمساحة كافية للأصابع وأن يكون ذا كعب عريض وغير عالي الارتفاع، ويفضل تجنب ارتداء الأحذية المفتوحة من الإمام، كما يجب على مريض السكري أن يفحص حذاءه في كل مرة يرتديه لتجنب وجود أجسام غريبة مثل الحصى أو الدبابيس أو المسامير».
وفيما يتعلق بعملية تقليم الأظافر، أوصى د. الكاشف «بضرورة أن تتم عملية التقليم بعناية وحرص بواسطة مقلمة حادة على ان يكون القص مستقيما عرضياً وليس باستدارة الاظافر».
وحذر من «سير مريض السكري حافي القدمين داخل المنزل أو خارجه خاصة أثناء السباحة وعلى شاطئ البحر»، فيما أوصى «بضرورة الامتناع عن التدخين لأنه يقلل من كفاءة الدورة الدموية مما قد يؤدي إلى اعتلال الأطراف، ما يفقد المريض لاحد أطرافه بسبب البتر».
كما حذر من ان «يقوم مريض السكري بقص او ازالة ما يسمى بـ «مسمار القدم»، او «التصلب الجلدي»، او «الكالو»، بنفسه، بل يجب ان يتوجه لطبيب امراض جلدية مختص».
وخلص د. الكاشف إلى أن «ممارسة الرياضة والمحافظة على وزن مثالي لتحسين الدورة الدموية للمريض، والمشي يومياً وممارسة بعض التمارين للساق والقدم والمحافظة على وزن معتدل، كلها وسائل لضبط معدل السكري بالدم ومن ثم تجنب الإصابة باعتلال القدم السكري».