كتبت - أمامة محمد:
المذيعة شيماء رحيمي فتاة في عنفوان شبابها، شقت طريقها بنجاح رغم صغر سنها والصعوبات التي يمكن أن تواجهها أية فتاة بجمالها. ورغم ذلك تبدو متواضعة محبة للناس، وتأمل في أن تظل عوداً معتقاً لا فقاعة صابون.
وعبر هذا اللقاء تفتح شيماء قلبها لقراء «الوطن»...
متى نما عندك حب الإعلام؟
- اتجاهاتي منذ نعومة أناملي إعلامية لذلك اتخذت الإعلام والعلاقات العامة تخصصاً لي، في الجامعة الأهلية، ومنذ الصغر وضعت ثلاثة خيارات في ذهني أن أكون محامية، أم مدرسة، والإذاعة كانت آخر ما يمكن أن أفكر به لما يجابهه من تحفظ من الأهل وعدم تقبل من المجتمع وعدم تماشيه مع العادات والتقاليد. وفي الإذاعة المدرسية ظهرت قدراتي الإلقائية وحبي واللغة العربية، لكنني رغم ذلك عند تخرجي لم أتجه للإعلام منذ البداية درست Banking and finance في جامعة BIBF، خلال فترة دراستي لم أجد نفسي في هذا التخصص وتداركت الموضوع بعجلة لتغيير تخصصي.
وكيف دخلت المجال الإعلامي؟
- في ثالث سنة لي وبالتحديد الفصل الدراسي الأخير أتاحت هيئة شؤون الإعلام فرصة لبعض من الطلبة للمشاركة في تدريبات لصقل مهارات الطلبة الإعلامية، وتمثل في المدربين فايز السادة والإعلامي المتميز خالد الشاعر وغيرهم من نخبة الإعلام البحريني، اختير خمسة أشخاص عن طريق أكاديميي الجامعة لتتم التصفيات على شخصين كنت أنا من ضمنهم. وأول انطلاقة لي كانت عبره الإذاعة الشبابية 98.4 ومن بعدها دخلت إلى التلفزيون، التجربة التي أدت إلى إرباكي وقلقي وخوفي من الخوض بها رغم تشجيع من حولي لي.
ولماذا هذا الخوف؟
- بسبب النظرة السلبية للمجتمع الخليجي عامة للمذيعات على الشاشة نظرة سلبية، فهم يعتقدون أن ما يدفع المنظمين اختيار المذيعات هو شكلهم الخارجي فقط، وهذا غير صحيح. وفي المقام الثاني يأتي خوفي من الفشل أمام الشاشة والمشاهدين، الأمر الذي يعكس انطباعاً سيئاً عن مؤهلاتي العلمية. لكن الإذاعة مدرستي الأولى، أسست نفسي عن طريقها.
ومتى كان أول ظهور لك على الشاشة البحرينية؟
- ظهوري الأول تمثل في تقديمي فقرة «فاشن» في هلا بحرين، إضافةً إلى عمل التقارير المرئية القصيرة، هلا بحرين هو بوابتي للتلفاز، رغم خوفي من آراء الناس عني، وتقبلهم لي وانطباعهم عني نهاية التقرير.
ومن كان يدعمكِ ويشجعكِ على العمل في هذا المجال؟
- انقسم الدعم لي إلى قسمين، المنزل والعمل: دعمني أبي وأمي وزوجي وأبويه فأسرتي هي من حفزني ودفعني إلى الأمام، وفي عملي وجهني علي الرميحي الذي كانت تعليماته ترشدني إلى النجاح.
تجربة «أنا البحرين» ماذا إضافت لكِ؟
- أنـا البحرين هو محطة شيماء رحيمي للأسرة البحرينية، واجهت عدم تقبل المشاهدين لي بحكم صغر سني نسبة للمواضيع والمناقشات الكبيرة التي كنا نناقشها، تعبت وكافحت بفضل الله ووليد الذوادي الذي وثق بي وشجعني.
ولماذا توقف برنامج أنا البحرين؟
- لم يتوقف.. هو كان ضمن دورة برامجية وخطة مدروسة من قبل هيئة شؤون الإعلام، فأوقات عرض البرامج يكون فصلياً حسب فصول السنة الشتاء، الربيع، الصيف والخريف، والمشاهد البحريني سيلحظ الفرق في جوهر القناة وألوانها.
ما سر دخولك المفاجئ إلى البرنامج؟
- في الواقع لا يوجد سر، إنما هو مجرد لجوء هلا بحرين إلى «إنقاذ موقف» بعد انسحاب الطاقم الأول في الفترة الأخيرة، وجدت نفسي أنا في وسط الدائرة مع المنقذة الثانية فاطمة زمان. خوفي من هلا بحرين تمحور حول المقارنة فقط، مقارنة الطاقم الأول بالطاقم الجديد.
ولماذا تم اختيار فاطمة زمان؟
- فاطمة زميلة عزيزة، ومذيعة متألقة، حاولت إقناعها للتقديم معي، لكنها كانت تستمر بالرفض، وبعد مسؤولي البرنامج، رضخت وأعجبت بالفكرة.
هل تعرضت لأية مضايقات؟
- اعتاد الجمهور في أن تكون جميع البرامج المقدمة من قبل اثنين فتاة ورجل شكل عائقاً لنا بداية المطاف، لكننا في حال ما اطلعنا على برامج عربية مميزة وجدنا أن من يقدمها فتيات، صباح العربية سارة ومنيرة وبرنامج كلام نواعم، والتجربة الغربية الناجحة البرنامج الأمريكي «ذا توك» وغيرها. والتنويع هو كسر للروتين، لماذا نسير وراء عادة معينة أو برنامج محدد؟
ما أكثر انتقاد تأثرت به؟
- الانتقادات أتتني من جميع الجهات، قيل إنني مصطنعة والواقع أن عفويتي تغطى علي! انتقدت بسبب جلستي فترة، ولكن ما أخفي على الجمهور هو إصابتي في ظهري التي منعتني من الجلوس بشكل طبيعي.
أصبحت الثقافة والأفكار مهمشة بالنسبة للجمهور البحريني ولا اعتبار لها بقدر الاهتمام الذي يولونه للمظهر الخارجي، وأصبحت المواهب البحرينية لا تقدر التقدير الذي تستحقه بعكس المواهب الخليجية الأخرى.
وكيف يمكننا أن نغير الصورة النمطية عن المذيعة البحرينية؟
- نستطيع تغيير هذه الصورة بمذيعات تلفزيون البحرين لست وحدي، فتنويع وجوه المذيعات وزيادتهن عدداً يساهم بقدر كبير من تقبل الجمهور لهن وتغيير الصورة السلبية.
كيف توفقين بين الأمومة والعمل؟
- في التوفيق بين عملي ومنزلي واجهت صعوبة في بادئ الأمر، لكن بالتمرس يصبح الأمر أسهل.
ما هو البرنامج الذي تتمنين في يوم من الأيام أن تقدميه؟
- البرنامج الذي أتمنى تقديمه هو شبيه لبرنامج د.بروين حبيب التي قدمت برنامج الكاميرا الخفية، يستهويني الطابع الفني للبرنامج واستقبالها لكبار الفنانين والأدباء والشعراء والتحدث عن سيرتهم الذاتية.
لماذا عن تصميم الأزياء؟
- منذ مراهقتي طمحت لإدارة محل لكن لم تتوافر لدي إمكانات عمله، حبي وشغفي جعل الطموح بداخلي إلى أن استقررت مادياً بدأت بتحقيق حلمي الصغير خطوة بخطوة بدون مساعدة أحد وبجهدي الخاص.
وما طموحاتكِ كإعلامية؟
- أطمح لأن أكون في يوم من الأيام إعلامية تركت بصمة في حياتها، أتمنى أن أظل على الشاشة بتجاعيدي وشيب شعري، لا أريد أن أكون فقاعة صابون تظهر فجأة وتتلاشى، أطمح بالديمومة في العمل الإعلامي، ونرغب ببرامج مستمرة وطاقم عمل منطلق.