عواصم - (وكالات): اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل الأزمة الدبلوماسية مع واشنطن، إلى تجميد مشروع بناء استيطاني قياسي محاولاً تجنب المزيد من التوتر مع المجتمع الدولي بينما تسعى بلاده لإقناع الغرب بتشديد اللهجة تجاه إيران.
وقام نتانياهو بإلغاء مشروع لبناء 20 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية أطلقه وزير الإسكان أوري إرييل الذي ينتمي إلى حزب البيت اليهودي القومي الديني المدافع عن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وجاء في بيان أصدره مكتب نتنياهو أن «رئيس الوزراء أمر وزير الإسكان أوري إرييل بإعادة النظر في كل الإجراءات المتصلة بالتخطيط لهذه الوحدات السكنية والتي اتخذت من دون تنسيق مسبق». وأثار إعلان إرييل انتقادات الولايات المتحدة التي كررت أن الاستيطان «غير شرعي» وأثار غضب الفلسطينيين الذين هددوا بإنهاء المفاوضات في حال عدم تراجع إسرائيل عن قرارها. وقال نتنياهو «إنها مبادرة غير مفيدة قانونياً وعملياً وعمل يتسبب بمواجهة غير ضرورية مع المجتمع الدولي في وقت نحاول إقناع أعضاء في المجتمع نفسه بالتوصل إلى اتفاق أفضل مع إيران»، منتقداً بشدة وزير الإسكان الذي ينتمي إلى حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف والقريب من لوبي المستوطنين.
ودعا وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز المقرب من نتنياهو إلى مواصلة الاستيطان «بطريقة ذكية ومنسقة». وانتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نتنياهو واتهمته بإنشاء معارضة «هيستيرية» ضد جهود القوى الغربية للتوصل إلى اتفاق مع النظام الإيراني.
وقدم الوفد الفلسطيني المفاوض المشارك في محادثات السلام مع إسرائيل استقالته إلى الرئيس محمود عباس بسبب التوسع في الاستيطان. في الوقت ذاته، تقوم دوريات تابعة للبلدية الإسرائيلية بتوزيع أوامر هدم على عشرات المباني الفلسطينية في اثنين من أحياء القدس الشرقية هما رأس شحادة ورأس خميس، فصلهما الجدار الإسرائيلي العازل عن بقية المدينة العربية المحتلة التي يخوض سكانها العرب صراعاً مريراً لتثبيت وجودهم فيها.
من جانب آخر، قتل جندي إسرائيلي متأثراً بجروح أصيب بها عندما طعنه فتى فلسطيني داخل حافلة شمال الأراضي المحتلة، بحسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية.من ناحية أخرى، وبعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، تستعد كل من حركة حماس وإسرائيل لمواجهة مقبلة رغم أنهما تؤكدان أنهما لا تسعيان لحدوث أي نزاع قريب.
واستشهد أكثر من 177 فلسطينياً وقتل 6 إسرائيليين في الحرب التي بدأت باغتيال القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري في 14 نوفمبر 2012. وردت حينها حماس بإطلاق مئات الصواريخ التي وصل عدد منها إلى تل أبيب والقدس للمرة الأولى.