عواصم - (العربية نت، وكالات): أعلنت ميلشيا «أبوالفضل العباس» الشيعية، الحشد بين صفوفها لاقتحام أحياء جنوب العاصمة السورية دمشق، وسط تزايد المخاوف من مجزرة ترتكبها تزامناً مع ذكرى عاشوراء.
وحذرت مصادر من المعارضة من أن «ميليشيات إيرانية دخلت بلدة يلدا وبييلا وبيت سحم»، مطالبة جميع الألوية في المعارضة المسلحة «بإرسال مقاتلين لنصرة جنوب دمشق، التي ستكون على موعد مع مجزرة كبرى في ذكرى عاشوراء اليوم»، على حد وصفها. وأكدت المصادر أن «قوات النظام مدعومة بقوات «حزب الله» الشيعي اللبناني وميليشيا «أبوالفضل العباس» تمارس عملية تطهير عرقي وطائفي جنوب العاصمة دمشق وريفها». وأضافت المصادر أن «قوات الأسد والميليشيات قتلت نحو 120 مدنياً بينهم نساء وأطفال حرقاً وذبحاً في منطقتي الذيابية والحسينية، كما لم يستطع الأهالي انتشال جثث أقاربهم نتيجة وجود القناصة المنتشرين في كل مكان». في الوقت ذاته، تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين إسلاميين بينهم جهاديون في ريف حلب شمال سوريا، حيث يحاول النظام تحقيق مزيد من التقدم، في وقت أعلن مقاتلون متشددون «النفير العام» لمواجهته. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل حاصل التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة».
وأضاف أن «القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني» تشتبك مع المقاتلين، في محاولة من نظام الرئيس بشار الأسد «للسيطرة الكاملة على طريق حلب السفيرة»، المدينة الاستراتيجية التي استعادها النظام نهاية أكتوبر الماضي. ورداً على هذا التقدم، دعت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بالقاعدة «كافة الفصائل وسائر المسلمين إلى النفير العام للجبهات القتالية لصد العدو الصائل على حرمة وأراضي المسلمين».
من جهته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن 6 مجموعات مقاتلة أبرزها «لواء التوحيد» و»جبهة النصرة» و»حركة أحرار الشام»، أعلنت كذلك «النفير العام» لمواجهة القوات النظامية. وأعلن الجيش السوري أنه سيطر على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الواقع جنوب شرق المدينة، بعد أيام من استعادته اللواء 80 المكلف حماية المطار المتوقف عن العمل منذ يناير الماضي.
من ناحية أخرى، اعتبر الائتلاف السوري المعارض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «تنظيماً معادياً للثورة السورية»، وذلك غداة إعلان مجموعات كردية أبرزها هذا الحزب، تشكيل إدارة مدنية في مناطق تواجدها في سوريا. واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة «حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيماً معادياً للثورة السورية، بعد إعلانه الأخير عن تشكيل «الإدارة المدنية الانتقالية لمناطق غرب كردستان سوريا»». وأضاف في بيان أن هذه الإدارة «تمثل تحركاً انفصالياً يفصم أي علاقة للتنظيم بالشعب السوري المناضل للوصول إلى دولة سورية موحدة ومستقلة وحرة وخالية من الاستبداد وذات سيادة مطلقة على أراضيها». واعتبر الائتلاف أن الحزب الذي يعد بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، بات «تشكيلاً داعماً لنظام الأسد، وعاملاً من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادئ ثورته». وانتقدت المعارضة السورية في بيانها قيام قوات الحماية «بمحاربة كتائب وألوية الجيش الحر وافتعال أزمات تسعى لتشتيت جهودها»، وامتناعها «عن محاربة النظام في عدة جبهات».
وشهدت مناطق واسعة في شمال سوريا وشمال شرقها في الفترة الأخيرة، معارك عنيفة بين مقاتلين أكراد ينتمون في غالبيتهم إلى قوات الحماية، ومقاتلين جهاديين من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وجبهة النصرة المرتبطتين بالقاعدة. وتمكن الأكراد في هذه المعارك من طرد الجهاديين من مناطق واسعة.
وأعلنت مجموعات كردية تشكيل إدارة مدنية انتقالية بعد مشاورات في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في الحسكة شمال شرق سوريا.
وتضم الإدارة حتى الآن حزب الاتحاد الديمقراطي النافذ والعديد من الأحزاب الصغيرة. إلا أن مجموعات كردية كبيرة لم تنضم إلى هذه الخطوة، ما يلقي ظلالاً من الشك على قدرتها على الاستمرار. ومن هذه المجموعات المجلس الوطني الكردي الذي انضم إلى الائتلاف خلال اجتماع الهيئة العامة للأخير، والذي عقد نهاية الأسبوع في إسطنبول. وأعلن الائتلاف أنه «يثمن عالياً انضمام المجلس الوطني الكردي إلى صفوفه في مسيرة الثورة السورية نحو الحرية والكرامة والعدالة التي تنشدها كل مكونات المجتمع السوري». من جانب آخر، ستطلب تركيا من الحلف الأطلسي أن يمدد لعام أضافي نشر بطاريات صواريخ باتريوت أرض جو الموجودة منذ مطلع العام على أراضيها، وفقاً لمصادر رسمية.