طالبت جمعية الأطباء البحرينية بتحسين بيئة عمل الأطباء بما يحقق رضاهم واستقرارهم نفسياً ويزيد من إنتاجيتهم وبالتالي تعزيز تقديم خدمات صحية بكفاءة عالية في المستشفيات والمراكز الصحية للمواطنين والمقيمين.
واستعرضت رئيسة الجمعية د.مها الكواري بعضاً من معاناة الأطباء، وقالت إن: «الطبيب العامل في المستشفيات العامة والمراكز الصحية غالباً يأتي إلى مقر عمله صباحاً فلا يجد مكاناً يركن فيه سيارته، كما إنه لا يعرف مسبقاً كم مريضاً سيعاين ومتى سينتهي دوامه، وليس لديه مكاناً للنوم خلال المناوبة، وليس لديه مساعدون يقومون بأعمال السكرتارية التي يتطلبها العمل مثل ملئ بيانات المرضى ومتابعة تعليمات وزارة الصحة». وأضافت الكواري، أن» الطبيب في المراكز الصحية يعاين يومياً نحو 50 مريضاً، ويطلب إليه بشكل دائم تقريباً معاينة قرابة 15 مريضاً إضافياً، ما يؤثر على الوقت المخصص لكل مريض، وعلى أداء الطبيب العقلي والجسدي، في وقت لا يعاين فيه الطبيب العامل في باقي الدول الخليجية أكثر 25 مريضاً كحد أقصى». وقالت إن: «مهنتنا الإنسانية كأطباء تفرض علينا حسن معاملة المرضى والابتسام في وجوههم دائماً دون أن يعلم أحد كم يكلفنا ذلك من صحتنا وأعصابنا، مشيرة إلى أن خبراء أجانب زاروا البحرين تعجبوا من بقاء الطبيب البحريني متماسكاً عقلياً ونفسياً بل ومبتسماً رغم ساعات عمله الطويلة».
وأضافت رئيسة الجمعية، أن» عقود عمل الأطباء تلزمهم بأداء أي عمل يطلب منهم دون مراعاة خصوصية مهنة الطب، مشيرة إلى أن الطبيب يتعامل مع أرواح، كما إنه أيضاً إنسان يتعب ويمرض وربما لا يستطيع الحفاظ على مستوى أداء جيد لأوقات عمل تمتد أحياناً لأكثر من 30 ساعة متواصلة». وتابعت «هذه المتاعب يعاني منها العاملون في المستشفيات العامة أكثر من غيرهم، خصوصاً المناوبون في مستشفى السلمانية الذين لا يتوفر لهم مكان للنوم أو للأكل، مشيرة إلى متاعب أخرى متعلقة ببيئة عمل الأطباء حول أن بعض المرضى لا يعاملون الطبيب باحترام، وتصل الأمور بهم أحياناً إلى الاعتداء عليه لفظيا وحتى أذيته جسدياً دون أن يملك من أمره شيئا، وفي حال تقديمه شكوى في مركز الشرطة يتطلب الأمر مراجعات عديدة وإذا تمت إحالة القضية إلى النيابة يطلب من الطبيب حضور الجلسات التي ربما تمتد لعام أو أكثر بنفسه دون أن تتكفل وزارة الصحة مثلاً بندب محامي له». وتساءلت:»هل يعقل مثلاً أن يدخل مريض ما حجرة الطبيب دون استئذان؟ ماذا لو كان الطبيب يعالج إحدى المريضات!».