صلالة - سلسبيل وليد:
أوصى ملتقى المرأة الخليجي الأول في ختام أعماله بصلالة، بإعادة مراجعة التشريعات والقوانين الخاصة بالمرأة الخليجية، وتنظيم الملتقى كل عامين، واقتراح إطلاق مبادرة جمعية المرأة العمانية «سفيرة العمل الاجتماعي» على المستوى الخليجي.
وعرضت اللجنة العلمية للملتقى عدداً من التوصيات، منها دعوة الجمعيات النسوية بدول الخليج العربي إلى تبني تنظيم الملتقى كل عامين لتدارس قضايا المرأة وأوضاعها، وما يستجد من تحولات ذات تأثير مباشر على المرأة قد تعيق تقدمها وتحد من مساهمتها الفاعلة في المجتمع، ووضع استراتيجية وطنية تعنى بالمرأة، وتحديد اللوائح والقوانين والتشريعات المبينة للحقوق والواجبات، والتوسع في مراكز خاصة بالجمعيات النسوية تهتم بقضايا المرأة. وحث المشاركون القطاع الخاص لتقديم مزيد من الدعم ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية لجمعيات المرأة العمانية، لتؤدي دورها المهم في تنمية قدرات المرأة على أكمل وجه. ودعت التوصيات إلى إعادة مراجعة التشريعات والقوانين ذات العلاقة بالمرأة العاملة بما يحقق مصالح المرأة الصحية والنفسية والاجتماعية ودورها في المجتمع، والاهتمام بإجراء مزيد من الدراسات والبحوث عن المرأة الخليجية، ودورها المهم في عجلة التنمية وتضمين هذا الدور بمناهج التعليم المختلفة لإيجاد القدوة والمثال لأجيال المستقبل في ظل العولمة وتأثيرها على البناء الاجتماعي والأسري.
وخلص المؤتمر إلى ضرورة إنشاء قاعدة بيانات ومؤشرات إحصائية مشتركة عن المرأة بدول الخليج، واقتراح إطلاق مبادرة جمعية المرأة العمانية «سفيرة العمل الاجتماعي» على المستوى الخليجي تتبناه وزارة الشؤون الاجتماعية، والدعوة إلى عقد اجتماع سنوي لجمعيات المرأة كل عام.
فعاليات الملتقى
وكان الملتقى انطلق بمنتجع كراون بلازا الإثنين، تحت عنوان «نهج وقيادة وعمل» ونظمته جمعية المرأة العمانية بصلالة بحضور 300 مشارك من داخل السلطنة وخارجها.
وأكد رئيس مجلس المناقصات العماني راعي الملتقى د.رشيد بن الحريبي، أن الملتقى خطوة جيدة لإبراز دور المرأة في التنمية المجتمعية، والإسهام في ترجمة هذا النهج إلى خطوات عملية تطبيقية قابلة للتطبيق التجاري.
وقال إن المشاركة الخليجية تثري العملية في تبادل الخبرات، كي تصبح التجارب العمانية في مراحل متقدمة وتحقيق أفضل المستويات، متمنياً الاهتمام والتطوير المستمر بالملتقيات المماثلة لتحقيق أهدافها المرجوة لخدمة المصالح العامة.
من جانبها أوضحت رئيسة جمعية المرأة بصلالة نور الغسانية، أن الملتقى ترجمة للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، للاهتمام برواد الأعمال العمانيين وتوفير فرص تأسيس المشروعات المتوسطة والصغيرة. وأكدت الغسانية أن الملتقى استهدفت الباحثين عن عمل والراغبين في بدء أعمالهم التجارية في مختلف المجالات، عبر تشجيعهم على ريادة الأعمال وتحويل أفكارهم إلى مشروعات.
وقالت إن الملتقى هدف من خلال استضافته لعدة دول خليجية مجاورة وتنظيم معرض مشترك وعرض التجارب لتحفيز طاقات المرأة الخليجية بشكل عام والمرأة العمانية خاصة، لأنها تلعب دوراً محورياً في التنمية الشاملة، من خلال الاطلاع على التجارب المختلفة بدول مجلس التعاون في مجال العمل الاجتماعي لدعم مشروعاتها واستثمار قدراتها وإمكاناتها وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
وبعدها عرض فيلم وثائقي عن نشاطات جمعية المرأة العمانية بصلالة وأهم إنجازاتها وفعالياتها خلال الفترة الماضية.
أوراق العمل
وعقدت خلال الملتقى جلسات نقاشية لتحمل عنوان «المرأة والإمكانات المتاحة»، حيث قدم د.هيثم الروبي ورقة عمل بعنوان «تأثر المشروعات المتوسطة والصغيرة بالثقافة المجتمعية والبيئة الاقتصادية.. البعد المهمل، ركز فيها على عدة محاور مهمة منها مفهوم العمل، والثقافة والتعريف بالمشروعات الصغيرة.
وأوضح أن هناك 55 تعريفاً للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في 75 دولة حول العالم، فيما قدمت الورقة الثانية د.معصومة العبد الرضا مدربة في تنمية الموارد البشرية ومستشار أسري واجتماعي من المملكة العربية السعودية، ورقة بعنوان «خارطة الطريق إلى مشروعي الخاص.. العقل»، تحدثت فيها عن بداية مشوارها في العمل وما واجهته من صعوبات.
وتناولت منى باحريش من سلطنة عمان عرضاً لمبادرة حاضنة جمعية المرأة العمانية بصلالة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي أطلقتها جمعية المرأة العمانية بهدف دعم وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وإشراكها في العملية التنموية وخدمة المجتمع، وإيجاد فرص عمل جديدة لها.
وعرضت أخصائية إعلام تربوي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار العمانية أمل اليربوع، تجربتها في مجال الكتابة الصحافية والتصوير الضوئي.
وأكدت أن الأهداف لا تقف عند حد معين وإنما تمتد بامتداد الإنسان وإيمانه بأنه قادر على توصيل رسالته في شتى ميادين الحياة، وعرضت الكاتبة نماذج منشورة لعدد من المقالات الصحافية والصور في الصحف العمانية، لتشجيع من يملك الموهبة للخوض في هذا المجال والإبداع فيه بشكل أكبر.
وقدم رئيس مركز دراسات جريدة الرأي الأردنية د.خالد الشقران، حلقة نقاشية بعنوان «المرأة والعمل الاجتماعي والتنموي بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودفع عجلة الاقتصاد»، تناول فيها مفهوم التنمية الشاملة في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وعرض النماذج المتعلقة بتشجيع المرأة على الانخراط في العمل التطوعي وتوسيع مشاركتها بشكل فعال في المجتمع.
البحرينية تتفوق
وقال الأستاذ المحاضر بجامعة ظفار د.أحمد المعشني في ورقته المعنونة «تعزيز الجودة الشخصية للمرأة»، إن المرأة البحرينية الوحيدة في الخليج التي تفوقت على العمانية من حيث التعليم والعمل في مناصب حكومية وخاصة.
وأوضح أنها استطاعت محو أميتها أسرع من سلطنة عمان، حيث إن نسبة الأمية في عمان 19% بينما في البحرين 1.3%، ثم قدمت الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس د.ميمونة الزدجالية، ورقة عمل بعنوان «صفات النموذج القدوة للمرأة المسلمة وتعزيز دورها في خدمة المجتمع»، وعرضت هناء السعدية تجربة نموذج مشروع اقتصادي ناجح في مجال تصميم الديكور.
وصاحب الملتقى ورشات عمل ومحاضرات وندوات خاصة بالمرأة الخليجية حيث تنظيم حلقة عمل بعنوان «مبدعة قيادية بأفكاري وإنجازاتي» للأستاذة نور فيصل الشعبان من المملكة العربية السعودية.
معرض العمانية
وسلط معرض «العمانية» الضوء على نماذج مجيدة ومبدعة لـ30 مشاركة من مختلف مناطق السلطنة في عدة مجالات، تنوعت بين الأعمال المنزلية والطبية والأزياء وسواها.
وقالت المشرفة العامة على المعرض شريفة بنت صعر، إن فكرة المعرض تأتي من أجل التعريف بالمرأة العمانية، وشمل جميع المجالات التي تشغلها المرأة في السلطنة، ويجسد في كل ركن من أركانه مشروعات المرأة العمانية وإنجازاتها، ودور المرأة في المشاركة إلى جانب الرجل في المجتمع.
وتحت عنوان «ليلة سمهرم فن وعراقة»، نظم الملتقى عرض أزياء خليجي مشترك تحت رعاية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية بعمان الشيخة عائشة بنت خلفان السيابية وبحضور عدد كبير من رائدات الأعمال البحرينيات والخليجيات وعدد من المهتمات بعالم الأزياء بموقع متحف أرض اللبان التراثي بمنطقة البليد.
وقالت رئيسة الهيئة إن الملتقى تزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الـ43، لافتة إلى أن الملتقى يقدم رسالة لدول الخليج على ما يكنه هذا الشعب لقائده وقيادته ووطنه من حب واعتزاز، تعبيراً عن الإخلاص للوطن والقائد.
وتميزت مشاركة البحرين بالمعرض بالتفرد و»الهوت كوتور» بعكس باقي التصاميم، حيث شاركت فيه صاحبة محلات التزامن للأزياء نورة السالم، وأكدت أن العرض ناجح ويعتبر عملاً كبيراً ورائداً.