عواصم - (وكالات): أكد الأمين العام لـ»حزب الله» الشيعي اللبناني حسن نصرالله في خطاب ألقاه في ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن مقاتلي حزبه «باقون» في سوريا «في مواجهة الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية». من ناحية أخرى، حصل اتصال هاتفي سوري روسي أمس لإعطاء دفع لمؤتمر «جنيف 2» الذي رجحت مصادر المعارضة السورية والنظام عقده قبل نهاية السنة الجارية. ميدانياً، يستمر التصعيد ويزداد يوماً بعد يوم استهداف دمشق حيث سقط أمس 3 قتلى. وقال نصرالله الذي ظهر شخصياً في إطلالة علنية نادرة لإحياء مراسم عاشوراء «إن وجودنا في سوريا، إن وجود مقاتلينا ومجاهدينا على الأرض السورية، هو كما أعلنا في أكثر من مناسبة بهدف الدفاع عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية، وعن سوريا، حب المقاومة وسندها في مواجهة كل الأخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية على هذا البلد». وأضاف «مادامت الأسباب قائمة، فوجودنا قائم هناك».
ورفض مطالبة بعض الأفرقاء اللبنانيين بانسحاب حزبه من سوريا واشتراطهم حصول هذا الانسحاب لتشكيل حكومة في بلد يعاني فراغاً حكومياً منذ 7 أشهر. وقال «من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سوريا كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية، يطرح شرطاً تعجيزياً، وهو يعرف ذلك، يجب أن يعرف الجميع أننا لا نقايض وجود سوريا ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في الحكومة». وتابع «عندما تكون هناك أخطار استراتيجية ووجودية تتهدد شعوب المنطقة، هذا الأمر أعلى وأرقى بكثير من أن يذكر كشرط للشراكة في الحكومة»، داعياً «الفريق الآخر إلى الواقعية».
ونقلت الصحف اللبنانية عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز خصوم حزب الله في لبنان، قوله إن «لا مشاركة في الحكومة قبل انسحاب «حزب الله» من سوريا».
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة «تايمز» البريطانية عن أحد قادة «حزب الله» قوله إنه «لولا وقوف الحزب مع نظام الأسد لكان سقط في غضون ساعتين».
وأضاف أن «الحزب اتخذ قراره بناء على أنه من غير المقبول أن يسقط النظام في سوريا في أيدي الثوار، لأنه بذلك سيكون الحزب محاصراً بالأعداء في سوريا». وأشار إلى أن «الحزب سيساعد النظام في القصف والغارات الجوية متى تطلب الأمر، مع الاحتفاظ بحق الوصاية وتسيير الجيش السوري ضمن خطط حزب الله اللبناني». وفي موسكو، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري بشار الأسد. وأوضح في بيان أن المحادثة التي جرت «بمبادرة من الجانب الروسي» تناولت الإعداد لمؤتمر جنيف 2 وتفكيك الترسانة الكيميائية السورية والوضع الإنساني في البلاد.
ومن القاهرة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي أن روسيا تريد «مؤتمراً دولياً في أقرب وقت ممكن لفتح حوار سياسي» يساعد في حل الأزمة السورية.
وأكد فهمي من جهته أن مصر ضد أي تدخل عسكري في سوريا. وقال «نحن ضد استخدام القوة في سوريا وأكرر وضد أيضاً عسكرة القضية السورية وندعو الجميع للدخول في العمل السياسي» لإنهاء الحرب التي خلفت أكثر من 120 ألف قتيل منذ بدايتها في مارس 2011. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أمس عن مصدر دبلوماسي في باريس أن «وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن واشنطن وموسكو تسعيان لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا في 12 ديسمبر المقبل». في المقابل، أكد مسؤول في الائتلاف السوري المعارض منذر اقبيق ان هناك اقتراحات مواعيد يتم البحث فيها لعقد المؤتمر منتصف ديسمبر المقبل. وقال اقبيق إن الائتلاف «وافق على حضور مؤتمر جنيف على أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، وهذا ليس شرطاً، بل إنه يتناسب ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية».
وذكر بأن «انتقال السلطة منصوص عليه في بيان جنيف 1 وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي تبنى بيان جنيف ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه».
وقال إن بيان جنيف ينص أيضاً على أن «انتقال السلطة يجب أن يتم بموافقة الطرفين، بما يعني أن رفض أي دور لنظام الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ليس شرطاً، بل من حق المعارضة رفض بعض الأشخاص».
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن شروط المعارضة «صراخ لا فائدة منه».
واعتبر أن «من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسياً ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام». ميدانياً، قتل 3 أشخاص وأصيب 22 إثر سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في أحياء تقع في دمشق القديمة على مقربة من المسجد الأموي. وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، سقطت 8 صواريخ مصدرها الأراضي السورية على بلدة النبي شيت التي تعتبر معقلاً لـ»حزب الله» شرق البلاد.
970x90
970x90