كتبت - شيخة العسم:
قـــال مواطنون إن مفهوم التسامـــح «سياسياً» يختلف عن «المجتمعي» -إن جاز التعبير- لافتين إلى أن الغفران عن الأخطاء يجب أن يكون لمبررات واضحة، بعد اعتراف المعتدي واعتذاره.
وقالت الشورية المحامية دلال الزايد: التسامـح هو أمر أوصى به ديننا الحنيـــف وهو من الخلق الحميد، وهذا ما يسعى إليـــه المجتمــع البحرينــي مــن خــلال التشريعات التي تدعو للتسامح والصلح كقانون الأسرة وأيضاً المناهج التي تدعو للترابط والتسامح وعدم الفرقة، وهو أمر مطلوب في المجتمعات وفي الأسر وبين الأفراد، وهذا ما أشيد به شخصياً كــون الشعب البحريني الأصيل معروفاً بطيبته وتسامحه والأصل هو العفو والمغفرة.
وأضافت: هذا من الجانب المجتمعي، لكن حين نتحدث سياسياً كما حدث من فرقة وأخطاء واعتداءات في البحرين. فهنا أقول إنه يجب أن يكون الطرفان سواء المعتدي أو المعتدي عليه أن يؤديـا ما عليهما في مسألة التسامح والصلح والعفو، فمن جانب المعتدي يجب عليه أن يقدم تبريرات ويبادر بالصلح والاعتراف بالخطأ وبما أقدم عليه، ويبين للطرف الآخر نيته في التغيير، ومن هنا يأتي الجانب الآخر في عملية التسامح والصفح. وهنا أقول يجب أن يكون التسامح سياسياً أكثر صرامة، ولا يجب أن نغفر عن جميع الأخطاء بدون وجود تبريرات واعتذارات ومبادرة المعتدي بالاعتراف والاعتذار، فهناك مظاهر للعودة عن الخطأ المرتكب من قبل المعتدي.
وواصلت الزايد أن جزءاً من إصلاح الحال والغير هو التسامح وإعطاء العذر لحل المشكلة. فالتسامح ليس ضعفاً وإنما هو تغير حال، لكن لا يجب التسامح مع من يثير الفتنة والطائفية فالتسامح يعتمد على الخطأ.
دين التسامح
بدوره أكد الشيخ جلال الشرقي أن الإنسان لن يجد ديناً أكثر من الدين الإسلامي يدعو للتسامح، فهناك آيات قرآنية كثيرة تدعو للتسامح كقوله تعالى «ومن عفى وأصلح فأجره على الله» وقوله تعالى «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وقال إنني من المسلمين».
وأضاف أن الإسلام يدعو لنبذ الخصومة والعداوة ومقابلة السيئة بالحسنة كقوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن)، ولا يعني ذلك أن نتسامح في هذا اليوم فقط وإنما هو يوم لتذكير وتحفيز الناس على التسامح. وأدعو جميع الشعوب العربية والإسلامية وشعب البحرين الطيب والمعروف بطيبته أن يسامح ويصفح، ولابد أن نحقق الأخوة الإسلامية التي دعا إليها سبحانه وتعالى في قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)، ولابد من التعايش بروح الأخوة.
وواصل الشرقي: هناك من الناس من لا يسامح ويخاصم لأمور الدنيا والمصيبة الكبرى لو كان في الأرحام كالابن وولده مثلاً، هنا أقول إذا كان الله عز وجل من أسمائه الحسنى العفو الحليم وهو الجليل بقدرة فما بالنا -نحن الإنسان الضعيف- نتعالى على أخينا؟ وفي رأيي الخاص أن من لديه قلب قاسي لا يعفو ويصفح فإن عليه أن يراجع إيمانه، فعلينا أن نقدم الصفح والعفو مهما كان، وقد نهى رسولنا الكريم عن الخصام فقال (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض ذاك وخيرهما من يبدأ بالسلام)، أرجو أن يجمع كل إنسان فضائل الأخلاق الإسلامية لنفسه خصوصاً التسامح والعفو فهما من جملة الأخلاق العظيمــة.
السلام للبحرين
ومن جانبه أشار رئيس العلاقات العامة لمسرح أوال الفنان جمال الغيلان إلى أهمية يوم التسامح العالمي الذي اعتمدته الجامعة العامة في 16 نوفمبر من كل عام، مؤكداً أن عالمنا اليوم في أشد الحاجة للتسامح والتعايش الإيجابي بين البشر أكثر من أي وقت، فإن الإسلام دين يسعى لتوحيد البشر. إن اختلاف البشر في ألوانهم وأشكالهم ولغاتهم وعقائدهم ومعتقداتهم لا ينبغي أن يكون منطلقاً للنزاع والفرقة بل دافعاً للتعاون والمحبة والتآلف هذا هو ما يهدف إليه الإسلام.
وأضاف غيلان: نبارك للعالم في يوم التسامح وخصوصاً مملكة البحرين، حيث نجد ذلك واضحاً من خلال الواقع المعاش بكل حرية واحترام وقبول للآخر وفق دولة المؤسسات والحريات.