كتبت - ريناتا عزمي:
«عباس شيال اللوا الشيعة والسنة سوا» عبارة كان يصدح بها السنة والشيعة في نسيج اجتماعي مترابط فريد، حيث كانوا يعيش جنب إلى جنب، في عاشوراء، الملتقى الدينيٍ والوطنيٍ الجامع.
ويشير الباحث يوسف النشابة إلى أن «من المواكب التي كانت العائلات السنية تشارك فيها موكب رأس رمان، وموكب بن سلوم في المنامة، وموكب النعيم الشرقي في فريج أبو صرة. وفي المحرق كان موكب الحياك ومأتم كريمي»، لافتاً إلى أن «من الشواهد التاريخية على التلاقي الإسلامي في عاشوراء أن الأمهات من العائلات السنية كن في العاشر من محرم يساهمن في الطبخ وإعداد الولائم للمآتم والحسينيات، كذلك من صور التقارب السني الشيعي في المناسبات الدينية حضور المثقفين السنة لسماع الخطباء الشيعة مثل الشيخ د.أحمد الوائلي في المجالس الحسينية التوعوية آنذاك».
ويؤكد النشابة أن «تلك المجالس لم تكن منطلقاً للتباعد الطائفي بل كانت منابر تطرح أفكاراً تهم الوجدان الإسلامي أجمع. وكما درج في المواكب الحسينية القديمة التي تتصدرها الجمال كانت شخصية سنية من المجتمع من تتولى مهمة تسيير تلك الجمال. وكان يطلق على مسير تلك الجمال: (السوس)».
وربما ساهم ظهور المدينة الحديثة في البحرين في إحداث نوع من التفكك في ذلك النسيج الاجتماعي الموحد، رغم أن المنامة والمحرق كانتا مدن تحوي أشكالاً من الطوائف المتعايشة بسلام. أما المدن الحديثة فأخذت شكل التصنف الطائفي، إذ تتركز كل فئة في ناحية أو منطقة ما، ولم يعد ذلك الاختلاط الاجتماعي والثقافي العميق موجوداً اليوم. وحول هذا يقول النشابة «بسبب هذا التباعد نشأت أجيال في مناطق فئوية، بمعنى أن الفرد لم يعي التنوع الذي كان موجوداً قديماً. مما ولد تجاف بين أبناء الوطن وبالتالي غياب روح المشاركة والتلاقي في عاشوراء».