اختارت بورصة البحر المتوسط للسياحة الأثرية، وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لتسلم جائزة البيستوم للآثار التي تُقام سنويًا في بلدة بيستوم الإيطالية، تقديرًا لأعمالها واشتغالاتها المستمرة في الحفاظ على التراث، واعترافًا بعملها المستمر لخدمة الإنسانية وتعزيز التواصل ما بين الشعوب باستخدام الثقافة، حيث تحقق منامة السياحة بهذا المنجز الثقافي العالمية في إيطاليا.
وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إن «جائزة البيستوم للآثار، تشير إلى تراث المنامة والمملكة باعتباره قادرًا على المقاومة والبقاء بهويته وإنسانياته وشعوبه، وجديرًا بالتأمل والتعرف والمعايشة في الوقت الذي تنجز فيه مملكة البحرين عامها كعاصمة للسياحة العربية، ما يفصح عن قدرة الأوطان العربية على توضيب تفاصيلها وجعلها مفهومة وواضحة، كما إنها إشارة للمؤهلات التي تختص بها هويتها التراثية والثقافية». وأضافت أن» جائزة البيستوم إشارة للجهة الأعمق من المنامة، تعريفٌ بها على مستوى العالم، ولفتة أولى باتجاه تبادل ثقافي وسياحي ما بين البحرين وإيطاليا، ومنها إلى أوروبا والعالم».
وأضافت الوزيرة» كنتُ في قلقٍ دائمٍ أن تُستبدَل هذه الموروثات والهوية، أخشى مع مرور الوقت أن تتحول إلى وقفِ تأمل أو يتآكلها النسيان أو ربما تجرفها العولمة، لذا كانت الثقافة هي الطريقة الملحة لاسترداد هذا التاريخ الجميل ورهافة الإنسان القديم، مشيرة إلى أن للثقافة قدرة على التخاطب مع الموجودات التراثية وتملك العمق الكافي لاستيعاب حقيقته وجوهره».
وقالت إن:» المعتقدات، الإرث الجماعي الذي كرسته الحضارات المتعاقبة، والفعل الإنساني وأثر المكان كلها كانت تلوح بنداءاتها لئلا تندثر، وكنت في كل واحدٍ منها أراقب مشروعًا ما، ولإنقاذه كنت أجد أن العمارة والمعارض والآداب والفكر وغيرها من الأدوات الثقافية هي المنفذ الأجمل الذي يمكن من خلاله الإنقاذ، مضيفة أن منجز المنامة كان يحدث تِباعًا، بأعوامٍ أخيرةٍ كانت غنية بالأحداث والفعاليات، بمنجزِ إدراج موقعي «قلعة البحرين» وطريق اللؤلؤ على قائمة التراث الإنساني العالمي لليونيسكو، وتأسيس المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، واختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية 2012، واختيارها مجددًا عاصمة للسياحة العربية في العام 2013، وغيرها من المنجزات التراثية والثقافية التي لامست ملامح الوطن العربي بهدف تشكيل بنية تحتية مشتركة تستوعب الفعل الجماعي الحضاري بكل عصوره».
واستذكرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خارطة مشاريعها وطموحاتها، وقالت:» أفكر بالبحرين وبوطني العربي الأكبر، الذي كان موجودًا معنا دائمًا وصنعنا معًا في عاصمة السياحة مؤخرًا الكثير من المنجزات، كما كان شريكنا في الفرح والأمل، مضيفة أن الوطن الذي ترسمه الوقائع بصورةٍ يائسة أحيانًا كان لصيقًا بالحلم معنا، وتقاسمنا إياه ما نفعل، وكان يفعل بالمثل».
وأضافت الوزيرة، أن «الأوطان العربية، كانت حاضرة، فعلياً في العديد من المشاريع والطموحات، وجزءًا من فعالياتها ومؤتمراتها العديدة التي انعقدت حول العديد من المواضيع الجوهرية، إلى جانب المشاريع العمرانية، وأكدت أن المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013، تسعى إلى تجاوز فكرة النشاط العابر أو الفصل المؤقت، فهي تتجه إلى العمران باعتباره أداة حفاظية ومختبرًا إنسانيًا ينهمك في مشاريعه وأحلامه، وتتعاقب عليه الأجيال من أجل صياغة معطياتها وأفكارها».