كتب – جعفر الديري:
كان مساءً مختلفاً بالنسبة للملياردير الأمريكــي جوردان بيلفورت، حين اشتبـــك مـــــع المباحـــث الفيدراليــــة ومحاولتهـــا تجنيده، لتدور الدائرة عليه ويتهم في قضية احتيال كبيرة في وول ستريت في تسعينات القرن الماضي، لينتهي به الأمر من أسطورة تتزعم البورصة «ذئب وول ستريت» بالسجن لمدة 22 شهراً، بعد محاكمته بتهمٍ مختلفة من ضمنها الإتجار بالمخدرات وغسيل الأموال.
تلك الحكاية وردت في مذكرات رجل الأعمــال السابق جوردن بلفورت، فقـــام تيرينس وينتر بتحويلها الى سيناريو قدمه فيلما المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، من بطولة ليوناردو دي كابريو بدور جوردن بلفورت، إضافة الى جونا هيل وجون دوجردان وماثيو ماكونهي ومارغوت روبي وجون فافرو وكايل تشاندلر.
والفيلم المتوقع صدوره في 25 ديسمبر المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، هو سيرة ذاتية وكوميديا سوداء، لمخرج كبير بحجم مارتن سكورسيزي «بات منذ سنوات يحمل عن جدارة لقب «أكبر سينمائــي أميركي حي»، كما يشير إلى ذلك الناقـــد السينمائي ابراهيم العريس عبر كتابه «مارتن سكورسيزي: سيرة سينمائي».
سكورسيـزي وكما يكتب العريس «ربمــــــا لا يطربه هذا اللقب كثيراً، وربما يحس في أعماقه، على رغم اقترابه من السبعين من عمره، أنه، قبل استحقاقه لقباً مثل هذا، يتعين عليه أن يحقق أفلاماً/ أحلاماً، كثيرة بعد. أعمال تقول سيرته، سيرة السينما، سيرة أمريكا... وربما أيضاً – رغم غيابه منذ زمن عن هذا – سيرة نيويورك. وبالنسبة إلى سكورسيزي، كل هذه السير قد لا تشكل سوى سيرة واحدة، سيرته الشخصية. ومهما يكن من أمر ثمة شيء واحد اليوم، لا يمكن لمارتن سكورسيزي أن يحتج عليه كثيراً، حتى وإن كان يعرف أنه – في نهاية الأمر، وخلف ظواهر الأمور – ليس بالشيء الجيد: هذا الأمر هو تكريمه بشكل متواصل فهو، ومنذ سنوات وعلى رغم احتجاجاته الحقيقية، يكرم في كل مكان، وفي كل مهرجان. واللافت أن ضروب التكريم التي تطاوله (ووصلت إلى ذروتها حين صعد إلى خشبة مسرح حفل «الأوسكار» قبل الأخير ثلاثة من كبار المخرجين الامريكيين المعاصرين، رفاقه في جماعة «أصحاب اللحى» السابقين، ليحتفلوا معه بفوزه – أخيراً بأوسكار أفضل مخرج عن تحقيقه واحداً من أفلامه الأخيرة «المرحلون» تتزايد بمقدار ما يتزايد نجاح أفلامه وإقبال الجمهور عليها بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخه».
ويتعاون النجم ليوناردو ديكابيريو، مع المخرج مارتن سكورسيزي للمرة الخامسة، بعد 4 أعمال هي Gangs of New York (عصابات نيويـــورك) العام 2002 وفيلـــم الطيار العام 2004 الذي ترشح به ليوناردو لجائزة أفضل ممثل رئيسي في مهرجان الأوسكار, والفيلم الثالث (المغادرون) العام 2006 ، وشهد العام 2010 رابع تعاون له مع المخرج مارتين سكورسيزي في فيلم جزيرة المصراع. وسبق لروبرت دي نيرو أن أكد أن ليوناردو ديكابيريو أخذ مكانه في أفلام المخرج مارتن سكورسيزي، مسلماً للواقع لأنه «جزء من تغيرات الزمن الطبيعية». ووصف دي نيرو ليوناردو بالموهوب قائلاً «دي كابريو ممثل شاب موهوب جداً، يأخذ الأمور بجدية، عرفت ذلك منذ أن رأيته يقرأ دوره للمرة الأولى»، مردفاً «رغم أنه أخذ مكاني في أفلام مارتي بعد ذلك إلا أنني أعلم أن ذلك جزءاً طبيعياً من تغيرات الزمن».