طرابلس - (وكالات): أكدت وزارة الصحة الليبية «مقتل 43 شخصاً وجرح 461 في حادثة إطلاق مسلحين النار أمس الأول على متظاهرين سلميين كانوا يطالبون بإخلاء العاصمة من كافة الاحتجاجات المسلحة في منطقة غرغور بالعاصمة طرابلس»، فيما أعلنت غرفة عمليات ثوار ليبيا حالة الطوارئ بطرابلس لمدة 48 ساعة حقناً للدماء. وتجددت المواجهات المسلحة أمس في الضاحية الشرقية لطرابلس، حينما حاول مسلحون منع عناصر من ميليشيا مصراتة من دخول المدينة للانتقام لرفاق لهم قتلوا في المعارك أمس الأول.
وبـــدأت المواجهات صباح أمس حيـــن هاجمت ميليشيا مصراتة، ثكنة للجيش في تاجوراء بضواحي طرابلس، يسيطر عليها ثوار سابقون من طرابلس.
وخلف الهجوم قتيلا و8 جرحى، بحسب مصباح الحرنة آمر الكتيبة التي تتبع بشكل شبه رسمي وزارة الدفاع.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الليبي علي زيدان «إلى ضبط النفس وعدم التمادي في المواجهة» معتبراً أن «الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تاريخ ليبيا وفي نجاح الثورة من عدمها». وأكد زيدان أن «أي دخول لأي قوات لطرابلس سيكون أثره سلبياً كارثياً وقد يؤدي لمذبحة». وأعلنت الحكومة الحداد لمدة 3 أيام على أرواح الضحايا. وشيع الآلاف من سكان طرابلس، ضحايا المظاهرة السلمية التي جوبهت بالرصاص الحي أمام أحد كتائب مدينة مصرته بمنطقة غرغور أمس. ودعت الحكومة إلى وقف إطلاق النار بين المجموعات المسلحة التي ظهرت إبان الثورة على نظام معمر القذافي في 2011 ولم تتمكن السلطات من السيطرة عليها في ظل غياب جيش وشرطة محترفين.
ودعا أئمة المساجد في العاصمة الليبيــة إلى التظاهر ضد الميليشيات بعد نداء مماثل من المفتي والمجلس المحلي للمدينة. ونددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بشدة بأعمال العنف الدامية ودعت في بيان إلى «الوقف الفوري» للمعـــارك. واعتبرت السفيرة الأمريكية في طرابلس ديبورا جونس في تغريدة ان هذه المعارك تمثل «إساءة لأرواح شهداء» الثورة على القذافي.
ويحتج سكان طرابلس بانتظام ضد وجــود الفصائل المسلحة في المدينـــة. وهذه المجموعات قدمت من مدن أخرى للمشاركة في السيطرة على طرابلس وطرد نظام القذافي في أغسطس 2011، لكنها لم تغادر العاصمة بعد ذلك. ويتهم السكان المليشيات بالضلوع في التهريب بكل أنواعه وممارسة التعذيب والخطف والاحتجاز القسري. وقرر المؤتمر الوطني العام «أعلى سلطة في البلاد» الصيف الماضي إخلاء العاصمة من كافة المليشيات لكن هذا القرار لم يطبق.
ويقول المحلل الليبي المقيم في لندن حسن الأمين إنه إزاء عجز السلطات «فإن الحل هو بين يدي الشعب الليبي الذي عليه أن يطرد هذه الميليشيات وينهي هذه المهزلة». وأضاف «أن هـذه المليشيات بصدد سرقة كافة إمكانات البلاد وتبديد مواردها».
من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم مؤسسة النفط الليبية أن محتجين من الأمازيغ فكوا اعتصامهم في مجمع الغاز بمليتة الذي تسبب في انقطاع تزويـــد إيطاليا بالغاز من هذا المجمع. وكانت مجموعة مسلحة من أقلية الأمازيغ التي تطالب بإدراج حقوقها الثقافية والعرقية في الدستور الليبي الجديد، أغلقت خـــط أنابيب الغاز «غرين ستريم» الذي يزود إيطاليا.