دبي - (سي إن إن العربية): دعا وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، دول الخليج إلى «عدم القلق حيال احتمال حصول تحول في الموقف الغربي تجاه إيران»، مؤكداً أن «بريطانيا لن تتخلى عن حلفائها». كما أكد تسجيل «تقدم كبير» في المفاوضات مع الإمارات حول صفقات تسلح، ونفى أن تكون نظرة لندن إلى الملف السوري قد باتت تقتصر على تدمير السلاح الكيماوي. وأوضح هاموند على هامش زيارته لمعرض دبي للطيران، أن سبب زيارة الوفد البريطاني الكبير إلى الإمارات «هو العلاقة القوية مع الإمارات والشراكة في العديد من المجالات الدفاعية».
ولدى سؤاله عن صفقة طائرات «تايفون» التي قيل إن لندن تطمح إلى بيعها للإمارات، قال الوزير البريطاني «ميادين التعاون بيننا تنمو بما يعكس عمق الصداقة بين البلدين، وبين تلك المجالات بالطبع نناقش التعاون حول العديد من المعدات الدفاعية، وسنواصل هذه المفاوضات التي نحقق فيها تقدماً كبيراً».
وعن رسائل التطمين التي قد يحملها الوزير البريطاني إلى دول الخليج القلقة حيال التقارب الأخير بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة وإيران من جهة أخرى قال هاموند «كلنا نبحث عن تحقيق الهدف عينه في المنطقة، والمتمثل في السلام والاستقرار».
وأضاف «لا أحد منا يريد رؤية تداعيات سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي أو حصول نزاع في المنطقة، ولذلك نحن نقوم بأفضل ما يمكننا لتجنب حصول هذه السيناريوهات ونتحدث مع الإيرانيين لمعرفة مدى جديتهم، وأشدد على ذلك في البحث عن حل سلمي لخلافهم النووي مع العالم. ويجب على أصدقائنا في الخليج ألا يكون لديهم أدنى شك بأننا سنقف إلى جوارهم وأن صداقتنا معهم ستكون المعيار الذي يحدد تحركاتنا».
ورفض الوزير البريطاني الانتقادات الموجهة إلى الغرب والمجتمع الدولي بسبب الموقف من الوضع في سوريا والاكتفاء بمتابعة ملف تدمير الأسلحة الكيماوية عوض حل جوهر النزاع قائلاً إن «المسؤولين البريطانيين يحرصون على الدوام على بحث الموضوع السوري خلال زياراتهم إلى المنطقة». وتابع «نناقش الموضوع السوري على الدوام، فهو من القضايا الإقليمية الحساسة، والقول بأن القضية باتت تقتصر على الموضوع الكيماوي أمر غير صحيح، فنحن مهتمون بالكارثة الإنسانية الموجودة، كما إننا معنيون بإيجاد حل سياسي كفيل بإنهاء النزاع، وأيضاً نحن مهتمون بشكل كبير بضمان منع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام السلاح الكيماوي والعمل على تدميره، ونحن نحقق تقدماً جيداً على هذا الصعيد». من جهته أشار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن صفقة بيع 60 طائرة من نوع «تايفون» مع الإمارات مقابل 10 مليارات دولار قد لا تكتمل هذا الأسبوع.
وقال كاميرون إنه «يشعر بالتفاؤل تجاه التقدم الكبير، وإلى تطلع الدولتين لشراكة دفاعية استراتيجية تتعدى صفقة واحدة»، مشيراً إلى «تفاؤله تجاه التبادل الاستثماري بين الإمارات وبريطانيا».
وأشارت مصادر حكومية إلى أن «230 ألف فرصة وظيفية في بريطانيا مرتبطة بقطاع الطيران، في الوقت الذي أشارت إلى أهمية اجتماع كاميرون مع نظيره الإماراتي وحاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان».
وتحاول شركات بريطانية وألمانية وإيطالية منافسة عقد لطائرات «رافال» التي تصنعها شركة فرنسية، والمعروض أيضاً على الإمارات.
وقام الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بافتتاح قاعدة عسكرية بحرية في الإمارات عام 2008، وكان من المتوقع أن تخسر فرنسا عقدها بالتنافس البريطاني خاصة مع تزايد اهتمام الأخيرة في تطوير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط، وبالأخص في الخليج، وذلك لكسب فرص اقتصادية على الأراضي البريطانية، إذ أعلنت بريطانيا أن الإمارات ستكون واحدة من بين 4 دول خليجية يحظى سكانها على تأشيرة الدخول لبريطانيا خلال 48 ساعة من سفرهم.
ويأتي هذا في الوقت الذي تستمر في المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي، والتي علق عليها كاميرون بقوله إن هذه المحادثات لم تكن لتتم دون فرض العقوبات على قطاع النفط الإيراني والتي أصرت بريطانيا على فرضها، وأضاف «إن رأيي واضح في هذه المسألة، لا يتوجب رفع العقوبات دون وجود صفقة جيدة من الجانب الإيراني».