قال وزير العمل جميل حميدان رئيس المجلس الأعلى للتدريب المهني إن الوظائف أصبحت اليوم أكثر تخصصاً عن ذي قبل، إضافة إلى التطور الكبير في تقنية المعلومات والتكنولوجيا، ما يجعل العرض والطلب في سوق العمل يختلف كثيراً عن السابق، وهو ما يدعو لمواكبة تلك الطفرة لشغل الشواغر الوظيفية، وفي مقدمتها الأكثر تخصصاً.
وافتتح حميدان، فعاليات «المؤتمر والمعرض الإقليمي السادس للتنمية البشرية»، تحت شعار «إدارة المواهب الجامعية الخليجية»، أمس في فندق كراون بلاز، وبين أن سوق العمل يختلف الآن كثيراً عما كان عليه خلال السنوات العشر الماضية، وسيكون مختلفاً بطبيعة الحال في السنوات المقبلة، وذلك لأسباب منها زيادة أعداد الجامعات والكليات في المنطقة والعالم، وكذلك تنامي أعداد طالبي التعليم العالي، واختلاف متطلبات سوق العمل في القطاعين العام والخاص.
ورحب حميدان راعي المؤتمر، بالمشاركين وخصوصاً ضيوف المؤتمر من دول مجلس التعاون الخليجي، شاكراً لهم حرصهم على المشاركة في مثل هذه الفعاليات الداعمة لتنمية وتطوير القوى العاملة من الشباب الواعد بدول المجلس، لا سيما الجامعيين منهم الذين سعوا واجتهدوا حتى نالوا شهاداتهم العليا، ليساهموا في بناء ونهضة أوطانهم. وأشاد حميدان بالتوجيهات والجهود الحكومية التي انطلقت بقوة في الفترة الأخيرة بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لضمان جودة التعليم والتدريب وتضييق الفجوة بين مخرجاتها وبين احتياجات سوق العمل، مشيراً إلى أن المتغيرات والتحديات المستجدة تلقي بتأثيرها على خيارات الشباب وزيادة الاهتمام بتضييق الفجوة بين مخرجات التعليم والاحتياجات الفعلية والمتطورة لسوق العمل، ومضاعفة الجهد لتقليل هدر طاقات الشباب ومقدرات الأوطان نتيجة عدم توجيه هذه الفئة العمرية نحو وجهة العمل الصحيحة والمطلوبة حاضراً ومستقبلًا، ونتيجة للاختيارات التي لا تتوافق مع ميول وقدرات وطاقات الشباب والاحتياجات الواقعية والمتجددة في السوق.
وأبدى حميدان أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات ملائمة للتطورات والمستجدات الحاصلة في سوق العمل، وأن تساهم توصيات المشاركين في رسم وتنفيذ خطط عملية لتوجيه وإرشاد الجامعيين حتى يحسنوا قدراتهم ومستويات أدائهم الوظيفي ويطوروا أنفسهم ومستقبلهم المهني.
وأعرب وزير العمل، عن أمله بأن يستمر تنظيم مثل هذه المؤتمرات المتخصصة، والاستفادة منها باعتبارها إحدى وسائل التواصل وتعزيز الشراكة لخدمة الأهداف المشتركة، ووضع خطط عملية وخطوات تنفيذية تصب في صالح التنمية البشرية المستدامة، لافتاً إلى أهمية محاور المؤتمر هذا العام ومحتوى الورش المتخصصة، خصوصاً التركيز على موضوع «إدارة المواهب الجامعية»، لما لذلك من أهمية في تطوير إدارة واستثمار الكفاءات، سواء في مرحلة ما قبل التخرج، أو خلال بحثها عن الوظيفة، والأهم أثناء تواجدها على رأس العمل وتوجيهها بشكل صحيح بغية الارتقاء بها وظيفياً في إطار بيئة عمل سليمة ومنتجة ومستقرة. ومن جانبه، أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ووزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقيل الجاسم أن الاستفادة المثلى من الموارد البشرية الخليجية يتطلب من أصحاب القرار السياسي في دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة بهدف تنظيم عمليات استقدام العمالة الوافدة والحد منها قدر الإمكان، مشدداً على ضرورة فتح الأبواب أمام الشباب الخليجي للعمل والمساهمة في بناء أوطانهم ومنحهم الفرص المناسبة، وأن يتم توفير برامج تدريب حقيقية تتم صياغة عناصرها بالتعاون مع القطاع الخاص.
ومن جهته، أشاد عبد الرحيم نقي، في كلمة الأمانة العامة لاتحاد غرف التجارة والصناعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، باختيار المنظمين لموضوع المؤتمر نظراً لأهمية ربط مخرجات التعليم والتدريب بحاجات سوق العمل، منوهاً بجهود وزارة العمل في هذا المجال وخصوصاً مشروع المعايير المهنية.
وتضمن برنامج عمل المؤتمر في يومه الأول عقد جلستي عمل، الأولى حول الإرشاد والتوجيه الوظيفي في عملية التوظيف، والجلسة الثانية حول مخرجات التعليم وتحديات سوق العمل الخليجي، تناولت أربع تجارب ونماذج ناجحة في عدد من الشركات الخاصة والقطاع العام داخل وخارج مملكة البحرين. كما أقيم منتدى لحوار بين جيلين من الشباب وبعض المختصين. ويشهد اليوم عقد ثلاث جلسات عمل تتطرق إلى الدور الاستراتيجي لإدارات الموارد البشرية في استقطاب وتنمية المواهب، وتسليط الضوء على الحلول العملية، إلى جانب بحث أفضل الممارسات في تطور السلم الوظيفي. أما برنامج اليوم الثالث والأخير للمؤتمر فسيتضمن تقديم دروس عملية وعقد ورش عمل لعدد من الخبراء وكبار المختصين.