عواصم - (وكالات): قال محللون إن «التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، في معقل لـ»حزب الله» الشيعي اللبناني، يؤشران لمواجهة بين تنظيم القاعدة وإيران على أرض لبنان ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والذي يستمر في دفع فاتورة النزاع في سوريا المجاورة».
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت هلال خشان «أنها مواجهة مباشرة بين تنظيم القاعدة من جهة، وإيران وكل من يحمي النظام السوري من جهة أخرى. التفجيران رسالة مباشرة لإيران مفادها: أنتم مصدر الداء في سوريا، سنواجهكم مباشرة لا بالوكالة». وتبنت مجموعة «كتائب عبدالله عزام» المرتبطة بتنظيم القاعدة التفجيرين الانتحاريين أمس الأول بالقرب من السفارة الإيرانية في بيروت اللذين أسفرا عن مقتل 23 شخصاً و150 جريحاً، مهددة بأنها ستواصل عملياتها حتى انسحاب عناصر حزب الله من سوريا.
ويقاتل حزب الله اللبناني الشيعي المدعوم بالسلاح والمال من إيران إلى جانب قوات النظام في مناطق عدة من سوريا. وتقدم طهران للنظام السوري ضباطاً وخبراء لدعمه في معركته ضد مجموعات المعارضة المسلحة وبينها مجموعات جهادية. وأكد الباحث في مركز بروكينغز الدوحة سلمان شيخ «هشاشة الوضع اللبناني الذي يسمح بتسلل تنظيم القاعدة إلى لبنان»، مضيفاً أن «هناك هشاشة في لبنان ناتجة عن تنامي نفوذ «حزب الله» خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وتنفيذه لأجندة إيرانية، إضافةً إلى تداعيات النزاع السوري»، ما ساهم في شلل المؤسسات.
ونددت السعودية بالتفجيرات «الإرهابية الجبانة» التي استهدفت السفارة الإيرانية في بيروت. كما نددت الحكومة الأردنية بالتفجيرات «الإرهابية»، وأكدت «موقف الأردن الثابت في رفض كل أشكال الإرهاب والعنف بجميع أشكاله ومظاهره وأياً كانت دوافعه ومصادره».
ونجا السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي من التفجيرين بينما كان على وشك الخروج من السفارة، بحسب ما قال مصدر دبلوماسي إيراني. من جانب آخر، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً نددت فيه بـ»الانتهاكات المنهجية والصارخة» لحقوق الإنسان من جانب النظام السوري وميليشيات «الشبيحة» التابعة له. وصدر القرار غير الملزم بغالبية 123 صوتاً مقابل رفض 13 بينها الصين وروسيا فيما امتنع 46 عضواً عن التصويت. وهو ثالث قرار من هذا النوع منذ اندلاع النزاع في سوريا. والعام الماضي، حظي قرار مماثل بتأييد 135 صوتاً ومعارضة 12 وامتناع 36. ودان القرار الذي دعمته خصوصاً الدول الأوروبية والعربية والولايات المتحدة «بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وخصوصاً مجزرة الغوطة» في ريف دمشق في 21 أغسطس الماضي. من ناحية أخرى، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الترسانة الكيميائية السورية التي تضم أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية قد يتم إتلافها في البحر إذا لم تبد أي دولة موافقتها على أن تتم عملية التفكيك على أراضيها.