قال أحد العارفين بالله: «إن في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان، وقد خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم، وعلى المؤمن أن يستعين على سيره إلى الله بترك من شغله عن الله عز وجل، وليس بشاغل يشغله عن ربه كنفسه التي بين جنبيه، ومن أعزّ نفسه أذل دينه، ومن أذلّ نفسه أعزّ دينه، والزهد في الدنيا هو الزهد في الناس، وأول ذلك زهد الإنسان في نفسه».