عواصم - (وكالات): سقطت 6 قذائف هاون قرب مركز تابع لحرس الحدود السعودي في منطقة حفر الباطن القريبة من الحدود مع العراق والكويت شرق المملكة أمس الأول، بحسب ما أفاد مصدر رسمي، فيما أعلنت جماعة «جيش المختار» الشيعية بالعراق والمقربة من إيران، مسؤوليتها عن إطلاق القذائف. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المتحدث الإعلامي لحرس الحدود العميد محمد الغامدي قوله إن 6 قذائف هاون سقطت في منطقة غير مأهولة قرب مركز العوجاء الجديد بقطاع حرس الحدود بحفر الباطن بالمنطقة الشرقية دون إصابات.
وأضاف أنه «تم في إطار الاتصال المباشر مع قوات حرس الحدود بدول الجوار اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد مصدر إطلاق القذائف والعمل على منع تكراره».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن «العراق والكويت والسعودية تحقق في الهجوم»، مشيراً إلى أن القوات السعودية لم ترفع درجة التأهب بعد القصف.
ونشر موقع «سبق» الإخباري السعودي صوراً فوتوغرافية لحفر صغيرة في الصحراء قال إن القذائف أحدثتها. وظهر في بعض الصور سياج عالٍ من الأسلاك الشائكة وطريق.
وفي العراق، قال رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة البصرة جنوب العراق جبار السعدي إن قوات الأمن لم تطلق صواريخ أو أي شيء باتجاه الحدود السعودية.
في غضون ذلك، أعلن «جيش المختار» -وهو مجموعة شيعية في العراق مقربة من إيران- المسؤولية عن إطلاق القذائف. وقال زعيم المجموعة واثق البطاط «حذرنا من مغبة الاستمرار في النهج الطائفي».
وأضاف «صدرت في الأيام الماضية فتاوى تكفيرية، خاصة من الشيخ يوسف القرضاوي «المقيم في قطر» ضد الشيعة، ورداً على هذا حذرنا بهذه الضربة ووجهنا مقاتلينا للدخول إلى منطقة حفر الباطن قرب العوجاء».
وتابع البطاط «هذه الضربة تحذيرية، كنا نقصد أن لا تصل صواريخنا إلى أماكن مأهولة، لكن إذا استمر الموقف، فسنذهب إلى أبعد من ذلك، سنزحف إلى أعماقها».
واستغرب عراقيون تبريرات البطاط بضرب السعودية، حيث إن القرضاوي يقيم منذ سنوات في قطر، ومعروف بقربه من جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، ويحرض المواطنين ضد النظام الحالي الذي أطاح بالإخوان. وتساءلوا عن الأسباب التي تدفع ميليشيا جيش المختار بضرب الأراضي السعودية، في حين أن القرضاوي على تقاطع مع السلطات هناك ويتخذ من قطر مقراً لنشاطاته، وفقاً لما ذكره موقع «إيلاف». يذكر أن «جيش المختار» ميليشيا شيعية جديدة نسبياً تتلقى دعماً وتمويلاً من إيران، والبطاط قائد سابق في ميليشيا كتائب «حزب الله» الأكثر شهرة. وقال مصطفى العاني المحلل الأمني العراقي في مركز الخليج للأبحاث ومقره جنيف وجدة إن «جيش المختار من بين عدة جماعات عراقية على صلة بالمخابرات الإيرانية». وذكر أن «التوقيت يرتبط بالهجوم على السفارة الإيرانية في بيروت». وأضاف أن «الجماعة ربما كانت تحاول أيضاً إفساد دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذا الشهر لتحسين العلاقات مع السعودية». ويسود التوتر العلاقة بين السعودية وحكومة العراق التي يقودها الشيعة والتي ترى السعودية أنها تعمل لتحقيق مصالح إيران. ولم توفد السعودية سفيراً إلى العراق منذ ما قبل أزمة الخليج. يذكر أن حفر الباطن القريبة من الحدود مع الكويت والعراق كانت مقراً لقيادة تحالف دولي أرغم قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين على الخروج من الكويت.
واجتاح العراق الكويت مطلع أغسطس 1990، لكن التحالف الدولي طرده منها أواخر فبراير 1991. ويقع مركز العوجاء الحدودي في منطقة الرقعي، حيث أفاد سكان أن الطيران العسكري السعودي حلق فوقها أمس.
ويأتي سقوط القذائف وسط توتر إقليمي يزداد حدة بسبب النزاع في سوريا، حيث تدعم السعودية المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحظى بتأييد إيران.
من ناحية أخرى، دعت السفارة السعودية في بيروت مواطنيها إلى مغادرة لبنان بسبب «خطورة الوضع» الأمني، بحسب ما ذكر السفير السعودي علي عواض عسيري.
وقال السفير «إن السفارة السعودية أرسلت رسالة نصية عبر الهاتف إلى رعاياها في لبنان تنصحهم فيها بمغادرته، نظراً لخطورة الوضع وحرصاً على سلامتهم». وأوضح أن «هذا إجراء روتيني يتخذ في كل ظرف أمني يستدعي الحذر». وكان مواطنون سعودوين موجودون في لبنان تلقوا رسائل قصيرة على هواتفهم المحمولة من السفارة تنصحهم بالمغادرة. وجاء في نص الرسالة «بالنظر إلى الظروف الحالية والشحن الإعلامي، تنصح السفارة المواطنين بالعودة إلى البلاد وتوخي الحذر».
ومنذ وقوع التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية جنوب بيروت الثلاثاء الماضي، تشن بعض وسائل الإعلام القريبة من حزب الله حملة عنيفة على السعودية.