عواصم - (وكالات): أعلنت 7 فصائل إسلامية أساسية تقاتل في سوريا ضد النظام السوري اندماجها لتشكل «الجبهة الإسلامية»، في أكبر تجمع لقوى إسلامية يهدف إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وبناء دولة إسلامية في سوريا.
من جهة أخرى، اتهم «الائتلاف الوطني» السوري المعارض النظام بقتل 10 آلاف طفل منذ بداية الثورة في 2011، و»اختطاف مئات الأطفال كرهائن من أجل الضغط على أسرهم وإجبار آبائهم أو إخوتهم على تسليم أنفسهم».
وأوضح الائتلاف أن «40% من أطفال سوريا محرومون من التعليم، بالإضافة إلى انتشار العديد من الأمراض وبعض الأوبئة، حيث بات أكثر من 1.6 مليون طفل سوري بحاجة ماسة للتطعيم من مرض شلل الأطفال».
في الوقت ذاته، سيطر مقاتلو المعارضة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في منطقة القلمون شمال دمشق حيث أحرز النظام خلال الأيام الماضية تقدماً كبيراً كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والائتلاف المعارض.
وتضم الجبهة أكبر 3 فصائل إسلامية محاربة في سوريا وهي «لواء التوحيد»، أكبر قوة مقاتلة ضد النظام في محافظة حلب، و»حركة أحرار الشام» السلفية، و«جيش الإسلام» الذي يقاتل في منطقة دمشق، بالإضافة إلى «ألوية صقور الشام» و»لواء الحق» و»كتائب أنصار الشام»، وهي فصائل كبيرة أيضاً، بالإضافة إلى «الجبهة الإسلامية الكردية». وجاء في بيان إعلان الجبهة الذي نشر على صفحة للجبهة الجديدة فتحت على موقع «فيسبوك» على الأنترنت أن الجبهة «تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف إلى إسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطاً كاملاً وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعاً وحاكماً وناظماً لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة». ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة نجاحات حققتها القوات النظامية على الأرض خصوصاً حول دمشق وحلب في الشمال. ويعزو خبراء وناشطون هذا التقدم في جزء منه إلى الانقسامات داخل المعارضة المسلحة.
ورأى آرون لوند الخبير السويدي في شؤون الحرب السورية أن «الجبهة الإسلامية» تجمع بعض المجموعات الكبرى من الحركة الإسلامية إلى المعسكر الأكثر تشدداً لكنها لا تضم أي فصائل من تنظيم القاعدة».
وفيما أشار إلى أن هذا التحالف يأتي رداً على التقدم الذي أحرزته القوات النظامية في الآونة الأخيرة وموقف الجهاديين «العدائي» تجاه مجموعات أخرى معارضة، قال «أعتقد أن هناك تدخلاً خارجياً أيضاً». من جهته قال توماس بييريه من جامعة ادنبره «إذا تبين أن هذه الجبهة ستبقى متماسكة على المدى الطويل، فذلك يشكل تطوراً مهماً جداً. إنها قوة عسكرية كبرى تفوق الخمسين ألف عنصر ستهيمن بشكل كبير على ساحة المعارضة». وأضاف «لكن إذا نجحت هذه الجبهة فسيكون من الحتمي أنها ستدخل في خلاف مع الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» التي تعتبر التحالف الجديد موجها ضدها». كما يأتي الإعلان عن هذا الاندماج بعد مقتل عبد القادر صالح، قائد لواء التوحيد، المجموعة التي تضم نحو 8 آلاف مقاتل والمقرب من الإخوان المسلمين.
ومنذ اتجاه النزاع السوري إلى العسكرة بعد أشهر من بدء الأزمة منتصف مارس 2011، أعلن عن تشكيل تحالفات وتجمعات عسكرية عدة ذات طابع إسلامي، ودعا بعضها إلى بناء دولة إسلامية. إلا أن هذا الاندماج يبدو الأقوى، من ناحية المجموعات التي يتألف منها، ولكونه سيحظى «بقيادة عسكرية واحدة وسياسة واحدة»، بحسب ما قال المتحدث باسم «لواء التوحيد» أبو فراس. واختير توقيت الإعلان عن الجبهة في يوم دعا الناشطون المعارضون للنظام فيه إلى التظاهر تحت شعار «جمعة دم الشهيد يوحدنا»، في إشارة إلى عبد القادر صالح الذي يتمتع باحترام كبير وشعبية في أوساط الناشطين وسكان حلب المعارضين للنظام.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري «تمكن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من فرض سيطرتهم بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية التي تعتبر من أهم معاقل النظام في القلمون». سياسياً، دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية شركات خاصة إلى مساعدتها في تدمير نحو ثلثي مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، وذلك بين الخيارات المطروحة من أجل إنجاز هذه العملية في المهلة المحددة التي تنتهي منتصف 2014. وقالت سوريا إنها تملك نحو 1290 طناً من الأسلحة الكيميائية أو مواد تدخل في إعدادها أو صناعتها، إلى جانب أكثر من ألف طن من الذخائر الكيميائية غير المعبأة. وتدمر بعض الأسلحة الكيميائية في عملية يتم استخدام مواد فيها لتعطيل مفعول بعض العناصر مثل غاز الخردل والكبريت مما يولد نفايات سائلة. أما غازات الأعصاب مثل السارين فتدمر بإحراقها في أغلب الأحيان.
وقالت المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها إن هناك 798 طناً يجب التخلص منها و7.7 مليون لتر من النفايات السائلة. وفي وقت سابق أعلنت المنظمة أن الترسانة السورية يمكن أن تدمر في البحر.