كتب - حذيفة إبراهيم:قدر خبراء في الأرصاد الجوية أن نسبة ما شفطته وزارتا «البلديات» و»الأشغال» من مياه الأمطار بلغت 3.5%، ما يعادل 44 مليون جالون، مقارنة بكمية الأمطار التي هطلت في شوارع البحرين والتي بلغت بحسب التقديرات ملياراً و240 مليون جالون مياه.وأوضح الخبراء أن كمية الأمطار التي هطلت على البحرين خلال الشهر الحالي تقدر بـ12 ملياراً و400 مليون جالون مياه، بعد أن هطلت حوالي (62.7 ملم، 47 مليار لتر لكل متر مربع) وهي حصيلة 6 أيام ممطرة، مشيرين إلى أن كمية الأمطار التي نزلت على البحرين تقارب ما ينزل خلال عام كامل سابقاً، حيث يبلغ معدل كميات الأمطار في البحرين 82.6 ملم سنوياً.وفيما أعلنت وزارة البلديات أنها رفعت حوالي 30 مليون جالون من مياه الأمطار مما يشكل حوالي 0.24% من نسبة الأمطار الكلية في المملكة، و2.4% من نسبة الأمطار التي هطلت على الشوارع بحسب التقديرات، بعد استثناء حوالي 90% من كمية تلك الأمطار (كونها سقطت على البحر أو المناطق غير المأهولة في السكان، فضلاً عن المعدلات الطبيعية لتسرب المياه إلى الأرض، والمباني وغيرها).وأكدت الوزارة أن رفع تلك الكمية جاء عن طريق 109 صهاريج تم توزيعها على مختلف محافظات البحرين ومدنها وقراها، بواقع 5 آلاف شحنة خلال الأيام الماضية.أما وزارة الأشغال فلم تفصح عن الأرقام التي تم رفعها من مياه الأمطار، إلا أنها أكدت في بيان سابق أنها وفرت 52 صهريجاً و8 مضخات متنقلة للأمطار، لشفط المياه الموجودة على الطرقات وشوارع المملكة الرئيسة.وبحساب لنفس المعدل الذي تم شفط مياه الأمطار فيه من قبل وزارة البلديات، فإن صهاريج وزارة الأشغال سحبت ما يقارب 14 مليون لتر في الفترة ذاتها، وهو ما يمثل 0.11% من كمية الأمطار في البحرين، و1.1% من نسبة الأمطار التي هطلت في الشوارع.ويتم التخلص من المياه التي جرى شفطها من خلال إلقائها في البحر عادة، إلا أن وزارة الأشغال سمحت في الموسم الحالي للصهاريج التي تعاقدت معها بإلقاء المياه في أراضي خالية.وأكدت وزارة البلديات أنها مستمرة في شفط مياه الأمطار بكافة مناطق المملكة بالتنسيق مع الوزارات المعنية والمجالس البلدية، وإزالة الأنقاض والرمال المتجمعة في الطرقات والشوارع، لافتة إلى أن مفتشي وعمال النظافة عملوا على مدار الساعة بمعدل ثلاث نوبات لسرعة شفط المياه بجميع المناطق.وأضافت أنها شكلت فرق عمل بمختلف البلديات الخمس للتنسيق مع المجالس البلدية ووزارة الأشغال، مشيرة إلى أنها ركزت عملها على إزالة المياه والأنقاض من المناطق الحيوية والأحياء السكنية.وذكرت أن الكميات المسحوبة عبر الصهاريج تعتبر ضخمة قياساً بالسنوات الماضية، خاصة أن هذه الكميات تضاعفت الأربعاء الماضي، ما أسهم في تجمع مياه الأمطار بكثرة في الأحياء السكنية.وأوضحت أنها نسقت مع الجهات المعنية في تنفيذ عمليات شفط المياه، وتحديد نقاط تجمع مياه الأمطار، حيث ترصد الوزارة دورياً تلك المواقع ليتم رفعها للجهات المعنية والعمل فيها وربطها بشبكة مياه الأمطار.ودعت الوزارة الجمهور للإبلاغ عن أي طارئ بشأن تجمع مياه الأمطار عبر الخط الساخن لكل بلدية، والتواصل مع المجالس البلدية بهذا الخصوص.معدل أمطار عالٍمن جانبه أكد مدير برنامج إدارة الموارد المائية في جامعة الخليج العربي د.وليد زباري إن معدل الأمطار الذي استلمته البحرين خلال العاصفة المطرية والبالغ 62 مليمتراً يعتبر عالياً نسبياً إذا ما قورن بالمعدل السنوي الذي تم قياسه في مطار البحرين على مدى أكثر من 50 سنة وهو 80 مليمتراً.وأضاف أن هذا المعدل اشتمل على تذبذب عالٍ جداً وهو سمة المناطق الصحراوية، حيث بلغ أقصى معدل للأمطار نزل على جزر البحرين حوالي 235 مليمتراً في الموسم المطري 1975-1976، ولكن في أغلب الأحيان يكون معدل الأمطار منخفضاً. وتابع «نأمل أن يكون هذا المعدل في بداية الموسم بادرة خير على البحرين وأن تستلم المملكة أمطاراً ذات معدلات عالية في هذا الموسم تساهم في تحسين الوضع المائي والزراعي فيها». وقال إن الأمطار بشكل عام مفيدة ولها أبعاد كثيرة، وتشمل الفوائد المباشرة في وقف السحب من قبل المزارعين من المياه الجوفية والاعتماد على مياه الأمطار العذبة في ري المحاصيل وهي في بداية الموسم، وهي أفضل بكثير من المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي المعالجة المستخدمة في الري، فضلاً عن غسل مياه الأمطار للتربة التي هي في أغلبها تحتوي على نسب عالية من الأملاح المتراكمة من الموسم الزراعي الماضي.وأضاف أن هناك إمكانية كبيرة لتغذية المياه الجوفية من هذه الأمطار على منكشفات صخور الخزان الجوفي ما يحسن من حالة المياه الجوفية سواءً في كميته أو نوعية مياهه، ويبقى أن تبين ذلك آبار المراقبة للمياه الجوفية في البحرين، مستطرداً بأن منكشفات الخزان الجوفي في البحرين محدودة المساحة ومعظمها يتواجد في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وبالنظر إلى حجم العاصفة واتساعها خلال الأيام الماضية فإن الأمطار بالفعل سقطت على منكشفات صخور الخزان الجوفي الذي تعتمد عليه البحرين، ولذا فإنه من المتوقع أن يؤثر ذلك بالإيجاب على الخزان الجوفي ككل ويشمل البحرين. وحول التخلص من الأمطار في البحر، فأشار إلى أنها تمثل «فرصة ضائعة»، وأنه من الممكن الاستفادة من هذه المياه بحقنها في المياه الجوفية بغرض التخزين للمواسم التي تتسم بشح الأمطار إذا ما تم التخطيط لذلك بشكل علمي ومدروس، مشيراً إلى وجود موقع واحد حالياً في البحرين يتم فيه القيام بذلك بشكل علمي وهو موجود في منطقة الزلاق.وتابع «أما بوابة جامعة البحرين فقد تم تخطيط تصريف مياه الأمطار للجزء الجنوبي لمدينة حمد بحيث يصب في منخفض يقع في نهايتها وتم الاستفادة من ذلك من قبل إدارة مصادر المياه والشؤون الهندسية بوضع بئر يدخل هذه المياه المجمعة في الخزان الجوفي، كما إن هناك موقعاً آخر في مدينة عيسى يوجد به بئر لتسريب مياه الأمطار للخزان الجوفي، ولكن ليس لي به علم ما إذا كان مستمراً أم لا».
970x90
970x90