قال الباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إن تشكيل مجالس مشتركة للتبادل التجاري بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتركيا ساهم بشكل ملحوظ في زيادة حجم التبادل التجاري الذي ارتفع من مليار و490 مليون دولار عام 2002 إلى 19 مليار و600 مليون دولار في عام 2012.. ويشمل مختلف المجالات والأنشطة الاقتصادية.
وأشار الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، خلال مشاركته في الدورة السادسة من منتدى «ميدايز» العالمي الذي استضافته مؤخراً مدينة طنجة المغربية، في كلمة له بجلسة نقاشية عن العلاقات الخليجية – التركية وآفاق التعاون بين الجانبين في ظل التطورات الإقليمية الجارية، إلى أن العلاقات بين دول مجلس التعاون وتركيا شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وصولاً إلى إعلان «حوار استراتيجي» بينهما في إطار شراكة إقليمية في سبتمبر 2008 بمبادرة بحرينية - تركية.
وأوضح أن هذه الشراكة تنطلق من رؤية مشتركة لأهمية تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وتجنب النزاعات ومحاولات الهيمنة خاصة أن عاملي الاستقرار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى يمثلان مرتكزات رئيسة في السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون، ودلل المتحدث على ذلك بالتعاون الخليجي القائم مع تركيا سواء على المستوى الثنائي أو في إطار المنظمات الدولية والإقليمية كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى جانب انضمام عدد من دول المجلس لمبادرة «إسطنبول» لتعزيز التعاون مع دول حلف «الناتو».
واستعرض الشيخ عبدالله بن أحمد مسار العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في العشر سنوات الأخيرة كترجمة حقيقية للجهود المبذولة في هذا المجال حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجال التجارة والاستثمار والسياحة.
وتطرق الباحث الشيخ عبدالله بن أحمد إلى العلاقات بين البحرين وتركيا كنموذج لتطور العلاقات بين دول مجلس التعاون وأنقرة، مؤكدا أن زيارات القيادة السياسية لتركيا ومنها (زيارتي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد في أغسطس 2008 وسبتمبر 2011، وسمو رئيس الوزراء في فبراير 2006، وسمو ولي العهد في فبراير 2011 وكذلك زيارات المسؤولين الأتراك للبحرين) شكلت دفعة مهمة لتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين، مبيناً أن قوة ومتانة العلاقات السياسية أتاحت فرصاً واعدة ونقلة نوعية للتعاون المشترك في شتى المجالات.
جدير بالذكر أن منتدى «ميدايز» العالمي نظمه معهد «أماديوس» بعنوان «أي سبل للنهوض في عالم غير مستقر»، تحت رعاية كريمة من عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس، وبحضور 2500 مشارك، ونحو 130 متحدثاً من مسؤولين وأعضاء منظمات إقليمية ودولية والمجتمع المدني، وخبراء وإعلاميين من مختلف دول العالم.
وسلط المنتدى الضوء على الدور النشط للأسواق الناشئة كشركاء رئيسيين في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وبيان أهمية الحاجة للحوار والتعاون والتبادل بين الشمال والجنوب.