كتب - أبوذر حسين:
أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن الاتفاق المرحلي الذي توصلت إليه الدول الست الكبرى وطهران بشأن برنامج النووي الإيراني أول أمس «يصب في نهاية الأمر في تحقيق الاستقرار ونزع فتيل أية أزمة قد تأتي للمنطقة بأي شكل من الأشكال»، مشدداً على أهمية «إبعاد المنطقة من شبح أسلحة الدمار الشامل، وإنهاء المخاوف من شرور هذه الأسلحة، سواء كانت لدى إيران أو غيرها من دول المنطقة».
ويشمل الاتفاق النووي وقف تخصيب اليورانيوم فوق نسبة 5% مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة على إيران.
وقال وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، إن أزمة النووي الإيراني معنية بها كل دول المنطقة وبالتالي فهي تمثل شأناً إقليمياً ومسؤولية كل دول المنطقة، الأمر الذي يبدد مخاوفنا. وأضاف «سمعنا تطمينات من كل الأطراف وحديثاً إيجابياً، ونتمنى أن تكون هناك بداية جديدة للاستقرار في المنطقة».
وشدد على أن دول التعاون لا تقيم علاقاتها مع الدول على أساس تبدل الأحوال حسب الظروف، أو وجهات النظر. مشيراً إلى أننا «لا نضع إسرائيل وإيران في خانة واحدة، إسرائيل بيننا وبينها خلاف تاريخي، هناك دولة محتلة، وشعب شرد من أرضه وهناك دولة نسعى لقيامها وهي دولة فلسطين. أما إيران فلدينا معها علاقات دبلوماسية وشراكة في منظمة التعاون الإسلامي وفوق ذلك فهي جارة مهمة بالنسبة لنا». مؤكداً سعي البحرين لعلاقات طيبة مع إيران وكل دول المنطقة مبنية على حسن الجوار.
وأوضح الشيخ خالد بن أحمد أن البحرين تقدر لتركيا كثيراً مواقفها التي أعلنتها مراراً وتكراراً وتأيدها لسيادة البحرين واستقلالها، ورفض الجمهورية التركية لأي مساس بالسيادة البحرينية.
علاقات استراتيجية مع البحرين
وقال الشيخ خالد بن أحمد إن العلاقات بين البلدين تطورت كثيراً، حتى أصبحت ذات طبيعة استراتيجية، مضيفاً أن عاهل البلاد المفدى قام بأكثر من زيارة لتركيا، وتبادل خلالها وجهات النظر مع القيادة التركية، ما أدى لتحفيز العلاقات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياحية بين البلدين. وأضاف «بناء على الرؤى المشتركة بين البلدين تم إنشاء الحوار الاستراتيجي بين دول التعاون لما فيه من مصالح مشتركة ومنافع متبادلة».
وحول المباحثات مع وزير الخارجية التركي، قال الشيخ خالد «كانت مثمرة ومفيدة وتناولت العلاقات الثنائية المتنامية في الاقتصاد والسياسة والثقافة وغيرها.
وأشار إلى أن دول الخليج ترتبط مع تركيا بمجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأزمة السورية. وأوضح لقد أكدت في هذا المجال على الجهود التركية للتخفيف من معاناة الشعب السوري، إذ إن تركيا أكبر دولة تستضيف اللاجئين السوريين، كما تستضيف فصائل ائتلاف المعارضة.
وأضاف «بحثنا قضايا الأمن الإقليمي والوضع الراهن ومن بينها البرنامج النووي الإيراني وتطوراته وغيرها من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وإننا نقدر لتركيا مساعيها لأمن المنطقة واستقرارها».
وحول العلاقات البحرينية التركية، أكد وزير الخارجية أن العلاقات بين البلدين متنامية على الصعيد الاقتصادي حيث سيعقد الشهر المقبل اجتماع لرجال الأعمال في البلدين، ومن شأن تلك الاجتماعات أن ترفع الأرقام وتعزز العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن عدد الزوار البحرينيين إلي تركيا ارتفع من 3 آلاف إلي 14 ألف زائر. ما يدلل على عمق العلاقات بين البلدين.
«تقصي الحقائق»
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن البحرين تدعم آليات التعاون المشترك، وستكون مع دول الخليج العمود الفقري للاستقرار في المنطقة، وإننا نقدر كثيراً لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دعمه مثل هذه الحوارات التي تدعم التكامل فيما بيننا على المستوى الدولي والإقليمي. وأكد أوغلو أن تركيا أعلنت تقديرها الكبير لمبادرة إنشاء لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث التي مرت على البحرين. مشيراً إلى أنها مبادرة مميزة تؤكد أن البحرين تسير في مستقبل باهر. وأن المجتمع البحريني نموذج للتعايش الطائفي. وشدد على أن تركيا والبحرين ستعملان على تنمية وتعزيز التعاون بشكل مستمر وفي كل المجالات. وقال وزير الخارجية التركي إنهم يتشاركون مع البحرين في رؤيتها للأزمات، خاصة سوريا. مضيفاً «كنت في جولة إلى روسيا وواشنطن وسأذهب إلى طهران غداً (اليوم) من أجل تواصل الجهود التركية الساعية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لذلك أعتقد أن الزيارة إلى البحرين جاءت في حينها لمشاركة الرؤى والمسائل الإقليمية، وأتمنى أن يكون لنا نفس المنظور لتلك القضايا». وأضاف أن الروابط بين البحرين وجمهورية تركيا تاريخية وقد تطورت عبر الزمن وفي مختلف المجالات. مؤكداً أن «هناك نقاطاً إيجابية كثيرة في مسيرة البحرين». وعن استضافة البحرين لمؤتمر التعاون الاستراتيجي الآسيوي قال إن المؤتمر يسعى لتحسين العلاقات بين الدول الأعضاء ونتمنى أن يحقق جدول الأعمال الكبير للاجتماع كل ما يسعى إليه الدول الأعضاء. ونتمنى لها التطور المستمر.
التوترات مع مصر
وفيما يختص بتوتر العلاقات الدبلوماسية التركية المصرية، قال وزير الخارجية التركي «بالأمس أدليت ببيان حول موضوع مصر أكدت من خلاله أن بين تركيا ومصر صداقة تاريخية وستستمر العلاقات الأخوية فيما بيننا، وأن البلدين تتبادلان الاحترام، وهما قوتان إقليميتان، وما يحدث لن يؤثر على الصداقة العميقة بين البلدين.
وأكد «نعم لدينا أزمة مع مصر» فهي قامت بطرد سفيرنا في القاهرة، في المقابل قمنا بخطوة مماثلة وتصرفنا بنفس الأسلوب. مضيفاً «إننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لمصر أو غيرها من الدول، ولكن انشغالنا بمصر وما يدور فيها ينطلق من مبادئنا في احترام الديمقراطية، ودعم واختيار الشعب المصري وهذا لا يعد تدخلاً في الشأن الداخلي.
وشدد على أن تركيا لا تريد أن تكون الفائز بالربيع العربي، وإنما المهم في ظل التطورات الديناميكية بالمنطقة أن نقدم كل الجهد لجيراننا. مبيناً هذا يمثل جهداً جيداً لنا. وأضاف إذا كان هناك ثمة خيار لدول الربيع العربي فهو التوافق بين الشعوب والدول وهذا رأي بوعزيزي (التونسي)، وآخرين في حماة وحمص وغيرها.
وقال إن تركيا تدعم أي عملية تكون مبنية على إرادة الشعوب وضمان سلامتهم وأمنهم وتحقيق مطالبهم. وإذا كانت تركيا ناجحة فنجاحها أن سلطتنا تأتي من الشعب ولأنها قامت بإصلاحات سياسية واقتصادية.