افتتحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، جلسات الاجتماع الإقليمي الثاني لجهات الاتصال للدول العربية في مجال التراث العالمي، الذي يستمر حتى الغد بفندق الدبلومات، بمشاركة ممثلين عن جهات الاتصال المعنية بالتراث الثقافي والطبيعي من 15 دولة عربية.
وأكدت وزيرة الثقافة أهمية الاجتماع كونه يمثل دليلاً على المساعي التي تبذلها سلطات الدول العربية من أجل تعزيز التعاون في حماية الآثار وبناء شبكة من الخبراء والمختصين في مجال حماية التراث «في أحد أهم مناطق العالم من حيث عمق التاريخ وتنوع الطبيعة»، متمنية أن يحقق الاجتماع أهدافه في تدريب الكوادر العربية وإعداد ملفات الترشيح على قائمة التراث العالمي، منوهة بأهمية استثمار الاجتماع من أجل تعزيز العلاقات بين كافة المؤسسات العربية المسؤولة عن التراث العالمي.
ورحبت بجهات اتصال الدول العربية وممثلي اليونيسكو ومندوبي كل من المركز الدولي لدراسة وصون الممتلكات الثقافية وترميمها ومكتبه الإقليمي في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة «آثار»، والمجلس الدولي للآثار والمواقع، والاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعية، معبرة عن سعادتها لتلبية دعوة المركز الإقليمي للتراث العالمي ومركز التراث العالمي للمشاركة في الاجتماع الثاني لجهات الاتصال. وناقش الاجتماع في أولى جلساته آليات وضع خطة عملية لتأسيس وتوسيع اللجان الوطنية المسؤولة عن متابعة برامج حماية التراث الثقافي والطبيعي، إضافة إلى مناقشة الوضع القانوني لهذه اللجان في الدول العربية. أما في جلسته الثانية، فتطرق الاجتماع إلى القوائم التمهيدية التي تحتوي على مواقع التراث الإنساني للدول العربية، والتي لم تترشح بعد إلى قائمة التراث العالمي، وخلصت الجلسة إلى ضرورة توحيد الجهود في الدول العربية من أجل وضع القوائم التمهيدية على أسس علمية تتجاوب مع متطلبات الترشح لقائمة التراث الإنساني العالمي، كذلك خرج المجتمعون بتوصية تؤكد على ضرورة تنظيم ورشة عملة في مملكة البحرين حول القيمة العالمية الاستثنائية، والتي تعبر عن أهمية الموقع التراثي بالنسبة إلى العالم بأسره.
بدوره بين مدير المركز الإقليمي للتراث العالمي د.منير بوشناقي، دور المركز الإقليمي في تركيز الجهود العربية في حماية التراث، مشيراً إلى أن المركز تأسس بعد جهود كبيرة من قبل وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. في السياق نفسه قال نائب مدير المركز الإقليمي الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، إن للمركز مجموعة من التجارب الناجحة في دفع المواقع العربية التراثية نحو القائمة العالمية كالعمل مع المسؤولين العراقيين على ترشيح موقع الأهوار كموقع طبيعي، مشيراً إلى أن المركز اشتغل هذا العام على نشاطات التوعية بالتراث الفلسطيني من خلال تدشين عدد من الكتب التراثية الفلسطينية، كما يعمل المركز على زيادة معرفة المجتمع العربي بمواقع التراث بالتوازي مع عمله في دعم هذه المواقع من الناحية الفنية.
ولفت نائب مدير المركز الإقليمي إلى أن المركز أطلق موقعه الإلكتروني في خطوة نحو تعزيز التواصل بين المركز المؤسسات والأفراد حول الوطن العربي، إضافة إلى ترجمة عدد المؤلفات الصادة عن منظمة اليونيسكو ومؤسسات التراث العالمية الأخرى. ومن جانبها عبرت رئيسة الوحدة العربية في مركز التراث العالمي ندى الحسن، عن شكرها وزيرة الثقافــة على جهودها في حماية التراث في الوطن العربي من خلال إنشاء المركز الإقليمي للتراث العالمي في مملكة البحرين، لافتة إلى أهمية وجود المركز في بناء القدرات العربية القادرة على تأسيس حقبة جديدة من صيانة الإرث الإنساني للمواطن العربي.
وحضر الاجتماع كل من، مديرة مكتب اليونيسكو في الدوحة آنا باوليني، رئيســة المنظمــة العربيــــة للتربيـــة والثقافة والعلوم د.حياة قطات، مدير مركز» آثار» الشارقة التابع للمركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها (ICCROM) د. زكي أصلان، وممثلين عن المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS) والاتحـــاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).