دبي - (أ ف ب - العربية نت): أكد محللون وخبراء أن «إيران تخلت عن مشروعها النووي مقابل الهيمنة من خلال توصلها إلى اتفاق مع الدول الكبرى»، موضحين أن «الاتفاق لا يضمن أمن الخليج إلا إذا توقفت إيران عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة». ورأى المحللون أن «دول الخليج التي تشعر بالخذلان إزاء واشنطن، تخشى من تعاظم دور إيران في المنطقة بعد توصلها إلى اتفاق حول ملفها النووي مع القوى الكبرى، ولو أنها من حيث المبدأ تؤيد وجود علاقات حسن جوار مع طهران». وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت شفيق الغبرا إن «إيران قبل الثورات العربية كانت في وضع أفضل، ولكن الربيع العربي غيّر الحسابات، فالوضع في سوريا لم يحسم وسيبقى مفتوحاً، وأي حالة جديدة ستكون مغايرة عما كان قبل 2011، والأوضاع أيضاً غير مستقرة في لبنان والعراق، وإيران من جانبها لديها أزمات اقتصادية وتحاول إعادة التموضع في المجتمع الدولي». وأكد قناعته بأن «إيران لن تتخلى عن البرنامج النووي، وربما اكتفت الآن بأن يكون لديها التكنولوجيا اللازمة»، مشيراً إلى أن «الاتفاق سيساعد طهران على رفع العقوبات واكتساب أصدقاء جدد». وأكد أن «المصالح المشتركة بين دول الخليج وأمريكا تتطلب رعاية مستمرة والابتعاد عن سياسات الانزواء والتردد مما يضيع اللحظة التاريخية». إلى ذلك، قال وزير الإعلام الأردني السابق، صالح القلاب إن «إيران الآن تهدد الخليج، وتحتل جزراً في المنطقة، وتتدخل تدخلاً سافراً في شؤون دول المنطقة، حيث تهيمن على العراق، وتخوض حرباً في سوريا، وتتوغل في اليمن، ولذا كان يجب أن يكون الاتفاق النووي مرتبطاً بشروط». وحذر القلاب من أن «طهران ستحصل بموجب الاتفاق على أكثر من 4 مليارات دولار، ربما تستخدمها في تمويل الحرب في سوريا». وقال المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي «أعتقد أن دول الخليج من ناحية المبدأ تريد علاقات جيدة مع إيران». وبحسب خاشقجي، فإن «الاتفاق في جنيف يزيل القلق حول الملف النووي لكنه لا يشمل القضايا الأخرى، أي أنه اختصر المسائل الخلافية في النووي». وشدد خاشقجي على أن «المشكلة الأساسية بالنسبة لدول الخليج هي تدخل إيران في شؤون المنطقة». وبحسب المحلل السعودي، فإن دول الخليج «تخشى أن تفسر إيران الاتفاق على أنه يترك لها اليد الطولى في المنطقة». وأضاف خاشقجي «إيران تخلت عن المشروع النووي وكسبت الهيمنة». من جانبه، قال المحلل السعودي أنور عشقي أنه «بالنسبة لدول الخليج، الاتفاق ليس سلبياً لكنه غير كافٍ». وبدوره اعتبر أيضاً أن المشكلة مع إيران بالنسبة لدول الخليج تتخطى بأشواط المشروع النووي. وقال في هذا السياق «المشكلة مع إيران أكبر، فهي تشمل إثارة النعرات الطائفية، ودعم الأزمات في المنطقة فضلاً عن احتلال الجزر الإماراتية الثلاث». وقال عشقي إن رفع العقوبات سيؤمن لإيران عائدات مالية كبيرة. واعتبر في هذا السياق «رفع العقوبات يطرح تساؤلاً: أين ستضع إيران هذه الأموال؟ في خدمة شعبها أو تمويل الأزمات الإقليمية».