تجوب في هذه الأيام حافلات تحمل أبيات شعر شوارع أبوظبي وسط دهشة المارة الذين لم يألفوا الحروف العربية على وسائل النقل العام، وهي تندرج ضمن معرض «فن أبوظبي» المنصة السنوية لأعمال الفن المعاصر وفنون التصميم الذي اختتم السبت.
ويأتي وضع الأبيات الشعرية المنتقاة لشعراء إماراتيين على الحافلات العامة ضمن برنامج «دروب الطوايا» الذي أطلق للمرة الأولى بالتزامن مع المعرض الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للعام الخامس على التوالي.
ووضع فنانو غرافيك تصميمات حافلات النقل العام العشرين التي تجوب طوال اليوم مختلف الخطوط التي تمر وسط المدينة. وتضمن البرنامج كذلك أمسية شعرية شارك فيها 8 من شعراء الفصحى والنبطي على شاطئ البحر في خروج عن تقليد القراءات الشعرية التي تتم عادة في صالات مغلقة.
وقال طارق أبوالفتوح المنسق الفني للبرنامج لوكالة فرانس برس «من خلال بحثي في الثقافة المحلية والتاريخ استوقفني الشعر النبطي وفنون الأداء في التراث الإماراتي، وقد أعجبني استخدام كلمة «طوي» التي تعني بئر الماء بالمحلية، وهو مشتق من الفعل ينطوي، وكان من المثير أيضاً اكتشاف أن القوافل لم تكن تسير في طرق مستقيمة بل تتبع طرقاً متعرجة بحثاً عن الماء». وأضاف «هذا كله استدعى عندي قصيدة «إيثاكا» التي كتبها الشاعر الإغريقي كافافيس الذي كان مقيما في الإسكندرية، ومغزى القصيدة أن الرحلة أهم من الوجهة، وهكذا عملت على تطوير مشروع يربط جزيرة السعديات التي ستكون مركزا مستقبليا للفن المعاصر بالأجزاء الأخرى من المدينة، عبر طرق تسلكها حافلات النقل العام، وقد قام بتصميم هذه الرحلات 4 فنانين تفاعل كل واحد منهم بشكل خاص مع هذه الفكرة».
تخلل هذه الرحلات برنامج توزع على أربعة مواقع في المدينة تحمل أهمية دلالية، وتعبر عن فترات زمنية مختلفة تجسد ماضي المدينة وحاضرها ومستقبلها، لترتبط المحطات المختلفة بأعمال فنية متحركة من خلال مداخلات يقوم بها فنانون معاصرون في الحافلات التي تتحرك بشكل دوري على خط المشروع.
ويضيف أبوالفتوح «أردت أن يكون الشعر متحركاً في المدينة، حتى أقيم علاقة بين الشعر والمدينة في يومياتها، فأربط بين جزيرة السعديات المستقبل ومدينة أبوظبي الآن. إنها تجربة بحاجة إلى رصد تفاعل أو ردود فعل المتلقي العربي على الأقل في المدينة، والذي اعتاد على الإعلانات على الحافلات، سيكون مثيراً أن نطبق ذلك بلغات أخرى في خطوة لاحقة ربما».
وستبقى الحافلات «الشعرية» تتحرك بين محطات المدينة الرئيسة لمدة شهر بالتعاون مع دائرة النقل في أبوظبي.