قالت وزارة التربية، إن «اجتماع الدورة العادية المائة للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الذي تستضيفه البحرين اليوم، يناقش إنشاء قناة فضائية عربية ثقافية مشتركة، تكون معبرة عن الحضارة والثقافة العربية، ومعززة للغة العربية أداةً وفكراً».
وقال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي رئيس لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلم والثقافة، إن: «مملكة البحرين خطت في السنوات الأخيرة خطوات كبيرة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لتتبوأ مركزاً متقدماً في مؤشر التعليم للجميع على المستوى العربي، مضيفاً أن المملكة صنفت ضمن الدول ذات الأداء العالي، واقتربت إلى حد كبير من تحقيق أهداف التعليم للجميع حسب ما جاء في التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2012، بفضل الدعم والمساندة للتربية والتعليم من القيادة الحكيمة».
وأضاف الوزير، أن «احتضان البحرين اليوم الثلاثاء، لأعمال الدورة العادية المائة للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» في البحرين، يعني في دلالتها ومناسبتها التاريخية، الكثير على المستوى التربوي والتعليمي والثقافي من جهة، وعلى مستوى اكتمال العقد العربي بحضور أغلب الدول العربية من جهة ثانية، مشيراً إلى أن هذا الحضور، يأتي تأكيداً لدور البحرين العربي، وإيمانها الراسخ، قيادة وشعباً، بأهمية وحيوية العمل العربي المشترك في المجالات كافة، وفي مقدمتها مجال اختصاص منظمة الألكسو».
وأكد النعيمي، أن «البحرين قطعت شوطاً كبيراً في مجال تحقيق التعليم الأساسي للجميع كحق من حقوق الإنسان، وتوفير أفضل الخدمات التربوية والتعليمية لجميع فئات المجتمع، بما في ذلك دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم، موضحا أن أكثر من نصف مدارس البحرين الحكومية أصبحت مدارس للدمج لمختلف فئات الإعاقة، وفي خط موازٍ تم إنشاء مركز لرعاية الطلبة الموهوبين من مختلف الفئات والأعمار، مع الحرص على بذل كل الجهد لتنفيذ توجهات قيادتنا الحكيمة المتعلقة ببناء مجتمعٍ متعلمٍ والاهتمام بالعنصر البشري كثروة من ثروات البلاد. ويأتي ذلك في سياق التأكيد على التزام البحرين بتحقيق أهداف التعليم للجميع والأهداف التنموية للألفية الثالثة».
ومن جانبه قال وكيل الوزارة لشؤون التعليم والمناهج عبدالله المطوع رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، إن:» اختيار مملكة البحرين لاحتضان الدورة المئوية الأولى لهذا المجلس، جاء لما تتمتع به البحرين من سمعه طيبة وريادة مشهود لها في المجال التعليمي، مضيفاً أن من جميل الصدف أن تكون البحرين هي التي احتضنت الدورة الاستثنائية الأولى أبريل 1979، وها هي اليوم تحتضن الدورة المئوية الأولى للمجلس».
وأضاف المطوع أن «جدول أعمال هذه الدورة حافل بالعديد من القضايا المحورية التربوية، فإضافة إلى متابعة تنفيذ القرارات السابقة وتقارير المدير العام للدورة 99، واستعراض ومناقشة الأنشطة خارج البرامج وإقرارها، واستعراض الميزانية للعامين 2015-2016 ومناقشتها، وكذلك موازنة المركز العربي للترجمة والوظائف الشاغرة بالمنظمة، سيتم عرض ومناقشة الدراسة الشاملة والموسعة حول أهمية وأهداف إنشاء قناة فضائية عربية ثقافية مشتركة، تكون معبرة عن حضارتنا وثقافتنا العربية، ومعززة للغة العربية أداةً وفكراً، في إطار الحفاظ على الهوية العربية متمثلة في لغتنا الأم، والاهتمام بها على أنها وعاء للمعرفة، وسبيل الأمة نحو التوجه إلى مجتمع المعرفة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول العربية، استناداً إلى دور اللغة في هذه المجالات».
وقال المطوع إن: «هذا المشروع سيحقق العديد من النتائج المهمة على الصعيدين القومي والوطني، أهمها:» توطين المعرفة بلغة المجتمع وإتاحتها له، وحماية الهوية العربية والثقافية العربية، وترقية اللغة العربية والحفاظ على مكانتها بين اللغات العالمية الحية، وربط مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي العربي بالقوى العاملة العربية ونقل المعرفة لهـــا، وتسهيـــل تــداول المعرفــة المتخصصة، ومن ثم رفع الإنتاجية والقدرات المعرفية والابتكار، وتعزيز قيام الصناعات والخدمات القائمة على المعرفة، والارتقاء بتداول اللغة العربية في الأنشطة الإعلامية والإعلانية والوسائط المتعددة، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى استعراض نتائج التقييم الفني لمشروع النهوض باللغة العربية ومناقشتها، وهو المشروع الأكثر أهمية في مجال تحقيق الأهداف التي تؤكد على البعد القومي للأمة العربية».
وأضاف أنه «سيتم التطرق إلى إعادة هيكلة المنظمة العربية بما يتواءم مع التحولات والأدوار الجديدة، موضحاً أن الهيكل التنظيمي الحالي قديم، ولم يعد يستوعب كافة متطلبات العمل ومستجداته على الصعيدين الإقليمي والدولي».
من جانبه أعرب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» عبدالله محارب، عن شكره إلى مملكة البحرين وحكومتها لاحتضانها الدورة المئوية الأولى، مشيراً إلى أن هذا الاحتضان يؤكد أن البحرين، تتمتع بدور محوري وبارز في هذه المنظمة».
وقال محارب، إن: «هذه الدورة المئوية دورة مفصلية ستناقش مقترح إعادة هيكلة المنظمة، اضافة إلى مناقشة مسألة تحسين أوضاع التعليم في الصومال، التي تعاني من نقصٍ في هذا الجانب، فهي بحاجة إلى مدارس وصفوف دراسيـــــة، إلى جانـــــب الوسائـــل التعليمية المناسبة لتلقي العلم والمعرفة. كما ستناقش الدورة طرق الاستفادة من الورش التدريبية التي تعقد للمعلمين والموجهين في بعض الدول العربية، ومدى تحقيق استفادة أكبر منها، وذلك من خلال الاقتراح المقدم بإنشاء مراكز لتدريب المعلمين في بعض تلك الدول، والتي تعمل تحت إشراف منظمة الألكسو».