عواصم - (وكالات): أعلن مصدر أمني ليبي «مقتل 8 أشخاص وإصابة 49 في مواجهات عنيفة بين الجيش ومجموعة أنصار الشريعة الإسلامية في بنغازي شرق البلاد»، بينما دعت الحكومة سكان المدينة إلى الهدوء بعد المواجهات. وفي بيان، قالت الحكومة «نطلب من أهلنا في بنغازي ضرورة التزام الهدوء حتى تتمكن السلطات الأمنية من ضبط الموقف الأمني من خلال الغرفة الأمنية والقوات الخاصة وقوات الأمن والتعاون الكامل معها». واندلعت المواجهات عند تعرض دورية من القوات الخاصة لهجوم قرب المقر العام لأنصار الشريعة حسب ما قال المتحدث الرسمي باسم قوات الصاعقة الليبية الخاصة العقيد ميلود الزوي.
وأضاف أن «الجيش قام بالرد ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة».
وهذه المواجهات هي الأولى من نوعها بين جماعة متشددة والجيش. لكن جماعة أنصار الشريعة أعلنت أن دورية تابعة لها تعرضت لحادث إطلاق نار في الساعات الأولى من صباح أمس من قبل بعض أفراد القوات الخاصة والصاعقة بالجيش الليبي ما نجمت عنه الاشتباكات بين الطرفين . وقالت الجماعة إن «الأمر تطور وتفاقم بذهاب المهاجمين إلى منطقة رأس اعبيدة وتعديهم على العيادة الخيرية والإذاعة المسموعة وعيادة المس وعلاج السحر واشتبكوا هناك مع شباب المنطقة بعدما قاموا بالرمي بمضادات الطيران وقواذف الآر بي جي، مما سبب ذعراً للناس وأثاروا حفيظة أهالي المنطقة». وجرت أيضاً مواجهات بين الجانبين في أحياء أخرى من المدينة خصوصاً قرب عيادة خيرية تابعة لأنصار الشريعة. وكشفت تقارير أن دوي انفجارات وإطلاق نار سمع في مختلف الأحياء، كما أحرق سكان غاضبون أحد مقار المجموعة المتشددة. وتستمر مساع التهدئة التي يجريها عدد من مشايخ وأعيان وحكماء مدينة بنغازي لوقف إطلاق النار بين الطرفين. وقد تأسست جماعة أنصار الشريعة بعد إعلان تحرير البلد اثر سقوط نظام معمر القذافي السابق في 23 أكتوبر 2011 في مدينة بنغازي ومن ثم تشكلت فروع عدة لها في مصراتة وسرت ودرنة وعدد من المدن الليبية الأخرى. نسبت إلى الجماعة مسؤولية اغتيال قضاة ومسؤولين أمنيين في بنغازي كما يشتبه في ضلوعها في الهجوم الذي قتل فيه السفير الأمريكي و3 أمريكيين آخرين في سبتمبر 2012. واستفادت الجماعة من الفراغ الأمني بعد سقوط نظام معمر القذافي وتسيطر على أحياء في بنغازي وسرت ودرنة. كما تسيطر الجماعة على المنفذ الغربي لبنغازي. وتواجه الحكومة الليبية الانتقالية صعوبات في إنشاء قوات جيش وشرطة وتستعين بانتظام بالثوار السابقين الذين حاربوا النظام السابق لفرض الأمن. لكن السلطة المركزية لم تعد تسيطر على هذه المجموعات التي تفرض القانون في البلاد. وتأتي أعمال العنف في بنغازي فيما اتخذت السلطات الليبية خطوات لإخراج الجماعات المسلحة من طرابلس بسبب الاستياء الشعبي في العاصمة.