عواصم - (وكالات): أكد مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية أن «رفع العقوبات الجزئي عن إيران الذي تقرر بموجب اتفاق جنيف لا يعني أن «موسم الأعمال» مع إيران قد فتح أو أن الاقتصاد الإيراني سيشهد تحسناً كبيراً».
وأضاف المسؤول أن «أي شركة أو أي مصرف أو أي وسيط يظن أن موسم الأعمال في إيران قد فتح هو مخطئ كثيراً».
وأوضح أن رفع العقوبات الجزئي المنصوص عليه في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف بين إيران والدول الست الكبرى «الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وألمانيا» والبالغة قيمته 7 مليارات دولار، حصة الإجراءات الأمريكية منها 4.2 مليار دولار، هو «برنامج جد متواضع».
وتابع أنه «قياساً إلى حجم الضائقة الاقتصادية التي تمر فيها إيران حالياً فإن الأثر الاقتصادي لهذا التخفيف ضئيل». وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن إجمالي الناتج المحلي الإيراني تقلص بنسبة 5% في 2012 وسيفعل الأمر نفسه هذا العام بنفس النسبة تقريباً، في حين فقد التومان الإيراني نحو 60% من قيمته في غضون عامين «وحتى إذا ارتفع قليلاً» بفضل الاتفاق «فهو لن يعود إلى المستوى الذي كان عليه قبل عام ونصف».
من جهة أخرى، قال مسؤول أمريكي كبير إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ظل حتى اللحظة الأخيرة يتخوف من فشل مفاوضات جنيف، كاشفاً أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو أيضاً ثمرة مفاوضات سرية بدأت قبل أشهر في سلطنة عمان.
وذكر المسؤول الكبير في الخارجية الأمريكية إن «خطة العمل» التي تم التوصل إليها بين إيران ومجموعة الست ليست ثمرة مفاوضات جنيف وحسب بل أن الإعداد لها بدأ قبل أشهر خلال مفاوضات سرية جرت في سلطنة عمان بين مسؤولين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية من جهة وآخرين إيرانيين من جهة ثانية.
وأضاف أن سلطنة عمان، قامت بدور وساطة بالغ الأهمية، مضيفاً أن كيري كانت له، حتى منذ ما قبل توليه مهام وزارة الخارجية في الأول من فبراير الماضي، أي حين كان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، اليد الطولى في إطلاق المفاوضات السرية.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس كانت على علم بوجود مباحثات سرية بين إيران والولايات المتحدة، موضحاً أن نظيره الأمريكي جون كيري أبلغه بها.
وقد دافع الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يتعرض لانتقادات إسرائيل ونواب جمهوريين، عن اعتماده النهج الدبلوماسي مع إيران بعد التوصل إلى اتفاق مرحلي حول برنامجها النووي.
وقال الرئيس الأمريكي إن تبني خطاب «قاس قد يكون سهلاً من وجهة نظر سياسية، ولكن ليس هذا ما ينبغي القيام به من أجل أمننا».
وأضاف أوباما «لا يمكننا أن نغلق الباب أمام الدبلوماسية، ولا يمكننا استبعاد حلول سلمية لمشاكل العالم».
وأعلنت الخارجية الإيرانية، أن بعض ما نشره البيت الأبيض الأمريكي حول الاتفاق تتناقض مع نصه.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن بعض الإيضاحات والمصطلحات الواردة في إعلان البيت الأبيض تتناقض مع نص الاتفاق.
وذكرت أفخم، أن نص برنامج العمل المشترك الذي يضم 4 صفحات، هو نتيجة للاتفاقات الحاصلة بمفاوضات جنيف وأن جميع عبارات وكلمات النص قد نظمت آخذة بالاعتبار ملاحظات جميع الأطراف وأن أحد أسباب إطالة أمد المفاوضات هو رعاية الدقة في اختيار وإدراج المصطلحات في نص برنامج العمل المشترك خاصة من جانب الوفد الإيراني المفاوض.
من جهة ثانية، قالت شركة النفط الوطنية الإيرانية إن إيران وقعت اتفاقاً مبدئياً لإمداد أندونيسيا بتكنولوجيا وخدمات في قطاع النفط بعد يومين من توقيع الاتفاق النووي التاريخي مع الغرب.
من جانب آخر، يسود تفاؤل حذر بين التجار في دبي بشأن التأثير المحتمل للاتفاق النووي نظراً لشدة تعقيد الاتفاق المبدئي وتوقعات ببطء وتيرة التنفيذ.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران تريد إعادة إطلاق التجارة الإقليمية مع شركائها في آسيا وأوراسيا في منظمة التعاون الاقتصادي التي «لا يمكن تبرير» ضعفها الحالي.
وقد تأسست منظمة التعاون الاقتصادي في 1985 من قبل إيران وتركيا وباكستان. وتضم 7 دول أخرى هي أفغانستان وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان.