كشف الصحافي يوسف البنخليل في كتابه الجديد “حرب اللاعنف في البحرين.. هكذا تم تجنيدي لإسقاط النظام”، عن وجود 5 منظمات تعمل ضد البحرين منذ بدءأحداث فبراير 2011، وجميعها له نشاط واسع في دولة قطر، وتشمل هذه المنظمات مؤسسات “راند” و«بروكنغز” و«كارنيغي” للسلام ومشروع النهضة وأكاديمية التغيير. وورد في الكتاب الذي طرح حديثاً في الأسواق تزامناً مع معرض البحرين الدولي للكتاب، أن 3 من هذه المنظمات أمريكية الأصل، ولها فروع في العاصمة القطرية الدوحة، في حين أن منظمة واحدة وهي مشروع النهضة أسست محلياً في قطر، ومنظمة واحدة تأسست في العاصمة البريطانية لندن ولها فرع في قطر. فيما يتعلق بالمنظمات الأمريكية فإنها تشمل مؤسسة راند للأبحاث، وهي مؤسسة أسست عام 1948، وتعد أول مؤسسة بحثية تقدم أبحاثها للقوات المسلحة الأمريكية، وتحظى حالياً بتمويل رسمي من واشنطن، ومجموعة من صناديق الوقف المالية في الولايات المتحدة، وتختص المؤسسة بإجراء الأبحاث في العديد من المجالات المتنوعة. وحسب ما ورد في الكتاب فإن المنظمة تلقت طلباً من مكتب وزير الدفاع الأمريكي عام 2008 لإعداد دراسة حول حركة كفاية المصرية باعتبارها نموذجاً لمبادرات الإصلاح والتغيير السياسي في الشرق الأوسط “Grassroots Reform Initiative”، والهدف من الدراسة التأكد من إمكانية استخدام القوة السياسية في التغيير من الأسفل إلى الأعلى بدلاً من الأعلى إلى الأسفل، وخلُصت الدراسة إلى إمكانية دعم الولايات المتحدة لحركات التغيير الشبابية، وقدمت 5 توصيات خطيرة. وتشمل التوصيات التي قدمتها مؤسسة راند لمكتب وزير الدفاع الأمريكي، دعم الجماعات والقوى السياسية الإصلاحية في العالم العربي من قبل الحكومة الأمريكية بشكل غير مباشر ومن خلال منظمات غير حكومية، وممارسة الضغوط على الأنظمة الاستبدادية العربية عبر وسائل الإعلام للاستجابة إلى الإصلاحات. واقترحت التوصية الثانية على الولايات المتحدة وضع أفضل الوسائل وتقييم الظروف السياسية المحلية في البلدان العربية التي تشهد ظهور حركات إصلاح سياسي، لضمان دعم القوى الأفضل والأكثر شعبية، وأن تكون أكثر قدرة على الانفتاح مع الجماعات والقوى السياسية التي تنبذ العنف وتسعى للتغيير السلمي. ودعت الإدارة الأمريكية إلى تكوين شبكة دولية لدعم الجماعات المطالبة بالإصلاح في الوطن العربي، لضمان استمرار أنشطتها خلال أوقات القمع، وينبغي أيضاً الدفاع عن الإعلاميين والمدونين كجزء من عملية الضغط على الحكومات لتحمل جهود الإصلاح، وبالمقابل يجب أن تشجع الولايات المتحدة جماعات الإصلاح السياسي لمد شبكة اتصالاتها في الخارج على نطاق دولي أوسع. وتضمنت التوصيات الطلب من الإدارة الأمريكية تشجيع المنظمات غير الحكومية لتقديم التدريب للناشطين السياسيين والحقوقيين، بحيث يشمل بناء التحالفات السياسية، وكيفية التعامل مع الخلافات الداخلية خلال عملية المطالبة بالإصلاح الديمقراطي، واقتراح أن يكون هناك دور للمعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الوطني الديمقراطي لتنفيذ التدريب، علماً أن المعهد الوطني الديمقراطي “إن دي آي” كان له نشاط واسع في البحرين قبل سنوات، إلى أن أوقفت الحكومة أنشطته بعد أن رفض الاستجابة لطلب حكومة البحرين تصحيح أوضاعه القانونية. وتشمل التوصية الرابعة لمؤسسة راند ضرورة مساعدة دعاة التغيير والإصلاح السياسي في الحصول على استخدام تكنولوجيا المعلومات من خلال دعم الشركات الأمريكية للاستثمار في البنية التحتية للاتصالات والمعلومات في العالم العربي، بهدف ضمان استمرار مواقع الجماعات السياسية الداعية للإصلاح بعيداً عن الرقابة الحكومية لضمان استمرار انتشار رسائلها على المستوى الدولي. وترى التوصية الأخيرة ضرورة دعم دعاة الإصلاح الديمقراطي لتقديم برامج الخدمة الاجتماعية “تشمل الصحة والتعليم.. إلخ”، والهدف من ذلك إقامة شراكة داخلية على المستوى المحلي بين مختلف الأطراف في المجتمع، بحيث تكون هذه البرامج مدخلاً للدعم الجماهيري والتجنيد السياسي لاحقاً. المؤسسة الثانية المذكورة في الكتاب هي مؤسسة بروكنغز، وتعد من أقدم مراكز الأبحاث الأمريكية، تأسست عام 1916، وتختص بمجال الأبحاث والتعليم في العلوم الاجتماعية والاقتصاد والسياسة والحكم والسياسة الخارجية والتنمية الدولية، وتهدف إلى تعزيز الديمقراطية الأمريكية، وخلق بيئة من العدالة الاجتماعية والثروة الاقتصادية للأمريكيين، وضمان الأمن والتعاون الدولي. توجهت المؤسسة منذ عام 1995 إلى إنشاء العديد من المراكز والمعاهد المتخصصة التابعة لها، ومن أبرزها مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط الذي تأسس بتمويل حاييم سابان وهو أحد كبار ملاك وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية بمبلغ 13 مليون دولار، وتم تأسيس مركز بروكنجز في العاصمة القطرية الدوحة أكتوبر 2007، وتحظى المؤسسة بتمويل من الحكومة الأمريكية ومؤسسة كارنيجي وحكومة قطر وشركة إكسون موبيل. وفيما يتعلق بأدوار هذه المؤسسة خلال الفترة الماضية، فإنها تشمل إجراء الأبحاث والدراسات المتعلقة بالربيع العربي، والاتجاهات المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط، وتأثيراتها على السياسة الأمريكية، والصراع العربي ـ الإسرائيلي، إضافة إلى إشراك الشباب العربي بإبداء آرائهم من خلال دعم الأبحاث المتعلقة بمعالجة تحديات وقضايا الشرق الأوسط، وتمويل أكاديمية التغيير. المؤسسة الثالثة من ضمن المؤسسات الأمريكية الناشطة ضد البحرين هي مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، تأسست عام 1910 بهدف تعزيز دور الولايات المتحدة الأمريكية دولياً، ولديها العديد من البرامج الميدانية والمشاريع البحثية وتم تقديم العديد منها لدولة قطر الشقيقة، ومن أبرز هذه المشاريع برنامج الديمقراطية وسيادة القانون وهو البرنامج الذي تم تدشينه ليكون برنامجاً فاعلاً من ضمن أدوات السياسة الخارجية الأمريكية لنشر الديمقراطية في البلدان العربية. وقدمت مؤسسة كارنيغي العديد من المبادرات لمنطقة الشرق الأوسط، منها مبادرة لدعم مشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية، وإجراء العديد من الدراسات المتعلقة بالإصلاحات السياسية المطلوب إحداثها في المنطقة، ومبادرة أخرى لإعادة بناء مؤسسات الدولة العصرية في بلدان واجهت التغيير السياسي، ومبادرة لتطوير الأحزاب السياسية. وقدمت المؤسسة عام 2002 مشروع “كارنيغي للشرق الأوسط”، والهدف منه إحداث تحولات سياسية عميقة لضمان التطور السياسي في العالم العربي، واستطاع المشروع تكوين شبكة دولية من الباحثين والصحافيين والمؤسسات في المنطقة. وساهمت أنشطة المؤسسة المتعلقة بالمنطقة العربية بإنشاء مركز كارنيغي للشرق الأوسط ومقره العاصمة اللبنانية بيروت، من أجل توسيع الأنشطة في البلدان العربية، وكان أبرزها تقديم العديد من المشاريع للحكومة القطرية. كذلك من المؤسسات العاملة في العاصمة القطرية التي نشطت ضد البحرين بحسب كتاب البنخليل مشروع النهضة، الذي يعد مشروعاً من ضمن أنشطة مؤسسات المجتمع المدني وأسس على يد الباحث القطري د.جاسم سلطان، ومن خلال هذا المشروع انبثقت العديد من المشاريع، مثل تأسيس شبكة الجزيرة الفضائية، وتدشين موقع إسلام أون لاين، ومشروع الجزيرة توك، وقناة دليل الفضائية. المؤسسة الخامسة هي أكاديمية التغيير، تأسست في لندن مارس 2006 ومهمتها التثقيف والتدريب على التغيير السياسي في ضوء مفهوم حرب اللاعنف، وأسست الأكاديمية فرعاً لها في العاصمة القطرية الدوحة 6 سبتمبر 2009، ثم فرع آخر في العاصمة النمساوية فيينا 1 مايو 2010. وساهمت في تدريب مجموعات من الشباب العرب في مصر وتونس ودول أخرى على تكتيكات صراع اللاعنف، وأصدرت العديد من الكتب والمطبوعات حول علوم وفنون صراع اللاعنف باللغة العربية. وعملت الهيئة على تهيئة وتدريب حركات التغيير في مصر وتونس وليبيا وسوريا، وبدأت في طرح برامج تستهدف الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا بهدف تفعيل دورهم من أجل ضمان استمرار الضغط الدولي على الحكومات العربية لتبدأ التغيير الفوري والاستجابة لمطالب الشعوب العربية باسم الحرية والديمقراطية.