قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أنه محل للفخر والاعتزاز لكل بحريني أن نرى السير في مشروع طريق اللؤلؤ ينال اعترافاً دولياً من منظمة «اليونسكو» يتمثل في إدراجه في قائمة التراث الإنساني العالمي، في بلورة للرمزية التي يمتلكها اللؤلؤ البحريني واستذكارٍ لما له من صيت ميز موقع البحرين جغرافياً وتجارياً وثقافياً.
وتسلّم صاحب السمو الملكي ولي العهد، أمس، شهادة إدراج موقع طريق اللؤلؤ في قائمة التراث الإنساني العالمي من ممثل اليونسكو ندى الحسن رئيسة قسم الدول العربية في مركز التراث العالمي لدى المنظمة في حفل إدراج الموقع الذي أقيم في قلعة بو ماهر- وهو جزء من المشروع - بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.
وأشاد سموه بالجهود الوطنية البارزة ومن خلال وزارة الثقافة في تحقيق هذا الإنجاز ليكون الموقع الثاني الذي يضاف للقائمة من مملكة البحرين بعد قلعة البحرين في 2005، وكذلك الاحتفاء بمكانة اللؤلؤ في الوعي البحريني باقترانٍ بين ما يحمله من قيمة حضارية مع ذاكرة المكان، ضمن سلسلة جهودها المميزة في إظهار ما تمتلكه من مخزون تاريخي وتراثي للمملكة، مما يحظى بدعم واهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى نظراً لأهمية دور هذا القطاع في الحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية للمملكة وإبراز غناه وتنوعه.
وقال إن الاحتفاء بالقيمة الحضارية التي يمثلها اللؤلؤ في الوعي البحريني يحمل دلالات عديدة على القيم التاريخية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك ما يرمز إليه من تواصل البحرين منذ القدم مع مختلف الدول والشعوب امتد عبر مختلف الحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض.
وأشار إلى أنه حري بكل بحريني أن يفتخر بمثل هذه المواقع التاريخية وأن يعرف أبناءه بها من خلال القنوات المتاحة عبر برامج وزارة الثقافة المختلفة، لكي يكونوا سفراء ملمين بهذا الجانب المهم من عبق الهوية البحرينية الجامعة فهذا دور يقع على عاتق جميع المواطنين الذي يعتزون ببلدهم و تاريخه الغني المتنوع.
واطلع سموه، خلال الحفل، على مركز الزوار بقلعة بو ماهر والخارطة التوضيحية لمسار طريق اللؤلؤ ونموذج المواقع التي يمر عليها مساره، منوهاً سموه بما يتميز به المسار من المحافظة على الطابع العمراني الذي تلازم مع هذه الحرفة التقليدية الجمالية الذي ذاع صيتها عالمياً منذ القدم لكي يزيد الإلمام بالبيئة المحيطة بها داخل وخارج البحرين مع التعرف على المكونات الاجتماعية والشعبية التي ترافقت معها.
ويبدأ «طريق اللؤلؤ» من شاطئ بوماهر، لينتهي في مجلس بيت سيادي، الذي سيكون المتحف الرئيسي للؤلؤ، وسيمر الطريق ببيت الغوص، ثم بيت الجلاهمة وبيت بدر غلوم للطب الشعبي، ثم بيت يوسف العلوي، وبيت فخرو، وبيت ومجلس مراد، وبعض المحلات والعمارات في سوق القيصرية، كعمارة يوسف عبد الرحمن فخرو، وراشد فخرو، ثم بيت النوخذة، وبيت ومسجد سيادي.
من جانبها، رحبت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفل إدراج الموقع وهو مشروع راهنت عليه الوزارة كأحد مشاريع البنية التحتيّة السّياحيّة في المملكة للعام 2013.
وتطرقت للأهمية التاريخية لهذا الموقع واتصاله بحركة الاقتصاد والتجارة وارتباطه بحياة الناس عبر باقي محطات طريق اللؤلؤ، مشيرة إلى ما يوفره مركز المعلومات من توثيق لتاريخ هذا الموقع ابتداء من قلعة بو ماهر منذ عام 1840.
وأكدت تواصل الخطى في هذا المشروع لاكتمال جميع مراحله وتنفيذها كما جميع المشاريع الثقافية والتأسيسية الأخرى التي تضطلع بها الوزارة، شاكرة ومقدرة الدعم والتفاعل الرسمي وكذلك متابعة وتشجيع القطاعات الأهلية والمهتمين بالساحة الثقافية داخل وخارج البحرين.
وقال مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي د.منير بوشناقي إن إنشاء مركز معلومات قلعة بوماهر يعمل كأداة ثقافية تتوافق مع رؤية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) التي تسعى إلى تعريف العالم بالتراث كأحد أوجه الثقافة الإنسانية.
وأضاف أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يضع التوعية بالتراث العالمي في الوطن العربي على قائمة أولوياته، مشيراً إلى أن إدراج طريق اللؤلؤ في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2012، إضافة إلى افتتاح مركز معلومات قلعة بوماهر، سيعمل على إبراز اسم البحرين كدولة فاعلة على خريطة الحفاظ على التراث الإنساني حول العالم.