يقول لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه: «يا بني، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة. يا بني، لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته، إلا جعلت في الضمير أن ذلك خير لك. يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء. يا بني، تعلم من العلم ما جهلت، وعلم ما علمت، وإذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس لعل أن يطلع عليهم برحمته فيرحمك معهم. يا بني، اتخذ تقوى الله تعالى تجارتك يأتيك الربح من غير بضاعة. يا بني، احضر الجنائز، فإن الجنائز تذكرك الآخرة. يا بنى، لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم. يا بني، إنك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة، فدار أنت إليها تسير، أقرب من دار أنت عنها ترحل. يا بني، لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسيطاً، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء. يا بني، عود لسانك أن يقول: «اللهم اغفر لي»، فإن لله ساعات لا ترد. يا بني، إذا أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه قبل ذلك، فإن أنصفك عند غضبه، وإلا فاحذره. يا بني، لا تكن أعجز من الديك الذي يصوت بالأسحار وأنت نائم على فراشك.