استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى اليوم الأحد بحضور صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء في قصر الروضة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر يرافقه أعضاء هيئة كبار العلماء بجمهورية مصر العربية وذلك للسلام على جلالته بمناسبة زيارته للمملكة تلبية لدعوة رسمية .
وفي بداية اللقاء تفضل جلالة الملك المفدى بالقاء الكلمة السامية هذا نصها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
يسعدنا الترحيب بكم على أرض مملكة البحرين التي أحب أهلها العلم والعلماء منذ بزوغ فجر الإسلام ، حيث تعطرت أرجاؤها بعبير رسالة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى حاكمها يومئذٍ ، ليدخل أهلها الإسلام مختارين ، مؤدين خراجهم بحب ووفاء للإسلام وأهله في كل مكان .
صاحب الفضيلة ،،
إنَّ وسطية نهج الأزهر الشريف ظلت عبر العصور منارة يؤمها كل راغب في العلم والفكر المستنير من شتى أرجاء عالمنا الإسلامي ، وكان لأهل البحرين حظ وافر من ذلك ، حيث يُكِنُّ أهلُها للأزهر الشريف وعلمائه ومفكريه كل حب واحترام . وإنَّه لمن التوافق المحمود اهتمام الأزهر الشريف في ظل رئاستكم الموقرة بكل ما يجمع الناس ويؤلف بينهم من خلال (بيت العائلة المصرية) بنهجها الإصلاحي وحِسِّهَا الوطني ، التي تُمَاثِلُ في مقصدها وغايتها ما انتهجناه في مملكة البحرين من اهتمامٍ كبير بتحقيق التعايش السمح بين الأديان والمذاهب والثقافات رغم تنوعها وتعددها ، إرساءً لدعائم وحدتنا الوطنية والمصالح الإنسانية المشتركة، وتعزيزاً لمسيرة التآلف والمحبة المتجذرة في مجتمعنا البحريني .
فحياكم الله بين أهلكم ، نزلتم على الرحب والسعة في أرض السلام والإسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ثم القا فضيلة الشيخ الامام الاكبر د. احمد الطيب شيخ الازهر الشريف كلمة قال فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الاطهار وصحبه الابرار
جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فاني اشعر انني مدين في البداية بتوجيه خالص الشكر وعظيم التقدير وعاطر الثناء الى جلالتكم والى مملكة البحرين الشقيقة شعبا وقيادة لتفظلكم بتوجيه الدعوة الكريمة التي شرفت باستقبالها وحرصت كل الحرص ان البيها بكل اعزاز وامتنان وفاء بحقكم وتقديرا لمكانتكم العزيزة الغالية وها انا ذا مع زملائي من هيئة كبار العلماء نشرف بلقاء جلالتكم ونسعد بالتواجد بين شعب البحرين الكريم
والان وبعد ان سمعنا الخطاب السامي لقائد من قادة الامة العربية نقرر ان الازهر الشريف يشارك في تاكيده كل المعاني الكريمة التي وردت في خطاب جلالتكم وعبرتم فيها عن ضمير الامة ومشاعر ابنائها
وتعلمون جلالتكم ان للوطن البحريني في عقولنا وقلوبنا مكانة خاصة فهو الوطن العريق الذي تلاقت فيه الحضارات والثقافات الانسانية واستطاع ان يستوعبها ويصوغ منها في ضوء ثقافته الاسلامية الغراء مزاجا متحضرا رائدا في المنطقة متميزا بالاعتدال والتوازن ومتسما بالتفتح والتسامح وسعة الافق والتعاون على العيش المشترك
واحسب اننا في مصر قد عشنا تجربة متشابهة وخبرة مماثلة في اعزاز الولاء للوطن والحفاظ على حقوق المواطنين والمساواة بينهم على اساس من المواطنة وحدها دون اي اعتبار اخر وتعلمنا ان الحوار في ظل التوافق الوطني هو السبيل الوحيد لاجتماع الكلمة واستقرار الوطن والحفاظ على المصالح وحماية المقدرات الوطنية
وقد طالعتنا صحف اليوم ان هناك حراك وطني ينطلق من تصور شامل لادارة الحوار وفق اصول مشروعة تدور حول التمسك بالدولة المدنية التي هي دولة المؤسسات والقانون وكذلك الاصلاح السياسي في اطار ما يقرره الدستور والقانون واحترام كل مكونات المجتمع البحريني وعدم تجاهل اي منها مع نشر ثقافة التسامح والتوافق والتكامل ونبذ العنف والكراهية والطائفية
ويسعدني ان اقول انها المبادئ ذاتها التي قامت عليها وثيقة الازهر الاولى التي اتفقت عليها كلمة المجتمع المصري بكل اطيافه ومؤسساته السياسية والفكرية وانعكست بوضوح في مواد الدستور الجديد لمصر
ونحن اذ نسعد بزيارة مملكة البحرين في ظل هذا التوجه المبارك نثق انه سيبلغ جهدكم المشكور غايته المنشودة لتحقيق امال شعب البحرين في حياة امنة كريمة مستقرة
واثق ان جلالتكم تتفقون معنا في ان المقصد الاعلى للمسلمين هو توحيد كلمتهم وتحقيق تضامنهم وحماية استقلال شعوبهم والعيش في ظل الحرية والكرامة والمساواة وان الوحدة الوطنية لكل شعب من الشعوب الاسلامية هي الاساس لكل قوة حقيقية تجمع ولا تفرق تدوم ولا تنقطع وصدق الله العظيم : ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين
ولنتذكر دوما حكمة شاعرنا العربي القديم
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا
حضرة صاحب الجلالة ان الازهر الشريف اذ يشعر بالامتنان العميق والتقدير البالغ لجلالتكم يكرر شكره الجزيل واعتزازه بهذه الاريحية الكريمة وما لقيناه في رحابكم من حفاوة ومودة واخوة وحسن استقبال
ويطيب لي ان اقول في ختمام كلمتي ان الازهر الشريف سيظل ان شاء الله معكم والى جواركم وجوار شعب البحرين الشقيق حفظكم الله من كل شر وحفظ شعب البحرين من كل سوء ومكروه
اللهم انا نسالك رحمة تهدي بنا قلوبنا وتجمع بنا شملنا وترد بها عنا الفتن يارب العالمين
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
وقد أقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة عشاء تكريما لفضيلة الامام الاكبر د. احمد الطيب شيخ الازهر ، حضرها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء واصحاب السمو وكبار افراد العائلة المالكة الكريمة و رئيسي مجلسي النواب والشورى واعضاء المجلس الاعلى للشئون الاسلامية و وزراء ونواب و محافظ المحافظة الجنوبية والقائم باعمال السفارة المصرية لدى المملكة.