كتبت - عايدة البلوشي:
يؤكد الكثيرون أن المرأة في كل مكان لا ترغب بإطلاع أحد على سنها الحقيقي، وتعتبر ذلك شأناً خاصاً أو أمراً سرياً للغاية.
ومن وجهة نظر نواف علي فإن المرأة تستاء من السؤال عن عمرها الحقيقي، فتحاول أن تتهرب منه بإجابات غير واضحة «توني صغيرة .. كبرك.. في الثلاثين ..الخ»، لكنها أيضاً لا تكذب، « هروبها من السؤال لا يعني الكذب، فالمرأة بطبيعتها ربما تحب الحياة وهذا أيضاً لا يعني بأنها تخاف من الموت أو ما شابه، ربما السبب في نظرة المجتمع أو المحيطين بها يرون المرأة الصغيرة هي الفتاة المعطاء والجميلة والخ، لذلك نجدها تتهرب من واقع عمرها الحقيقي».
ويبدي ناصر دهشته من أن جميع النساء ممن تجاوزن الثلاثين بلا استثناء لا يحبون البوح بأعمارهن، «تجدها تخفي عمرها وتعتبر من يسألها عن عمرها متطفل أو يتدخل في أمورها الخاصة رغم أن هذا السؤال عادي جداً».
ويضيف: بلغت منتصف الأربعين ولا أرى حتى اليوم امرأة تعترف بعمرها حاولت البحث عن الأسباب الحقيقية، هل هو الحب في الحياة وأن كان ذلك، فهل الاختفاء في العمر يطول عمرها؟ ولم أتمكن الوصول إلى نتيجة أو الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة إخفاء المرأة لعمرها.
وعلى النقيض من ذلك تقول مريم حسن: قبل الحديث عن الموضوع فأنا أبلغ من العمر 25 سنة، ولا أخفي عمري، وأعتقد إخفاء العمر أمراً شخصياً وليست ظاهرة أو مشكلة لدى جميع النساء، فهناك الكثيرات ممن لا لديهم أية مشكلة عندما يسألن عن عمرهن، خاصة وأن المرأة إن أخفت عمرها لا تصغر ولا يزيد عمرها.
وتستدرك مريم: ربما يظن البعض، أنني مازلت في العقد العشرين من عمري، لذلك لا أخفي سني، ولكن لا أظن بأنني – لو وصلت إلى سن الخمسين- سأخفيه ولا أعتقد بأن هناك مبرراً أو داعياً لإخفاء العمر عند الإنسان سواء الرجل أو المرأة.
غير أن سناء محمد تنزعج عندما تسأل عن عمرها، معتبرة ذلك سؤالاً شخصياً، مردفة: يجب أن نضع حدوداً وليس كل ما يخطر ببال إنسان من سؤال واستفسار يسأل، فلا يحق لزميل أن يسال زميلاته عن عمرها وما الهدف والغاية أو الاستفادة من ذلك؟! لذلك عندما أرفض ذكر عمري لا يعني ذلك هروباً، بل أريد أن أصل رسالة للمتطفلين بأن هذا أمر شخصي. وتجد رقية أحمد أن عمرها «سري للغاية»، وترى أن كره المرأة للسؤال عن عمرها يكمن في كونها تحب الجمال، «في صغري كنت أحلم باليوم الذي أصبح فيه كبيرة كالنساء، فكنت أتردد كثيراً على والدتي، وأسألها كم أصبح عمري ومتى أكبر؟، وعندما أصبح عمري 14 عاماً فرحت، وبدأت أخطط لحياتي المقبلة، ومن يسألني عن عمري كنت أجيبه بعمر يزيد سنة عن عمري الحقيقي، وعلى العكس من الوقت الحالي، إذ أصبحت لا أجيب عن عمري الحقيقي».