عواصم - (وكالات): اتهم خطباء ساحات الاعتصام في محافظات عراقية، إيران «بقيادة عمليات قتل طائفية على الهوية في بلادهم، وانتقدوا ما قالوا إنه «تواطؤ من الحكومة العراقية في السكوت عن هذه الجرائم»، بينما دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني إلى «ترشيح وجوه جديدة كفؤة في الانتخابات المقبلة، وتشكيل قوة مسلحة تحمي سكان قضاء طوزخرماتو الشمالي من عمليات القتل اليومي التي يتعرضون لها».
وجددت المحافظات العراقية الغربية والشمالية الست «الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك ومناطق في بغداد»حراكها الشعبي أمس، تحت شعار «ماضون رغم إرهابكم»، في ساحات الاعتصام التي شهدت صلوات موحدة وخطب الجمعة التي أكدت المضي في الاحتجاجات حتى تنفيذ مطالب المعتصمين الذين دخلوا يومهم الـ 342 في حراكهم. وفي خطبة الجمعة بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الغربية، اتهم الخطيب الشيخ احمد عدوان الدليمي إيران بقيادة عمليات القتل على الهوية في العراق.
وشدد على أن البلد يعاني من مشكلة كبيرة هي غياب الامن وانعدام الخدمات والاغتيالات المنظمة في ظل العجز الحكومي وسيطرة إيران على الشارع العراقي وخضوع بعض المسؤولين لسياستها في العراق. وقال إن الحكومة الحالية عاجزة عن الدفاع عن شعبها فهي تلتزم الصمت، وكأن ما يحدث لا يعنيها.
ورفض الخطيب اتهامات رئيس الوزراء نوري المالكي للحراك الشعبي ووصفها بأنها ارهاصات، وخاطبه قائلاً: «إننا ماضون رغم إرهابكم وقتلكم واختطافكم وتهجيركم لأهل السنة»، وشدد على أن «قضية قتل أهل السنة وعلمائهم لن تموت أبدًا»، مشيرًا إلى أنّ «ساحات الاعتصام أمانة برقبة كل عراقي للمحافظة عليها، وعلى سلميتها ومطالب المحتجين فيها»، وهاجم قوات «سوات» الخاصة المرتبطة بمكتب المالكي «لقيادتها عمليات القتل والترهيب في الأنبار ووصفها «بالقذرة».
في شأن متصل، حذّر الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، من أن مستقبل بلاده كدولة موحدة ومستقلة يواجه الخطر بسبب ما اعتبره العداء الطائفي بين السنة والشيعة، وكشف أن «حكومة إقليم كردستان العراق قد تتجه إلى الاستقلال إذا ما واجهت ضغوطاً أكبر من حكومة نوري المالكي».
وقال في مقابلة مع صحيفة «الأندبندنت» البريطانية إن «الشعب العراقي سيتفكك وتنهار حكومته ويصبح من السهل على القوى الخارجية السيطرة على البلاد، وسيكون الظلام هو المستقبل القريب للعراق بسبب انتشار الطائفية، مشيراً إلى أن وقوفه ضد الطائفية جعله يفقد التأييد بين أنصاره».
وأضاف الصدر أن «إدارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فاسدة وطائفية وعاجزة».
وأشار إلى أنه «حاول مع زعماء عراقيين آخرين استبدال المالكي، لكنه بقي في منصبه بسبب الدعم الذي حظي به من قوى أجنبيه وتحديداً الولايات المتحدة وإيران».
وقال الصدر «ما يثير الدهشة حقاً هو أن الولايات المتحدة وإيران اتخذتا قراراً بشأن شخص واحد، لذلك فإن المالكي قوي لأنه معتمد من قبل الولايات المتحدة وإيران وبريطانيا». ميدانياً، ارتفعت حصيلة قتلى التفجيرات والقتل في العراق أمس إلى 51 قتيلاً، وقد سقط معظمهم في عمليات إعدام جماعية، بحسب مصادر أمنية وطبية.
وجرت هجمات الأمس خصوصاً في مدينة بغداد ومحافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين السنية إضافة إلى مدينة كركوك المتعددة الأعراق.
وأعلنت مصادر طبية وأمنية عراقية مقتل 51 شخصاً في العراق بينهم 28 بعد خطفهم من قبل مسلحين شمال مدينة بغداد وشرقها، في أعمال عنف جديدة تذكر بالنزاع الطائفي الذي شهدته البلاد قبل سنوات.
وتأتي الهجمات غداة مقتل 38 شخصاً في هجمات بينها 12 سيارة مفخخة في عموم العراق، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. وأدت الهجمات اليومية خلال الأسبوع الماضي في عموم العراق إلى مقتل نحو 200 شخص، فيما قتل أكثر من 6 آلاف في عموم البلاد خلال الأشهر الماضية من العام الجاري. ويشهد العراق منذ أبريل الماضي تصاعداً في أعمال العنف التي يحمل بعضها طابعاً طائفياً.
وتأتي الهجمات الأخيرة في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 30 أبريل المقبل.
من جهة أخرى، كشفت مصادر أن تركيا وكردستان العراق وقعتا حزمة عقود في وقت سابق هذا الأسبوع يصدر بموجبها الإقليم العراقي شبه المستقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية عبر خطوط أنابيب من خلال تركيا.
وأضافت المصادر أن الاتفاقات وقعت خلال اجتماع رئيس وزراء حكومة كردستان نيجيرفان برزاني مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي استمر 3 ساعات الأربعاء الماضي. ومن المرجح أن تزيد الخطوة غضب بغداد التي تقول إنها وحدها صاحبة سلطة إدارة نفط البلاد وقالت إن أي اتفاق في الطاقة مع كردستان سيكون انتهاكاً لسيادة العراق. وسيبدأ قريباً تدفق الخام في خط الأنابيب الكردستاني الجديد وسيتصل بخط الأنابيب الحالي «كركوك جيهان» من أجل التصدير للأسواق العالمية.
وكانت شركة الطاقة التركية التي أسستها أنقرة للعمل في شمال العراق قد وقعت عقداً للعمل في 13 منطقة تنقيب بشمال العراق وتحالفت مع «إكسون موبيل» الأمريكية العملاقة في نحو نصف تلك المناطق.
وتشمل العقود أيضاً بناء خط أنابيب جديد للنفط وآخر للغاز بهدف المساعدة في رفع صادرات كردستان النفطية إلى مليون برميل يومياً بحلول 2015. ومن المرجح أن يبدأ تدفق الغاز بحلول مطلع 2017.
وبموجب الاتفاق سيتم وضع إيرادات نفط كردستان في حساب خاص في بنك حكومي تركي. وبمجرد سداد رسوم المقاولين ستبقى الأرصدة كما هي لحين اتفاق بغداد وكردستان بشأن تقاسم الإيرادات.
في سياق آخر، قالت وزارة الخارجية العراقية إنها استدعت السفير الليبي لدى العراق للاحتجاج على قتل جهاديين لأكاديمي عراقي في ليبيا.
وعرض تسجيل فيديو نشر على موقع «يوتيوب» لقطات لرجل قال موقع «سايت» الذي يتابع المواقع الإسلامية على الإنترنت إنه الأكاديمي العراقي حميد خلف حسن الساعدي وهو يقتل رمياً بالرصاص.
ويظهر التسجيل الذي رفع بعد ذلك من على موقع يوتيوب الأكاديمي وهو يعرف نفسه على أنه شيعي. ويقول خاطفوه إنه قتل انتقاماً لقتل الحكومة التي يقودها الشيعة لسني في العراق.