لقد من الله علينا بنعمة المطر، فنزلت الأمطار لتلبسنا ثوب الشتاء ولينمو ويزدهر ما بالأرض، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل أعددنا العدة لاستقبال المطر؟!، لاشك أن كلاً منا استطاع أن يمنع المطر من دخول غرف منزله ولكننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال منع المطر عن شوارعنا التي أصبحت كالبرك تغوص فيها السيارات وكأنها لن تخرج!!، ناهيك عما تسببه تلك البرك من مضايقات كبيرة للمشاة وخاصة تلاميذ المدارس وأولياء الأمور، على الرغم من أن معظم شوارعنا لا تسلم من عمليات الحفر الجبـــري طوال العام للقيام بعمليات الصيانة ومشاريع المجاري وتصريف مياه الأمطار التي تستنزف راحة المواطنين بسبب إزعاج آلات الحفر التي لا تتوقف، فضلاً عن استنزافها معظم ميزانية الدولة، ويا ليت تلك المشاريع جاءت بفائدة!! فمع كل موسم للأمطار تتكرر مشاهد تكدس مياه الأمطار ويرتفع منسوبها في شوارع كثيرة في المملكة معظمها طالتها للأسف مشاريع حديثة للصيانة والتجديد!!.
وكل هذا حدث لسقوط الأمطار بغزارة ليوم أو يومين فقط!!، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا وبشدة ماذا سيحدث لو هطلت الأمطار علينا وبنفس الغزارة التي كانت عليها مؤخراً ولكن بصورة مستمرة لمدة أسبوع أو أكثر؟!!، أقول لكم ماذا يمكن أن يحدث.. سوف نستغني عن السيارات وغلائها الفاحش ونستبدلها بقوارب أرخص ثمناً وملائمة أكثر لوضع شوارعنا المزري ومدننا التي غمرتها المياه بسبب إهمال وتقاعس بعض الوزراء والمسؤولين عن أداء واجبهم!!.
ولن نكتفي بذلك بل سنقوم بإعادة ماضي الأجداد بإقامة مسابقات الغوص في أعماق شوارعنا التي تكثر فيها الأخاديد والمرجان!!، وهذا ليس تخلفاً وإنما مسايرة للواقع!!، ترى هل سيحدث هذا كله أم أن المسؤولين المحترمين يرون شيئاً لا نراه !!، عموماً أتمنى أن يفعل المسؤولون شيئاً قبل أن نلجأ إلى القوارب!!.
فؤاد إبراهيم الخليل