عواصم - (وكالات): أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس أن «ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية ستدمر في البحر على متن سفينة أمريكية»، في وقت يستكمل فريق المنظمة والأمم المتحدة المشترك الموجود في سوريا تحضيراته لاستكمال التدمير ضمن المهل المحددة بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن.
ميدانياً، تمكن مقاتلو المعارضة من دخول بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق مجدداً، في وقت تستمر المعارك العنيفة في مناطق عدة من القلمون. وقال ناشطون إن «قوات النظام ارتكبت «مجزرة» في مدينة الباب بريف حلب جراء قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران الحربي، استهدف منازل مدنيين والسوق التجارية في المدينة، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى». وفي تداعيات الأزمة السورية على لبنان المجاور، قتل 4 أشخاص وجرح 22 في اشتباكات بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس شمال البلاد، فيما فكك الجيش اللبناني 3 صواريخ من طراز «غراد» كانت معدة للإطلاق في منطقة القاع الحدودية مع سوريا.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان «إن عمليات تدمير الأسلحة الكيميائية السورية ستتم في البحر على متن سفينة أمريكية باستخدام تقنية التحليل المائي».
وأضاف البيان أن «السفينة التابعة للبحرية الملائمة لهذه المهمة تخضع لعمليات تعديل تناسب القيام بتلك العمليات وتتيح للمنظمة التحقق منها». وأوضح أنه سيتم على متن السفينة تدمير أخطر الأسلحة الكيميائية في الترسانة السورية والتي يجب أن تخرج من البلاد بحلول 31 ديسمبر المقبل بموجب خطة العمل التي تقدمت بها السلطات السورية وأقرتها المنظمة. ومن المقرر أن يتم تدمير هذه الأسلحة بحلول أبريل المقبل على أن يدمر القسم المتبقي في منتصف 2014. وذكرت المنظمة من جهة ثانية، أن 35 شركة تجارية أبدت اهتماماً بتدمير الأسلحة الكيميائية الأقل خطورة.
ورغم التوافق الدولي على تدمير الأسلحة الكيميائية خارج سوريا حيث يدور منذ 33 شهراً نزاع مدمر، فإن أي دولة لم تتطوع بتدميرها على أراضيها. وبدأ فريق مشترك من الأمم المتحدة والمنظمة منذ الأول من أكتوبر الماضي مهمة في سوريا تقضي بالتحقق من تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية. وأشادت رئيسة البعثة المشتركة الموجودة في دمشق سيغريد كاغ في مؤتمر صحافي في العاصمة السورية بالتعاون المستمر مع الحكومة السورية في هذه المسألة، مشيرة إلى أن البعثة استقدمت مزيداً من الأفراد وهي ترسل فرقاً إلى اللاذقية، بالإضافة إلى دمشق. وقالت «نحن في خضم القيام بتحضيرات لنكون مستعدين بحلول موعد 31 ديسمبر و5 فبراير، وهما التاريخان المحددان لإخراج الأسلحة الأخطر من المواقع التي تتواجد فيها وإرسالها إلى اللاذقية حيث يوجد أكبر مرفأ سوري من أجل نقلها إلى الخارج وتدميرها».
وذكرت أن العمل سينقسم إلى مرحلتين «المرحلة الأولى تصل في خلالها كل المواد الكيميائية من نقاط مختلفة إلى اللاذقية، ويتم بعدها نقلها إلى سفن تعود إلى دول أخرى أعضاء في المنظمة تتولى نقلها إلى السفينة الأمريكية». وأوضحت أن السفيرة لن تكون متوقفة في المياه الإقليمية السورية.
وبعد التحليل المائي، قالت كاغ، إنه «سيتم تدمير ما تبقى من المواد المحللة في دول مختلفة عبر شركات تجارية تتولى معالجة هذه البقايا». ميدانياً، تمكن مقاتلو المعارضة السورية من دخول بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق مجدداً وتدور اشتباكات عنيفة على أطرافها بينهم وبين القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي ذلك وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ أسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا. وتمكنت القوات النظامية مدعومة من حزب الله الشيعي اللبناني خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة قارة في القلمون وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا إليها بعد سقوط قارة في 19 نوفمبر الماضي. ومن الواضح أن المعارضة المسلحة تحاول تخفيف الضغط عن مقاتليها المطوقين في بلدة النبك الواقعة إلى شمال معلولا والتي تحاول قوات النظام السيطرة عليها بعد طرد مقاتلي المعارضة من قارة ودير عطية.
وفي محافظة حلب، قتل 6 رجال في قصف من الطيران الحربي على مدينة الباب، بحسب المرصد. في تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، قتل 4 أشخاص وجرح 22 في اشتباكات بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس شمال البلاد.
كما فكك الجيش اللبناني 3 صواريخ من طراز «غراد» معدة للإطلاق في منطقة القاع الحدودية مع سوريا، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه، وموجهة على ما يبدو نحو مناطق يتمتع فيها حزب الله، حليف النظام السوري، بنفوذ كبير. وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس مجدداً لدى استقباله بطريرك الروم الكاثوليك لإنطاكيا وسائر المشرق غريغوريوس الثالث لحام إلى حل تفاوضي لوقف الحرب في سوريا التي أوقعت أكثر من 120 ألف قتيل.