كتب - علي محمد :
لم يتوقع أشد المتشائمين من عشاق فريق المرسيدس من إنهاء السباق البحريني بتلك الصورة المحبطة . فبعد أن فاجأ الألماني نيكو روزبيرغ الجميع أمس الأول وحقق أسرع زمن في حصة التجارب الرسمية كاسباً قطب الانطلاقة، جاء السباق ليكشف نقاط الضعف الحقيقية لفريق «الأسهم الفضية» التي يقودها المدير الفني روس براون .
ولعل المراقبين لما خلف السطور أدركوا أن المرسيدس لم تحقق نتائج إيجابية أو الصعود حتى إلى منصة التتويج نظراً لعوامل ديناميكية بحتة وهي تتلخص في تهالك الإطارات الخلفية بصورة واضحة وعدم إنسابيتها مع السباق البحريني فيما يتعلق بمكامن الكبح الخلفية وهو ما عانى منه روزبيرغ في اللفات السبع الأولى التي شهدت أعلى درجات الحرارة في الصخير، بينما يعرف عن المرسيدس أنها قوية في الحلبات التي تملك منعطفات سريعة حيث تضع قوة الجر في الإطارات الأمامية كالسباق الصيني مؤخراً، بينما العكس من ذلك في السباق البحريني حيث المنعطفات الضيقة والمسارات الطويلة وهو يتطلب قوة جر ومكابح خلفيين. هذا الأمر استغله سائقو كفيتيل ودي رستا ورايكونن وغروجان خير استغلال ليتراجع نجل بطل العالم في الثمانينيات رويداً رويداً حتى المركز السادس أمام باتون في منتصف السباق .كما وعانى هاميلتون كذلك من ضعف توازن السيارة الأمر الذي أدى إلى تراجع السائق الأسمر من مركز الانطلاقة التاسع إلى المركز الـ 13 في اللفات الأولى.ففي السباق الصيني الماضي كانت المرسيدس قوية جداً وصارعت فرق المقدمة حيث أحرز هاميلتون المركز الثالث محققاً البوديوم الأول مع الفريق الجديد، بينما احتل روزبيرغ المركز الرابع رغم أن الأخير كان يمكنه تخطي هاميلتون لولا أوامر الثعلب بروان التي طالبته بالبقاء خلف هاميلتون ..
ورغم التحسن النسبي للفريق مع انخفاض درجات الحرارة تحسن أداء السيارة بعض الشيء وعوضت الانطلاقة البطيئة ، إذ عاد هاميلتون إلى هواية الأداء الهجومي وتمكن من تحقيق عدة تجاوزات على حساب سوتيل وماسا وباتون وبيريز إنتهاءً بمارك ويبر ليحصد المركز الخامس وهو الذي انطلق من المركز التاسع رغم تحقيقه رابع أفضل زمن بالتجارب التأهيلية، غير أن تغيير السائق الأسمر لعلبة التروس «ناقل الحركة « أجبره على التراجع 5 مراكز حسب قوانين الاتحاد الدولي للسيارات ( FIA).