كتب - وليد صبري:
«إذا كـان الله عز وجل قد منّ علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به أن نوّجه هذه الثروة لإصلاح البلاد، ولسوق الخير إلى شعبها».
بهذه الكلمات الخالدة نهج حكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، دروب الخير من أجل نهضة ورفعة شعبه وبلاده، وقد سار على نهجه الأبناء، فكرسوا جل وقتهم وطاقاتهم وثروات بلادهم لنهضة وتنمية الإنسان الإماراتي. ولم تقف المساهمات الخيرية للشيخ زايد وأبنائه عند حدود دولتهم، بل امتدت إلى إخوانهم وأشقائهم في الدول العربية والإسلامية، حيث لا تجد دولة عربية وإسلامية إلا وفيها اسم الشيخ زايد، يطلق على محافظة، أو مدينة، أو مؤسسة خيرية، أو هيئة تعليمية ودينية، فهكذا هي دروب الخير.
ولاشك في أن المواطن الإماراتي وهو يحتفل بالعيد الوطني الـ42، يعيش نهضة حضارية ورفاهية وثقها تقريرا التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعامي 2011-2012، واللذين أشارا إلى أن «سكان الدولة يعيشون في رفاهية حيث لا يوجد أي مواطن إماراتي يعيش في فقر مدقع، وبلغت نسبة الفقر في البلاد صفراً».
وقال المركز الوطني للإحصاء في الإمارات إن «تقرير التنمية البشرية 2010، أكد أن المعدل العام للفقر في الإمارات يبلغ 0.002%، في حين تصل نسبة الفقراء من إجمالي عدد السكان إلى 0.6%». وذكر مستشار السياسات الأول في مكتب تقرير التنمية البشرية، فرانسيسكو رودريغر، أن «المعدل العام للفقر في الإمارات من أقل النسب في العالم»، واصفاً إياه بأنه «معدل ممتاز مقارنة بمعدلات دول أخرى».
وأضاف المركز أن «نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر تصل إلى 2%، وهي نسبة ضئيلة للغاية، وتعد من أقل المعدلات على مستوى العالم»، وفقاً للتقرير، فيما صنّف التقريران الإمارات في «فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً».
وأوضح المركز أن «تقارير التنمية البشرية تشير إلى أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي قد ارتفع من 68 ألف درهم عام 1990، إلى 132.3 ألف درهم عام 2010، ليصنف نصيب الفرد من أعلى معدلات نصيب للفرد من الدخل القومي الإجمالي في العالم، بمتوسط نمو يصل إلى نحو 4.7% سنوياً لنفس الفترة».
وأشار المركز إلى أنه «في إطار تقرير الأهداف الإنمائية للألفية 2012 والتي أنجزت الإمارات أكثر من 95% من أهدافها قبل عامين من موعدها، ووفق المنهجيات المعتمدة لإعداد التقرير، والذي تم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن مفاهيم ومؤشرات الفقر لا تنطبق على المجتمع الإماراتي».
وخلص المركز إلى أن « الإمارات لا تعاني من ظاهرة الفقر وفقاً للمعايير والمقاييس المعتمدة دولياً ووفقاً لما تضمه التقرير».
وعلى المستوى الخارجي، تضطلع الإمارات بدور ريادي في ساحات العمل الإنساني والمساعدات التنموية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد حظي هذا الدور بثقة وتقدير الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية التي اتخذت من دولة الإمارات مركزاً لحشد الدعم والمساندة للقضايا الإنسانية، ومحطة رئيسة تتخذ من دبي مقراً لها، لقيادة عملياتها الإغاثية عبر العالم في حالات الكوارث والمحن والنزاعات والعنف والحروب، للحدّ من وطأة المعاناة البشرية وصوْن الكرامة الإنسانية.
وتبوأت دولة الإمارات المرتبة الـ16 عالمياً من بين الدول المانحة الأكثر عطاءً في مجال المساعدات الخارجية، وفقاً لتصنيف أصدرته لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أبريل 2013، حيث بلغ حجم المساعدات الخارجية التي قدمتها، منذ قيامها في 2 ديسمبر 1971 وحتى 2010، أكثر من 163 مليار دولار أمريكي في شكل قروض مُيسرة أو مِنح لا تُرد، فيما بلغت المساعدات والقروض والمِنح التي قدّمتها في 2011 نحو 2.11 مليار دولار، و1.59 مليار درهم في 2012 لنحو 137 دولة ومنطقة جغرافية في العالم، قدّمتها 43 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وخيرية، من بينها 22 جهة اتحادية، إضافة إلى التزامات من صندوق أبوظبي للتنمية بتقديم مساعدات تصل إلى 5.59 مليار درهم لصالح مشروعات تنموية في عدة دول.