أعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي، قرب افتتاح مركز عبدالله كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة، والإعلان عن الفائزين بجائزة ناصر بن حمد آل خليفة لإبداعات ذوي الإعاقة في الأسبوع الأخير من ديسمبر الحالي. وقدمت البلوشي في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين، إحصائية بعدد الأشخاص المعوقين المسجلين لدى وزارة التنمية الاجتماعية حتى نوفمبر الماضي البالغ مجموعهم 8724 معوقاً، فيما يبلغ عدد المراكز الأهلية لتأهيل ذوي الإعاقة 14 مركزاً، مقابل 7 مراكز خاصة ووحدتين متنقلتين. وأضافت أن الوزارة تعمل على إنجاز برامج تنموية وخدماتية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتطلق اليوم المهرجان المسرحي الثالث للمعوقين، لافتة إلى أن مراكز التأهيل الحكومية تقدم خدمات رعائية ونفسية واجتماعية لـ424 معوقاً، مقابل أكثر من 40 مؤسسة تعنى بشؤون الإعاقة في البحرين.الاستراتيجية الوطنية وأكدت البلوشي أن حكومة البحرين تولي اهتماماً خاصاً بالأشخاص ذوي الإعاقة إيماناً بدورهم وقدراتهم، معتبرة اهتمام المجتمعات بحقوق ذوي الإعاقة أحد المعايير الأساسية لقياس المستوى الحضاري للدولة، من خلال توفير كافة الخدمات التأهيلية والتدريبية والتعليمية لمختلف فئات الإعاقة، وتمكينها من الاندماج في المجتمع. وقالت إن فكرة تدشين الاستراتيجية الوطنية للمعوقين، جاءت ترجمة لهذا الاهتمام ضمن منظومة المسؤولية الاجتماعية بين المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، واستناداً إلى المنهج المبني على حقوق الإنسان والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والعهدين الدوليين والاتفاقات المتخصصة سيما الاتفاقية الدولية لحقوق المعوقين.وأضافت أن إقرار الاستراتيجية يصب في إطار تنامي اهتمام البحرين بفئة ذوي الإعاقة، وما تحظى به من رعاية كريمة من الحكومة الرشيدة، لافتة إلى أن الحرص الملكي والحكومي والشعبي بهذه الفئة تجلى عبر المصادقة على اتفاقية حقوق الأشخاص المعوقين لتنضم البحرين لأكثر من 150 دولة صدقت الاتفاقية.ونبهت إلى أن الاستراتيجية حددت مساراً للجهود الموجهة لخدمة ذوي الإعاقة، ووضعت خارطة طريق أساسية نحو دعمهم ومساندتهم، وصولاً لتهيئة بيئة يعيشون فيها كأحد أهم أساسيات وموجهات العمل الاجتماعي بصورة خاصة، سيما أن نسبة الإعاقة في البحرين لا تتجاوز 1%. وقالت إن الاستراتيجية جاءت في إطارها النهائي كثمرة لجهود أساسية ومشتركة بين وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني الأهلية والخاصة العاملة في مجال الإعاقة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب مشاركة ذوي الإعاقة في صياغة وتضمين المتطلبات والاحتياجات الخاصة بهم على جميع المستويات. 40 مؤسسةوأكدت البلوشي أن وزارة التنمية أدت دورها في النهوض بفئة المعوقين خلال السنوات الأخيرة، حيث زاد عدد المؤسسات المعنية بخدمة الفئة إلى أكثر من 40 مؤسسة مسجلة بقوائم الوزارة، ما أسهم في تقديم خدمات كبيرة لهذه الفئة، تشمل خدمات التأهيل والتمكين الاجتماعي.ونبهت إلى صدور العديد من القوانين عززت الحقوق الممنوحة لفئة المعوقين، ومنها القانون رقم 74 لسنة 2006 بشأن رعاية ذوي الإعاقة وتأهيلهم وتشغيلهم، حيث إن النهج التشريعي في مجال الإعاقة يتخذ من هذا القانون أسلوباً لمعالجة قضايا الإعاقة، إضافة إلى القرار الوزاري رقم 24 لسنة 2008 بشأن معايير استحقاق مخصص الإعاقة الشهري، ومضاعفة حده الأدنى لاحقاً بالقانون رقم 40 لسنة 2010، وقرار مجلس الوزراء رقم 50 لسنة 2010 بشأن إنشاء وتشكيل لجنة تقييم الإعاقة، وقرار تحديد شروط إجراءات الترخيص لمؤسسات التأهيل والمعـــاهــــد ودور الرعـــاية وغيرهـــا من القرارات.الشراكة المجتمعيةوأكدت أن للقطاع الأهلي بالتشارك مع الوزارة والقطاع الخاص دوراً أساسياً في تمكين وتأهيل فئة المعوقين، رغم محدودية مواردها المالية والبشرية، موضحة أن المؤسسات الصحية أدت دوراً أساسياً في تعزيز برامج الرعاية الصحية والكشف المبكر والخدمات المساندة بينما ساهمت وزارة العمل في تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.وأردفت أن المراكز الحكومية التابعة للوزارة تقدم الخدمات التأهيلية والتعليمية والرعائية لمستحقيها من المعوقين بمختلف فئاتهم، بعد اتخاذ مختلف الإجراءات المتمثلة في تسجيل طالبي الخدمات وإجراء البحوث الاجتماعية وحصر الاحتياجات وتقدير مدى الحاجة، والتعرف على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لـ424 طالباً وطالبة من ذوي الإعاقة.وقالت إن هؤلاء يتوزعون على 126 طالباً بمركز التأهيل الأكاديمي والمهني، وفي مركز بنك البحرين والكويت للتأهيل 75، ومركز شيخان الفارسي للتخاطب الشامل 46، ودار بنك البحرين الوطني لتأهيل الأطفال المعوقين 102، ومركز الطفل للرعاية النهارية 27، ومركز المتروك للتأهيل الإرشادي 48 طالباً.وأضافت البلوشي أن الوزارة بادرت ببرنامج منح التأهيل الأكاديمي للطلبة المعوقين الملتحقين بالمراكز الأهلية المختصة بشؤون الرعاية والتأهيل، ويقدم منحاً مالية مخصصة من الميزانية التشغيلية للسنة الدراسية للمؤسسات الأهلية غير الربحية.وبينت أن المشروع انطلق عام 2010، من خلال دراسة أوضاع المراكز العاملة في مجال الإعاقة ومعاينة حاجتها الماسة للدعم المادي عن كثب، وبلغت كلفة ميزانيتها التقديرية 2010 ـ 2011 نحو مليون و200 ألف دينار، مشيرة إلى أن الوزارة جاهدت للحصول على دعم حكومي لتغطية تكاليف تشغيل هذه المراكز.وقال إنها حصلت على دعم للعام الدراسي 2010 ـ 2011 قارب 500 ألف دينار وصرفته بنسبة 48% على 12 مركزاً أهلياً، قبل أن يتضاعف الدعم الحكومي للعام الدراسي 2011 ـ2012 والعام الدراسي 2012 ـ 2013، ليصل إلى مليون و200 ألف دينار صرف على المراكز بنسبة 84%، فيما تعمل الوزارة جاهدة لتصل نسبة الدعم إلى 100% من الميزانية التشغيلية لجميع المراكز الأهلية التأهيلية.وأوضحت أن عدد المعوقين المسجلين لدى وزارة التنمية الاجتماعية حتى نوفمبر الماضي بلغ 8724 معوقاً، يتوزعون على الإعاقات الجسدية والسمعية والبصرية والعقلية والإعاقات المتعددة، بينما يبلغ عدد المراكز الأهلية والخاصة لرعاية وتأهيل المعوقين 14 مركزاً، مقابل 7 مراكز خاصة ووحدتين متنقلتين. برامج تنموية وخدميةوأكدت البلوشي أن الوزارة تعمل على إنجاز العديد من البرامج والمشروعات التنموية والخدماتية لذوي الإعاقة، تضاف إلى رصيد البحرين الزاخر بالإنجازات والمكتسبات، وتطلق اليوم المهرجان المسرحي الثالث للأشخاص ذوي الإعاقة بناءً على قرار مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي للقطاع الاجتماعي بأهمية تنظيم المهرجان المسرحي للمعوقين بصورة دورية.وعدت المهرجان محاولة لبناء تجربة جديدة في إطار الاهتمام بالمعوقين والعمل على تمكينهم وإدماجهم في الفضاء الاجتماعي داخل المجتمع، من خلال تنمية مواهبهم الفنية ورعايتها في مجال العمل المسرحي.وقالت البلوشي إن الوزارة تعمل حالياً على وضع خطة لتنفيذ مشروع مسرح للأشخاص ذوي الإعاقة في البحرين، ليكون الأول من نوعه على مستوى دول الخليج العربية. جائزة ناصر بن حمد وبينت أن الوزارة تستعد لحفل الإعلان عن الفائزين بجائزة ناصر بن حمد آل خليفة لإبداعات ذوي الإعاقة في عامها الثاني على التوالي الحفل في الأسبوع الأخير من ديسمبر، مرتدية حلة خليجية في هذه الدورة ومتسعة في استقطاباتها للمتقدمين للجائزة لتصبح على مستوى دول الخليج العربية، من خلال التعاون والتنسيق مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل بدول الخليج. وقالت إن الجائزة تأتي تكريماً للمعوقين على تفوقهم وإبداعهم المميز، وتسليط الضوء على منجزاتهم الفريدة وإبرازهم كأفراد فاعلين ومبدعين ومندمجين في المجتمع، انسجاماً مع توجيهات القيادة ودعم سمو الشيخ ناصر بن حمد ومساندته الدائمة لذوي الإعاقة، وإبراز قدراتهم وإبداعاتهم وتعزيز بيئة الإبداع الفكري والفني والعلمي لديهم، وتفعيل هذا التميز والإبداع في تعميق المسيرة التنموية لديهم على مستوى دول الخليج العربية. مركز عبدالله كانوولفتت البلوشي إلى الاستعدادات الفنية واللوجستية الحالية لافتتاح مركز عبدالله بن علي كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة، باعتباره أحد أكبر المراكز المعنية بشؤون الإعاقة، ويضم كفاءات طبية وتمريضية وفنية مرموقة، عبر انتداب مجموعة من الأطباء والممرضين والفنيين المختصين في مجال تشخيص الإعاقة، لما يمثله هذا المرفق الخدماتي من أهمية وما يقدمه من تيسير على الفئة المستهدفة.وأكدت أن المشروع يسهم في تهيئة الإمكانات اللازمة لتوفير مزيد من الخدمات والمشروعات تلبي احتياجاتهم وتدمجهم في المجتمع ليشاركوا بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة تماشياً مع تصديق البحرين على الاتفاقية الدولية لحقوق المعوقين.وقال إن الوزارة تعمل على تأسيس مشروع ضخم باسم مجمع الإعاقة الشامل في منطقة عالي، بعد أن أمر جلالة الملك المفدى بتخصيص أرض للمجمع على مساحة قدرها 3 هكتارات، وتخصيص جزء من الأرض لمركز عبدالله كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة، حيث تبلغ كلفة الأخير حوالي مليون دينار للإنشاء. ونبهت إلى أن المبنى يضم العديد من العيادات التخصصية منها الأسنان والتشخيص والعلاج الطبيعي وغيرها، ويتألف مجمع الإعاقة من مراكز التقييم والتشخيص، العلاج الطبيعي، شريفة كانو للتوحد، رعاية الإعاقة المتعددة، العلاج النفسي والإرشاد الأسري، الشلل الدماغي، النادي الصحي، متلازمة داون، مصادر التعلم والتدريب، المبنى الإداري، العيادة الخاصة ومختبر التحاليل الطبية، ومركز عرض المنتجات. ولفتت إلى أن الوزارة أسست نادي سلوة لرعاية ذوي الإعاقة الذهنية في مقر مركز ابن خلدون الاجتماعي بالمحرق ومركز مدينة حمد الاجتماعي، تنفيذاً لأهداف الاستراتيجية بشأن تطوير خدمات الدمج الاجتماعية والتأهيلية للمعوقين، الرامية إلى إدماجهم.