أكدت نائبة مدير صندوق النقد الدولي نعمة شفيق في مقابلة مع قناة "العربية"، أن التجارب التاريخية للدول التي شهدت تحولات سياسية ضخمة أظهرت أن أول عامين هما الأصعب وأن هذه الدول احتاجت الى 5 سنوات للعودة الى حالة طبيعية.
وأضافت نعمة شفيق: "قمنا بدراسة البيانات التاريخية لإحدى عشرة دولة مرَّت بتحولات سياسية ضخمة مثل جنوب إفريقيا والفلبين وكوريا الجنوبية ودول أميركا اللاتينية، وما وجدناه هو أن الحالة الاقتصادية الكلية تدهورت في جميع هذه الدول. فقد انخفض معدل النمو الاقتصادي بـ40%، وارتفعت البطالة بمعدل 1.5%، كما ارتفعت العجوزات المالية وتراجعت الاستثمارات بنحو 20%".
وقالت نعمة شفيق: "تبين لنا أيضاً أن أول عامين بعد التحول هي دائماً الأصعب. وهي الفترة التي مررنا بها حتى الآن. ومن ثم استغرقت تلك الدول نحو خمس سنوات حتى عادت الى نوع ما من الحالة الطبيعية. لذا الدرس المستقى من تلك التجارب أن الأمر يحتاج الى وقت".
وقالت "إن حجم التغير السياسي في أوروبا متشابه الى حد ما ما حدث في دول الربيع العربي، لكن على الصعيد الاقتصادي هناك عدد من الاختلافات الهامة. فدول أوروبا الشرقية كانت اقتصادات شيوعية تتحول الى اقتصادات السوق. فيما دول الربيع العربي كانت اقتصادات شبه حر يتجه الى ليبرالية أكثر.
وأضافت أنه الى جانب ذلك عندما حدث التحول في اوروبا الشرقية تزامن ذلك مع نمو اقتصادي عالمي كبير. كما كانت أوروبا متحمسة لدعم تلك الدول التي كانت تعرف الاتجاه الذي ستسلكه وهو الانضمام الى الاتحاد الأوروبي والذي لديه شروط ومعايير واضحة للعضوية. وبالإضافة الى كل ذلك فإن التركيبة السكانية مختلفة جداً. فأوروبا الشرقية كانت تركيبة تعاني من الشيخوخة، في حين أن التركيبة في الشرق الأوسط تتسم بصغر السن وبالتالي يحتاجون الى نمو اقتصادي قادر على خلق وظائف عديدة. فيما التحدي في أوروبا الشرقية هو كيفية الإخراج التدريجي لذوي الأعمار الخمسينية والستينية من سوق العمل".