أكد نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أن الحكومة وفرت البيئة الخصبة التي لا تجعل الإعاقة عائقاً أمام الإبداع وضمنت لهم التعليم والتدريب الذي يؤهلهم للدخول بثقة في مختلف مجالات العمل، مشيراً إلى أنها ومن خلال برامج وزارة التنمية الاجتماعية حريصة على تهيئة الأجواء التي تفجر الطاقات لتأخذ طريقها للتميز.
وأعرب سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، خلال رعايته لفعاليات المهرجان المسرحي الخليجي للأشخاص ذوي الإعاقة في نسخته الثالثة مساء أمس على خشبة الصالة الثقافية، عن سعادته بافتتاح هذا المهرجان الذي تشارك فيه فئة عزيزة تحظى باهتمام الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، مشيداً بما وفرته وزارة التنمية الاجتماعية من أجواء لإنجاح هذا المهرجان.
وأكد سموه أن المهرجان المسرحي الخليجي للأشخاص ذوي الإعاقة فرصة لإبراز النماذج المضيئة للأعمال المسرحية لذوي الإعاقة ليأخذوا نصيبهم من الظهور على الساحة الفنية لاستحقاقهم لذلك، ولترسيخ ثقافة إدماجهم بصورة طبيعية في المجتمع.
وعبرت وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي عن عظيم شكرها وتقدير لتفضل سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء برعايته الكريمة لهذا المهرجان الخليجي الذي يهتم بعطاءات ذوي الإعاقة، وهو أمر ليس بغريب على سموه الذي طالما أبدى اهتماماً بهذه الفئة ووجه لتقديم كل التسهيلات والاهتمام بها.
ورفعت البلوشي بالغ التقدير والامتنان إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على اهتمامهم البالغ والمستمر بجميع الفئات التي تستحق الرعاية الاجتماعية من خلال توجيهاتهم السامية لإقامة مثل هذه الاحتفاليات والمهرجانات والبرامج الإنسانية والتي من شأنها رفع مستويات الحماية والرعاية الاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة التي دأبت القيادة الرشيدة في البحرين على التوجيه لتحقيقها.
وقالت «يعبر قرار مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لاعتماد تنظيم المهرجان المسرحي للأشخاص ذوي الإعاقة بصورة دورية، عن وعي واهتمام الدول الأعضاء بالمجلس ومحاولة لبناء تجربة جديدة في إطار الاهتمام بالمعاقين والعمل على تمكينهم وإدماجهم في الفضاء الاجتماعي داخل المجتمع من خلال تنمية مواهبهم الفنية ورعايتها في مجال العمل المسرحي، ومن خلال هذا القرار الخليجي يحرص المهرجان دائماً على أن يهتم بالمواهب المسرحية الفنية المتعددة للمعاقين بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويعمل على دمجهم في أنشطة وفعاليات المجتمع الثقافية والفنية». وأكدت أن المهرجان يعد فرصة سانحة لطرح المواضيع المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة والتأكيد على صون حقوقهم التي اتفقت عليها كافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ضمان حقوقهم في الحرية والكرامة والضمان الاجتماعي والخدمات الصحية ووسائل الترفيه المناسبة لحالتهم وكذلك حقهم في الحصول على التعليم والتدريب الملائمين وإتاحة فرص العمل المناسبة لهم. وقالت د.فاطمة البلوشي «يحظى الأشخاص ذوي الإعاقة في البحرين برعاية واهتمام على المستوى الحكومي والأهلي والخاص باعتبارهم شركاء رئيسيين في مسيرة التنمية والعمل الوطني. وحرصت البحرين على صون حقوق ذوي الإعاقة بإصدار قانون ورعاية وتشغيل تأهيل المعاقين رقم 73 لسنة 2006م والتصديق على الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة في العام 2011، كما تم إطلاق الاستراتيجية والخطة الوطنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مع نهاية العام 2011، وإعادة تشكيل اللجنة العليا لشؤون ذوي الإعاقة وتخصيص مبلغ مليون دينار ومائتي ألف سنوياً لدعم 12 مركزاً أهلياً تعمل على تأهيل ذوي الإعاقة إضافة إلى المراكز الحكومية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والتي تقدم خدماتها التعليمية والتأهيلية لأكثر من 700 طالب وطالبة ولا يقتصر اهتمام حكومة المملكة برعاية ذوي الإعاقة في هذه المجالات التي تم ذكرها وإنما تعمل وزارة التنمية الاجتماعية حالياً ومع جميع الوزارات وأجهزة الدولة المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني على تنفيذ الخطة الوطنية للاستراتيجية الوطنية لذوي الإعاقة والتي وضعت بجهود متكاملة على جميع الأطراف». ولقي عرض البحرين استحساناً وإقبالا كبيراً من الجماهير التي حضرت لتشجيعه ودعم تلك المواهب التي تستحق أن يؤخذ بيدها وتخرج ما في مخزونها من فن وإبداع. حيث بلغت نسبة ذوي الإعاقة الذين عملوا في العرض 60%، «قصة العمل تدور حول مجموعة من الممثلين على خشبة المسرح ويبدأ رئيس الفرقة بتوزيع الأدوار وتبدأ الأحداث، فهي بمثابة مسرحية داخل مسرحية».
وبالنسبة لبرنامج العروض فتعرض دول الإمارات العربية المتحدة مساء اليوم مسرحية «باب البراحة» وهي من تأليف مرعي الحليان، إخراج مروان عبدالله صالح.
ويستمر المهرجان حتى العاشر من ديسمبر الحالي وبالنسبة لبقية العروض ففي اليوم الثالث تشارك المملكة العربية السعودية بمسرحية «الحبل» وهي من تأليف وإخراج خالد خليفة خميس، وفي اليوم الرابع عرض لسلطنة عمان بعنوان «أوراق مكشوفة» من تأليف وإخراج عماد بن محسن الشنفري، في حين تشارك دولة قطر بالعرض الخامس بمسرحية بعنوان «الحياة حلوة»، من تأليف منيه العون شريف، إخراج سلمان صالح المري، والعرض السادس تشارك به دولة الكويت بمسرحية «الوصية» من تأليف مشعل الموسى وإخراج يحيى عبدالرضا، أما الجمهورية اليمنية فتختتم العروض و تشارك بمسرحية «حصاد الجمر» وهي من تأليف عادل يحيى عبده الجرباني و إخراج علي سالم سبيت. جدير بالذكر أن المهرجان المسرحي الخليجي الثالث للأشخاص ذوي الإعاقة يتضمن تقديم سبعة عروض بمعدل عرض لكل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة لجمهورية اليمن، تقدم من الساعة 7-9 كل ليلة على خشبة مسرح الصالة الثقافية .
وتعقب كل عرض ندوة نقاشية حول العرض بين الجمهور والمختصين والمهتمين من رجال الصحافة والإعلام وستقام في مركز الفنون بالقرب من الصالة الثقافية.
وفي ختام المهرجان سيتم الإعلان عن الفائزين بجائزة أفضل عرض مسرحي، أفضل تأليف مسرحي، أفضل إخراج مسرحي، أفضل ثلاثة ممثلين وممثلات، أفضل سينوغرافيا وجوائز ترتئيها لجنة التحكيم، علما بأن رئيس لجنة التحكيم هو الفنان البحريني عبدالله ملك، وتتكون اللجنة من كل من كاملة بنت زاهر الهنائي من سلطنة عمان، وسميرة بارودي من لبنان، ونرجس عباد من جمهورية اليمن، ود.جمال ياقوت من مصر.