كتب – وليد صبري:
كشفت منظمة الصحة العالمية أن «عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» بلغ نحو 35.3 مليون شخص، بينهم 30 مليوناً من الرجال، فيما تسبب المرض في وفاة 36 مليون شخص منذ اكتشافه قبل 42 عاماً بينهم 1.6 مليون شخص في عام 2012.
وصنفت المنظمة في أحدث تقرير لها «فيروس الإيدز أو «العوز المناعي البشري» كأكبر مرض معدٍ قاتل في العالم».
وقالـت إن «9.7 مليون شخص من حملة الفيروس يتلقون العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل في أواخر عام 2012»، مشيرة إلى أن «2.1 مليون مراهق تعايشوا مع فيروس العوز المناعي البشري العام الماضي».
وقــدرت المنظمــة «عـــدد الأطفــــال المتعايشين مع الفيروس بما يبلغ 3.3 مليون طفل طبقاً لأرقام عام 2012، ويعيش معظم هؤلاء الأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وإصابتهم العدوى من أمهاتهم اللائي يحملن الفيروس أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة، ويصاب 700 طفل جديد بعدوى فيروس العوز المناعي البشري يومياً».
وأوضحت المنظمة أنه «من بين كل 5 من المصابين بالعدوى بفيروس الإيدز في إقليم شرق المتوسط ويحتاجون إلى معالجة فعلية، هناك واحد فقط منهم بالكاد يتلقَّى تلك المعالجة. وازداد عدد المتعايشين مع فيروس الإيدز ممن يتلقون المعالجة المضادة للفيروسات في الإقليم على مدى السنوات الخمس المنصرمة، إلا أن عدد حالات العدوى الجديدة يتزايد بوتيرةٍ أسرع، ثم إن معظم المتعايشين مع فيروس الإيدز لا يعرفون بأمر عدواهم به لأنهم لم يجروا من قبل الاختبار اللازم لفيروس الإيدز، وحتى بعد تشخيص حالتهم، فإن ارتباطهم بالرعاية والمعالجة لا يتحقَّق على الدوام، بل قد يفقدون تواصلهم مع النظام الصحي لسنوات طويلة، وعندما يعودون يكون المرض قد نال منهم، وتكون المعالجة أقل فعالية».
وللتصدِّي لهذا الوضع الذي يبعث على القلق، أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، حملة إقليمية جديدة لتوسيع نطاق الوصول إلى المعالجة والرعاية العالية الجودة، وشعار هذه الحملة هو «عالج أكثر، عالج أفضل»، وهو شعار يهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى المعالجة المضادة للفيروسات. ويتماشى هذا الشعار مع الشعار العالمي «الوصول إلى حالات صفرية، لا حالات عدوى جديدة، ولا وفيات بسبب أمراض ذات صلة بالإيدز، ولا تمييز».
من جهته، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط د. علاء الدين العلوان «إن هذه الحملة هي نداء موجه لنا جميعاً، حكومات ومجموعات المجتمع المدني، وشركاء تقنيين، ومانحين، من أجل أن نضاعف جهودنا لتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات عالية الجودة لرعاية المصابين بفيروس الإيدز وتقديم العلاج لهم». وأشار تقرير المنظمة إلى أنه «من أجل زيادة عدد من يتلقون المعالجة من المصابين بفيروس الإيدز، فإن منظمة الصحة العالمية تحث شركاءها على توسيع نطاق الوصول إلى المعالجة من أجل ضمان الوصول إلى من يحتاجون إليها وتلقيها فعلياً».
وقالت المنظمة إنه «لا يزال المراهقون والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و24 سنة، عرضة لخطر الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري خاصة مدمني المخدرات والذين يمارسون الجنس بطريقة غير شرعية دون ارتداء واقٍ».
من جهته، قال مبعوث برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس الإيدز في شرق أوروبا ميشيل كازاتشكين إن «الفيروس بدأ يصبح أكثر تركزاً في مجموعات مهمشة مثل المشتغلات بالجنس ومتعاطي المخدرات والرجال المثليين وقد يمثل هذا تحدياً للمحاولات العالمية لمحاربة الفيروس دون حدوث تغير في السلوكيات».
وأضاف كازاتشكين أنه «يود أن يصبـــح قادراً على الاحتفال دون تحفظ بالتقدم العالمي الكبير الذي تحقق في السنوات العشر الماضية لكن معدلات العدوى العنيدة والنمو المثير للانزعاج لتفشي المرض في مجتمعات سكانية يصعب الوصول إليها تجعل هذا الأمر صعب التحقيق». يذكر أن الجماعات مثار القلق من الإصابة بالفيروس هم مستخدمو المخدرات عن طريق الحقن الذين يمكنهـــم نقل الفيروس إلى بعضهـــم البعض من خلال تبادل الإبر والمحاقن والعاملات في مجال الجنس اللاتي يجرمن دائماً ولا يتمكن من الوصول إلى خدمات الصحة العامة والمثليون.
من جانبها، كشفت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «4 آلاف شخص يموتــــون يومياً بسبب مرض الإيدز، وذلك خلال تقديم حملة للتوعية بهذه المشكلة الخطيرة».
وقال مدير المنظمة في جنوب أفريقيا وليسوتو جيل فان كوتسيم في بيان إن «الوفيات الناتجة عن الإيدز قليلة في الدول الثرية، لكن يومياً يموت بسبب هذا المرض 4 آلاف شخص، أغلبهم في دول نامية».