بانكوك - (وكالات): تمكن آلاف المتظاهرين من الدخول لفترة قصيرة إلى مقر الحكومة في محاولة من السلطات تهدئة الأجواء مؤقتاً مع اقتراب عيد ميلاد الملك غداً.
وصرح نائب رئيسة الوزراء سورابونغ توفيشكشايكول للتلفزيون «نعمل على توفير أجواء طيبة كي تقام الاحتفالات بعيد ميلاد الملك في أجواء جيدة كي يكون الملك سعيداً».
وبعد محاصرة مقر الحكومة ورمز السلطة عدة أيام تمكن المتظاهرون من عبور الحواجز والتجول فيه والتقاط صور داخله والتعاطف مع الشرطيين وقبل الخروج طوعاً كما فعلوها قبل بضعة أيام من مقر جيش المشاة.
وقال رئيس مجلس الأمن الوطني برادورن بتاناتابوت في المملكة الدستورية حيث يحظى الملك بوميبول الذي سيحتفل بميلاده السادس والثمانين باحترام شديد «إننا ندرك جميعا أن ذلك اليوم يجب أن يكون هادئاً وفي أجواء جيدة». وأضاف «بالإمكان إجراء مباحثات بعد عيد ميلاد الملك، لا بد من وقت لتسوية الأزمة بالتفاوض». لكن قائد المتظاهرين سوثيب ثوغسابان لم يبد أي مؤشر على التراجع بعد أكثر من شهر على بداية الأزمة السياسية التي تحولت إلى مواجهات عنيفة نهاية الأسبوع وأسفرت عن سقوط عدة قتلى في ظروف غامضة.
وقال سوثيب ثوغسابان أمام أنصاره في مجمع حكومي يحتلونه في ضاحية بانكوك «إنه انتصار جزئي لكنه ليس نهائياً لأن نظام ثاكسين مازال قائماً، لا يمكنكم بعد العودة إلى منازلكم، يجب علينا أن نواصل النضال». وتطعن المعارضة التي جمعت 180 ألف شخص في الشوارع بسلطة رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا وتتهمها بأنها دمية بين أيدي شقيقها ثاكسين الذي أطاح به انقلاب في 2006 . من جانبها، غادرت ينغلوك العاصمة كما كان متوقعاً من فترة طويلة وتوجهت إلى منتجع هوا هين حيث يقيم الملك بوميبول في إطار الاستعدادات للاحتفال بعيد ميلاده. وقد لعبت رئيسة الوزراء بورقة عدم التدخل وراهنت على تراجع تعبئة المتظاهرين وأعربت عن استعدادها التفاوض لكنها رفضت بحزم تشكيل «مجلس من الشعب» غير منتخب واعتبرتها فكرة مناقضة للدستور. ولعب رئيس شرطة بانكوك الجنرال كمرونويت ثوبكراجانغ الذي كان المتظاهرون يصرخون في وجهه لقرابته من ثاكسين، ورقة التهدئة وفتح أبواب مقره العام أمام آلاف المتظاهرين المحتشدين أمامه لأن المقر «ملك الشعب». وأكثر ما يثير غضب المتظاهرين وهم تحالف بورجوازيين محافظين مقربين من الحزب الديمقراطي ومجموعات من أنصار النظام الملكي، ثاكسين شيناوترا الذي يكنون له عداء شديداً انعكس على شقيقته التي تقود الحكومة منذ 2011 بعد فوز كبير حققه حزب بويا ثاي الموالي لثاكسين في الانتخابات. ويقف وراء التظاهرات الحزب الديمقراطي، وهي أكبر تشكيلة معارضة لم تفز بالانتخابات الوطنية منذ 20 سنة.
لكنه يتمتع بالأغلبية في بانكوك وجنوب البلاد وتسانده عادة نخب العاصمة وهم كبار الموظفين والقضاة والعسكر والمقربون من القصر الملكي، الذين يرون في ثاكسين وحركة القمصان الحمر التي تدعمه خطراً على النظام الملكي. وقد تولى الحزب الديمقراطي الحكم من 2008 إلى 2011 بفضل تظاهرات حاشدة.