بينت العديد من الدراسات أن الوجبات الجاهزة الخاصة بالأطفال تحتوي على كمية عالية من الملح، ما يعني أن الأطفال، حتى الذين لم يتخطوا السنة من العمر، قد يحصلوا على كمية ملح أعلى من تلك التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
وتمت مناقشة هذا الموضوع في جلسات الرابطة الأميركية لأمراض القلب والوقاية منها والتغذية والنشاط الفيزيائي لعام 2013 في ارليو.
وكانت هذه النتائج ملفتة للانتباه ومدعاة لقلق الباحثين، حيث إنه على ضوء هذا الاستهلاك الزائد للملح، سيصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط الشرياني عند وصولهم إلى سن البلوغ. يذكر أن ارتفاع الضغط الشرياني عامل خطر كبير للأمراض القلبية، وهو المرض القاتل الأول للرجال والنساء في الولايات المتحدة.
إلا أن الدراسات أظهرت جانبا إيجابيا أيضاً وهو يتمثل في كمية الملح القليلة في أطعمة الأطفال بين عمر الأربعة والـ12 شهر، لكن هذه الكمية تزداد وتصبح أعلى من الكمية المنصوح بها في طعام الأطفال الذين تخطوا السنة من العمر.

أرقام مخيفة
وقام الباحثون بفحص أكثر من 1100 منتج من أطعمة الرضع والأطفال التي تباع في الأسواق، وتم اعتبار الوجبة عالية المحتوى من الملح إذا كانت تحتوي على أكثر من 210 مغ من الصوديوم، وذلك حسب توصيات معهد الطب والطعام.
ووصل محتوى الصوديوم في بعض الأطعمة إلى 630 مغ في الوجبة الواحدة. ووجبات الطعام العادي كانت تحتوي على كمية من الملح أكثر من رقائق الإفطار والوجبات الخفيفة المكونة من الفواكه.
ووجدت دراسات أخرى عرضت في نفس المؤتمر أن المعدل الوسطي لكمية الملح التي يتناولها ثلاثة أرباع سكان الأرض هو 4000 مغ في اليوم، وهذه الكمية هي ضعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
وكشف باحثون عملوا على دراسة أخرى أن حوالي 2.3 مليون شخص حول العالم ماتوا في عام 2010 وحده، بسبب مرض قلبي وعائي سببه زيادة تناول الملح.
ويعتبر الكثيرون أن التخفيف من كمية الملح المتناول يقع على عاتق الحكومات والشركات المصنعة للأطعمة. وينصح الأخصائيون بعدم وضع الملح على طعام الأطفال مطلقاً، وخاصة للرضع بعمر أقل من السنة، حيث إن أي طعام يحتوي على كمية من الملح تكفي لحاجاتهم اليومية منه.