جمعت حملة «البحرين تتكافل» 1,5 مليون دينار لمتضرري الأمطار حتى ساعة كتابة هذا التقرير، بعد أن لاقت تجاوباً كبيراً من مختلف الجهات والمؤسسات وأفراد المجتمع، فيما كشف رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، عن نقاشات جارية لتأسيس لجنة شبابية تطوعية لإغاثة المنكوبين مستقبلاً.وزارت اللجنة خلال الأيام الماضية مختلف محافظات المملكة لمناقشة آلية تسجيل المواطنين الراغبين بالتبرع لصالح متضرري الأمطار بعموم مناطق البحرين، بينما تستمر الحملة حتى 9 ديسمبر الجاري.لجنة شبابية للإغاثة وثمن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مساهمة المجتمع البحريني في دعم عمل اللجنة من شركات ومؤسسات وأفراد، حيث تهدف إلى تشجيع العمل الإنساني التكافلي من قبل الجميع وتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية، لافتاً إلى أن مجتمع البحرين معروف عنه تقديم يد العون والمساعدة للجميع.وقال سموه «حرصنا على الذهاب بأنفسنا مع المسؤولين للوقوف على الأضرار لنقول لهم إننا معهم، ونحمد الله أن البحرين بعيدة عن الكوارث الطبيعية، وما يهمنا هو نشر ثقافة التكافل بين الناس ليساعد بعضهم بعضاً، وأثبتت الأيام الأخيرة تكافلاً واضحاً بين مؤسسات الدولة وحملة البحرين تتكافل». وأضاف سموه أن المؤسسة الخيرية لديها خبرة سابقة في توصيل المساعدات في أوقات سريعة، مردفاً «كان لنا شرف أن نكون أول من يدخل غزة سابقاً، وخبرتنا فيها تؤهلنا لقيادة مثل هذا العمل المشرف، واليوم نحن نناقش تأسيس لجنة شبابية متطوعة لمساعدة المتضررين من أي كارثة أياً كان نوعها مستقبلاً، ورأينا الشباب خلال أزمة أضرار الأمطار ما يعد مفخرة لنا جميعاً، ونحن مهما عملنا وخططنا فإن جلالة الملك دائماً يسبقنا ويشعرنا أننا يجب أن نستمر ونعطي أكثر». التكافل ديدن البحرينمن جانبه توجه نائب رئيس مجلس الأمناء الشيخ عدنان القطان، بخالص الشكر إلى جلالة الملك المفدى على رعايته الكبيرة لأعمال المؤسسة الخيرية الملكية، وسمو الشيخ ناصر بن حمد على متابعته وحرصه على الارتقاء بعمل المؤسسة.وقال القطان «هذا التكافل من صميم دين الإسلام، ونحن نشكر جميع القطاعات التجارية والحكومية المتكافلة، وعلى كل قادر أن يسهم في التخفيف من ابتلاء إخوانه، ولا شك أن حملة المؤسسة الخيرية الملكية (البحرين تتكافل) حث عليها القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم».وعبر رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين د.عصام فخرو، عن شكره لجلالة الملك المفدى وتوجيهاته لسمو الشيخ ناصر بن حمد لتدشين حملة البحرين تتكافل، مؤكداً أن هذا ليس بجديد على القيادة الرشيدة.وقال «نطمح للتنسيق مع الجهات الحكومية، ونؤكد النظرة الاستباقية بعيداً عن ردود الأفعال، وأتمنى أن تشكل مستقبلاً لجنة تضع الأسس والأطر والسياسات العامة لطريقة التعامل مع الحوادث والكوارث الطبيعية».واقترح فخرو على سمو الشيخ ناصر بن حمد أن تكون هذه اللجنة أساسية في المؤسسة الخيرية الملكية مستقبلاً، مضيفاً «نحن في الغرفة وصلنا اقتراح بتشكيل لجنة طوارئ لمثل هذه الأزمات ونعتزم طرحها في إدارة الغرفة للمناقشة».ملهم الحملة وقائدهاوأكد أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية الرئيس التنفيذي للحملة الوطنية لمساعدة المتضررين من الأمطار د.مصطفى السيد، أن جلالة الملك المفدى هو الملهم الرئيس للحملة، وقائدها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.وقال إن هدف الحملة جمع التبرعات لكفالة المحتاجين والمتضررين، مثمناً زيارة سمو الشيخ ناصر بن حمد للأسر المحتاجة، حيث وجد الأهالي كرماء النفس يشكرون هذه الوقفة.وتابع «القيادة والدولة قادرة على التكفل بكل المصروفات التعويضية، ودعم الأسر المحتاجة وتقديم الدعم المادي لها، ولكن مبدأ الشراكة الاجتماعية هو الشيء الراقي والهدف المنشود، ليتكافل الناس والشعب، وهذا هو ما أراده جلالة الملك المفدى».وعن الإجراءات العملية للحملة قال «خاطبنا المحافظات للتنسيق مع البلديات وممثلين عن المواطنين، على أن يعطونا تقريراً عن الأضرار حتى نعمل سوياً في وضع سياسات واضحة للمساعدة وتقديم المعونة».المؤسسة الصحية بالواجهةوفي الشأن الطبي قالت رئيسة جمعية الأطباء د.مها الكواري، إن الدين الإسلامي الحنيف يحث على التعاون، والحملة تنطلق من هذا المبدأ، لافتة إلى أن المؤسسة الصحية مستعدة لتقديم الخدمات للمواطنين بشتى الظروف.وقال رئيس جمعية المهندسين عبدالمجيد القصاب «شيء جميل أن يتعاون الناس في الأوقات الصعبة، وهذا وقت مناسب للتغلب على مشكلات سببتها الأزمة، ونحن نتشرف بعضويتنا في اللجنة، وأما عن تأصيل مفهوم التكافل، فإنني أذكر الجميع بفرجان لول عندما تحصل مشكلة أو كارثة أو حريق فإن الفزعة كانت واضحة قبل أن تعمم الهواتف، وكان الحريق يطفأ حتى قبل أن تصل سيارات الإطفاء، يجب أن نربي أبنائنا على هذه المبادئ».بدوره وجه النائب عبدالحكيم الشمري، الشكر والتقدير إلى جلالة الملك المفدى وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على إطلاق الحملة، لافتاً إلى أن الحملة أظهرت الترابط والتكافل في المجتمع البحريني.وقال إن البحرين سباقة دوماً في اتخاذ خطوات رائدة في تعزيز التكافل، عاداً مساهمة الناس في الحملة تأكيداً لأصالة الشعب البحريني وتكافله ومساعدة الميسورين وأصحاب الأيادي البيضاء للمحتاجين والمعوزين. وأضاف «المجتمع البحريني واعٍ بالعمل الخيري والتطوعي، ولابد من تزكية وتدعيم روح التكافل بين الشعب حتى تدوم هذه الميزة، وهذه فرصة أن نقف مع الوطن». من جانب آخر قالت خبيرة المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية د.لطيفة المناعي، إن الحملة تعني وجود جهة مركزية تهتم بالمتضررين لتصبح الجهود مشتركة في هدف واحد، داعية الجمعيات الأهلية إلى حصر أعداد المتضررين بشكل ييسر عمل الحملة ويمدها بالمعلومات الصحيحة وسرعة وصول الخدمة للمتضررين.وأوضحت المناعي أن بذرة التكافل الاجتماعي موجودة في المجتمع البحريني، مضيفة «نحن نشاهد التكافل الاجتماعي الآن على مستوى العالم وليس على مستوى البلد فقط، عبر المسارعة إلى مساعدة الأشقاء المتضررين في الدول المنكوبة».البعد الإنسانيوبين عضو مجلس الشورى عضو أمناء المؤسسة الخيرية الملكية ضياء الموسوي، أن البعد الإنساني موجود في البحرين، وقال «هناك دلالة رمزية وإنسانية حاول جلالة الملك أن يرسخها في المجتمع، وعبقرية جلالته تكمن في صبره وسعيه للملمة المواطنين باعتباره أباً للجميع».وأضاف أن لمسات جلالته وصلت إلى غزة والصومال ومخيمات اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، عدا عن الأيتام والأرامل ممن يرعاهم عبر المؤسسة الخيرية الملكية من مختلف المحافظات.وقال «هذا المشهد له بعد إنساني ينطلق من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي بينت إيثار النفس ومساعدة المحتاجين، وجلالة الملك هو صمام الأمان لهذا البلد».وأردف «التبرعات رسالة من البحرينيين إلى جلالة الملك المفدى والقيادة الرشيدة بأننا معكم، والحملة فرصة للتلاقي والتواصل، ونحن جميعاً نتوحد ونجتمع كبحرينيين على قلب واحد، والإنسان الذكي يأخذ من المشكلة ليوجد حلاً، لا أن يخلق من الحل مشكلة، وكلما حاولنا استثارة أو استنهاض المشروعات المماثلة فإنها تصب في صالح البحرين».وقال نائب رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية عبدالكريم الفردان، إن نعمة الأمطار كشفت المعدن البحريني الأصيل، بعد أن خرج في شكل تفاعل مختلف شرائح المجتمع مع الحملة، ومشاركة المواطن في الأعمال المجتمعية والتكافل والتآزر سمة برزت في هذا الحدث البسيط.وأردف «جلالة الملك أرسل رسالة إلى المواطنين بمختلف شرائحهم أن هناك فرصة للتغلب على المشكلات من خلال امتحان بسيط اجتازه الشعب البحريني بالتبرع للحملة، وهذه مهمة المجتمع ككل ولا تقتصر على المؤسسة الخيرية الملكية».وكان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، دشن الحملة 25 نوفمبر الماضي برئاسة أمين عام المؤسسة مصطفى السيد، وبالتعاون مع تلفزيون البحرين.
970x90
970x90