عواصم - (وكالات): أكد النظام السوري مدفوعاً بالتقدم العسكري الذي يحققه أمام مقاتلي المعارضة، أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي سيتولى قيادة المرحلة الانتقالية في حال تم التوصل إلى اتفاق في جنيف على الرغم من دعوات المعارضة والمجتمع الدولي لتنحيه. ميدانياً ومع استمرار أعمال العنف منذ قرابة 33 شهراً، قتل 18 شخصاً وأصيب 30 أمس في سقوط قذائف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب شمال البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن بشار الأسد سيبقى رئيساً وسيقود المرحلة الانتقالية في حال التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في يناير المقبل في جنيف.
وقال الزعبي «إذا كان أحد يعتقد بأننا ذاهبون إلى جنيف 2 لتسليم مفاتيح دمشق للمعارضة فلا داعي لذهابه»، وذلك في حديث إلى قناة «الميادين» الفضائية نقلته وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا».
وأضاف «القرار للرئيس الأسد وهو قائد المرحلة الانتقالية إذا وصلنا إليها وقائد سوريا وسيبقى رئيساً لسوريا».
وأثناء اجتماع «جنيف 1» في يونيو 2012 وافق المشاركون على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، من دون التطرق إلى مصير الأسد الذي تنتهي ولايته الرئاسية في عام 2014. وكان الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي جدد رغبته في مشاركة إيران الحليفة للنظام السوري، والسعودية في المؤتمر.
وترفض المعارضة السورية من جهتها مشاركة إيران التي تدعم القوات النظامية من خلال خبراء عسكريين، في جنيف 2.
وطرحت فكرة عقد المؤتمر بمشاركة النظام والمعارضة، من قبل واشنطن وموسكو. إلا أن لائحة المشاركين لم تحدد بعد، ولم ينل المؤتمر الإجماع حول عقده أو البنود التي يفترض أن يبحثها.
وقمعت حركة الاحتجاج الشعبية التي انطلقت في مارس 2011 بالقوة وتحولت إلى حرب تدميرية أودت بحياة أكثر من 126 ألف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأمس، قتل 18 شخصاً بينهم ضابط وأصيب نحو 30 شخصاً في سقوط قذائف على مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب، بحسب المرصد.
من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الأسد أن مقاتلي المعارضة يريدون استخدام الراهبات اللواتي اقتادوهن من دير القديسة تقلاً في بلدة معلولاً المسيحية شمال دمشق «دروعاً بشرية».
وبحسب رئيسة دير صيدنايا الام فبرونيا نبهان التي تحادثت مع رئيسة دير مار تقلاً في معلولا الام بيلاجيا سياف، فإن الراهبات الاثنتي عشرة السوريات واللبنانيات والسيدات الثلاث اللواتي يعملن معهن، موجودات في منزل بيبرود وهم في حالة جيدة.
وكان السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري قال إن الراهبات اقتدن بالقوة إلى خارج الدير على يد مجموعة مسلحة، وأرغمن على اللحاق بها إلى يبرود. وتحدث البابا خلال اللقاء العام في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أمام 30 ألف شخص، عن مصير «راهبات دير مار تقلا للروم الارثوذكس في معلولا بسوريا اللواتي تم اقتيادهن بالقوة من قبل رجال مسلحين».
من جهة أخرى، أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وهيئة الأركان في الجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة، عدم «ضلوع أي وحدة من وحدات الجيش الحر في التعرض لراهبات دير مار تقلا».
وأكد الطرفان عملهما «على البحث في القضية حتى الوصول بالراهبات إلى مكان آمن بعيداً عن نيران النظام ومرتزقته».
ويبرود هي الهدف المقبل للجيش السوري الذي يشن هجوماً لاستعادة السيطرة على منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق المحاذية للحدود مع لبنان.
من جانب آخر، قال الكرملين في بيان إن رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان عقد اجتماعاً في روسيا مع الرئيس فلاديمير بوتين تناول الوضع في سوريا في إطار التحضيرات لمؤتمر جنيف 2.
في الوقت ذاته، أكدت قطر التي تدعم المعارضة السورية أنها «لا تجري أي اتصالات» مباشرة أو غير مباشرة مع النظام السوري.
ويأتي التأكيد القطري في أعقاب زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى قطر الاثنين الماضي وبعد أن لعبت قطر دوراً في تأمين الإفراج عن مخطوفين لبنانيين شيعة في سوريا. وقال مدير إدارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية إنه «من نافل القول إن قطر لا تجري اتصالات مباشرة ولا غير مباشرة مع النظام السوري».
وشدد المسؤول في الخارجية على أن «التواصل الوحيد» لقطر «هو مع الممثل الشرعي لهذا الشعب المتمثل بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
إلا أن المسؤول أكد «ترحيب دولة قطر بحل سياسي يضمن حقوق الشعب السوري المشروعة».
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أكد في مقابلة مع قناة او تي في اللبنانية أن «قطر في الآونة الأخيرة ربما تعيد النظر بموقعها في المنطقة واستراتيجيتها»، مشيراً إلى أنه استقبل موفداً قطرياً قبل أيام.