صنعاء - (وكالات): فجر انتحاري سيارة مفخخة عند مدخل مجمع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء قبل أن تندلع اشتباكات مع مسلحين اقتحموا مباني تابعة للمجمع ما أسفر عن 52 قتيلاً وعشرات الجرحى، حسب ما أفادت مصادر أمنية ووزارة الدفاع. وأكدت وزارة الدفاع أنها استعادت السيطرة على مجمع المباني التابع لها بعد أن «تم التعامل مع غالبية المجموعة المسلحة» التي اقتحمت خصوصاً المستشفى العسكري في المجمع و»القضاء عليها». ويحمل الهجوم بصمات تنظيم القاعدة الذي سبق أن نفذ عدداً من الهجمات المثيرة بهذه الطريقة.
وذكر مصدر أمني أن السلطات أغلقت منطقة وزارة الدفاع بشكل كامل فيما شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان لإخراج القتلى والجرحى. وأكد المصدر أن التفجير الانتحاري وقع عند المدخل الغربي لمجمع مباني وزارة الدفاع، وبالتحديد أمام المستشفى العسكري. وأفاد المصدر أن «سيارة أخرى اتجهت إلى وزارة الدفاع بعد الانفجار واشتبك مسلحون على متنها مع حراس الوزارة». وأشار مصدر أمني آخر إلى أن مسلحين من خارج مجمع وزارة الدفاع شاركوا في الاشتباكات فيما تمكن المسلحون من السيطرة مؤقتاً «على بعض المقرات التابعة للمجمع» من بينها مبنى المستشفى. بدوره، أكد موقع وزارة الدفاع أن الانفجار استهدف المستشفى العسكري وأن «سيارة تحمل عدداً من الأفراد قد دخلت إلى المبنى بعد الانفجار». أكد مصدر طبي أن بين قتلى الهجوم على المستشفى العسكري 6 أطباء أجانب، من بينهم فنزويلي وفلبينيتان.
وأضاف المصدر أن بين الأطباء القتلى 3 يمنيين من بينهم جراحة، إضافة إلى 5 مرضى يمنيين لقوا حتفهم من بينهم قاضٍ. كما ذكر مصدر أمني أن شقيق رئيس الجمهورية كان متواجداً في المستشفى ولم يتعرض لأذى. وظلت اشتباكات متقطعة ظلت تدور داخل المجمع، وعزتها مصادر أمنية إلى تحصن عدد قليل من المسلحين داخل مسجد المجمع. كما سقطت في وقت لاحق قذائف صاروخية في باحة مجمع وزارة الدفاع.
وقام رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بزيارة إلى مجمع الوزارة وترأس اجتماعاً للقادة العسكريين داخل المجمع، بحسب ما أفاد التلفزيون اليمني الرسمي.
وبحسب الإعلام الرسمي، طلب هادي تشكيل لجنة تحقيق ترفع تقريراً أولياً في غضون 24 ساعة.
ونفذ الجنود عمليات تمشيط في المجمع العسكري الضخم الواقع بالقرب من الوسط التاريخي للعاصمة اليمنية. من جهتهم، أكد جنود جرحى أن سلسلة انفجارات وقعت داخل المباني التي سيطر عليها المسلحون قبل أن تستعيد الشرطة العسكرية وقوات أخرى تابعة لوزارة الدفاع السيطرة على المكان.
وذكر أحد الجنود أن «الجيش قصف بيتاً قريباً في صنعاء القديمة استخدمه مسلحون لاستهداف مجمع وزارة الدفاع». واستمرت الاشتباكات لفترة خارج نطاق مجمع وزارة الدفاع.
وذكرت مصادر أمنية متطابقة أن الهجوم والاشتباكات أسفر أيضاً عن عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات مجاورة. وبث التلفزيون اليمني صوراً لجثث متفحمة وأشلاء جثث أمام مباني مجمع وزارة الدفاع مؤكداً أنها جثث «عناصر إرهابية». وبدا حجم الدمار كبيراً نسبياً في المكان.
وأغلقت السلطات بشكل كامل جميع الطرقات المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع الواقع بالقرب من باب اليمن، عند مدخل صنعاء القديمة. ويأتي الانفجار في وقت يشهد اليمن تأزماً في سير الحوار الوطني الذي يفترض أن يساهم في إنهاء المرحلة الانتقالية والوصول إلى دستور جديد وشكل جديد للدولة.
وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي الهجوم الانتحاري. ووصف الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني الهجوم بأنه «عمل جبان يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الدينية والإنسانية». وأضاف «أن هذا العمل الشنيع جريمة بشعة يسعى الإرهابيون من ورائها إلى زعزعة أمن اليمن واستقراره وعرقلة الحل السياسي للأزمة اليمنية». والحوار اليمني معلق بسبب انسحاب نسبة كبيرة من ممثلي الحراك الجنوبي بسبب الخلاف حول عدد الأقاليم في النظام الاتحادي الذي تم الاتفاق على اعتماده في اليمن.